نور تريندز أخبار وتحليل فني وأدوات تعليمية وتوصيات
تسببت جائحة كوفيد-19 وحرب أوكرانيا في تعطيلات كبيرة في سلاسل التوريد العالمية، مما أدى إلى نقص في السلع وارتفاع الأسعار. الآن، هناك مخاوف من أن تعطيلًا آخر لسلاسل التوريد قد يكون في طور التشكل.
فإن الحرب بين إسرائيل وحماس، على الرغم من عدم انتشارها إلى بلدان أخرى، تهدد بانتشار اضطراب أوسع في التجارة والإمدادات.
بعد أيام من تهديد المتمردين الحوثيين المدعومين من إيران في اليمن باستهداف سفن إسرائيلية في البحر الأحمر بسبب الحرب الإسرائيلية مع حماس في قطاع غزة، قاموا باحتجاز سفينة تملكها رجل أعمال إسرائيلي وتحويل مسارها نحو الساحل اليمني.
يهدد الاحتجاز ليس فقط النقل البحري الإسرائيلي ولكن أيضًا حركة المرور بالبحر الأحمر، وهو واحد من أكثر طرق الشحن ازدحامًا في العالم. حتى السفينة المحتجزة التي يقول الحوثيون إنها تملكها شركة إسرائيلية، ليست لها مصالح إسرائيلية فقط.
سفينة حمل السيارات “غالاكسي ليدر” تحمل علم البهاما ومسجلة باسم شركة مقرها جزيرة مان، والتي بدورها مرتبطة بشركة أخرى من إسرائيل.
تم استئجار السفينة من قبل شركة نيبون يوسين اليابانية، وقد غادرت من كورفيز في تركيا، وكانت متجهة إلى بيبافاف في الهند، وكانت تحمل طاقمًا من جنسيات مختلفة.
وبوضوح، يعرض استهداف السفن من قبل المتمردين الحوثيين المصالح العالمية للخطر، وذلك بغض النظر عن مخاطر استهداف سفن أخرى بالخطأ أو تجنب السفن لهذا الطريق بسبب التصعيد في المخاطر.
أهمية البحر الأحمر
ويعد البحر الأحمر أحد أهم طرق الشحن حيث تمر حركة المرور بين أوروبا والدول الآسيوية والعربية عبر البحر الأحمر وقناة السويس التي تربط البحر الأحمر بالبحر الأبيض المتوسط.
ومن جهته، صرح المتحدث باسم نيبون يوسين أو خط نيكي الياباني، وهو المشغل الياباني للسفينة المحتجزة، لـ نيكي آسيا بأن البحر الأحمر هو الطريق الأكثر توازنًا للسفر من أوروبا إلى آسيا، حيث يعتبر الأقصر والأكثر فعالية من حيث استهلاك الوقود والرسوم”.
كما حذر وزير التجارة الياباني، ياسوتوشي نيشيمورا، من احتمالية حدوث اضطرابات في سلسلة التوريد بعد عملية الاحتجاز. وقال للصحفيين: “تنقل مختلف السلع، بما في ذلك السيارات، عبر هذا الطريق الذي يربط أوروبا واليابان عبر قناة السويس. وقد يكون هناك تأثير على الاقتصاد الياباني، بما في ذلك سلاسل التوريد.”
وتعتبر اليابان إحدى العديد من الدول الآسيوية والعربية التي تتاجر عبر هذا الطريق. وتشمل التجارة أيضًا إمدادات الغاز الطبيعي المسال من الدول العربية إلى أوروبا والسلع الصينية المتجهة إلى أوروبا.
وتشكل اضطرابات الجيوسياسية للتجارة البحرية تحديًا كبيرا للاقتصاد العالمي، حيث يمكن أن ينتج عن المعروض المحدود وارتفاع تكاليف النقل إلى زيادة التضخم في وقت يتوقع فيه أن يتباطأ التضخم عالميًا وقد ينتقل المصرفيون المركزيون في وقت مبكر من العام المقبل إلى خفض الفائدة. كما يعني ارتفاع تكاليف النقل وكذلك الأقساط التأمينية المرتفعة بسبب تصاعد المخاطر الجيوسياسية ارتفاع أسعار الطاقة والسلع الأخرى.
ومع ذلك، يعتقد الكثيرون أنه من المبكر النظر إلى أن هجمات الحوثيين تعد مصدر للقلق الأوسع فيما يتعلق بالشحن والتجارة. وحتى الآن، قاومت الدول الأخرى الانخراط في صراع إسرائيل وحماس. ولقد تجاهل سوق النفط تأثير حرب إسرائيل وحماس. وبالتالي، لا يكون احتجاز الحوثيين للسفينة تصعيدًا لصراع إسرائيل وحماس، وقد يظل محدودًا خاصة عندما يتم التحدث عن المفاوضات لوقف إطلاق النار.
