تظهر بيانات التوظيف الأمريكية الرئيسية، التي تحتل القدر الأكبر على الإطلاق من الأهمية والأثر على حركة السعر في أسواق المال العالمية، في الجمعة الأولى من كل شهر. وننتظر ظهور هذه البيانات الهامة في الساعات المقبلة من الجمعة الأول من أكتوبر 2023 وسط توقعات بتراجع أوضاع سوق العمل في الولايات المتحدة.
وفي كل استعراض لتوقعات تلك البيانات نقدم اثنين من السيناريوهات يستند في إعدادهما إلى المؤشرات الأولية للتوظيف التي تتوالى في الظهور منذ إصدار الدفعة الماضية من بيانات سوق العمل الأمريكي.
وتتوقع الأسواق أن يضيف الاقتصاد الأمريكي 170 ألف وظيفة مقابل القراءة السابقة التي سجلت 187 ألف وظيفة. كما تشير التوقعات إلى مكانية ألا يشهد نمو الأجور في الولايات المتحدة في سبتمبر الماضي مقارنة بالأوضاع التي رصدتها المفكرة الاقتصادية الشهر السابق.
وترجح الأسواق أيضا أن يتراجع معدل البطالة في الولايات المتحدة إلى 3.7% الشهر الماضي مقابل القراءة السابقة التي سجلت 3.8%.
وفيما يلي استعراض لتلك السيناريوهات المتوقعة واحتمالات حركة السعر في أسواق المال التي تترتب على تحقق كل منهما.
السيناريو السلبي
هناك اثنان من لمؤشرات الأولية التي ترجح كفة تدهور بيانات التوظيف الأمريكية لشهر سبتمبر الماضي، وهو ما يصب في صالح توقعات توقف الفيدرالي عن رفع الفائدة في الفترة المقبلة.
وتراجع معدل نمو الوظائف في الولايات المتحدة، وفقا للبيانات التي ظهرت الأربعاء الماضي والتي ألقت الضوء على هبوط قراءة مؤشر التغير في توظيف القطاعات غير الزراعية الصادر عن هيئة المعالجة الإلكترونية للبيانات في الولايات المتحدة (ADP) إلى 89 ألف وظيفة في سبتمبر الماضي مقابل القراءة السابقة التي سجلت 180 ألف وظيفة، وهو ما جاء أدنى من توقعات الأسواق التي أشارت إلى 153 ألف وظيفة، وهو ما يشير إلى أدنى مستويات نمو الوظائف منذ يناير 2021.
كما هبط مكون التوظيف في مؤشر مديري المشتريات الخدمي الصادر عن معهد دراسات الإمدادات في الولايات المتحدة (ISM) إلى 53.4 نقطة في سبتمبر الماضي مقابل قراءة الشهر السابق التي سجلت 54.7 نقطة.
توقعات عكس السيناريوهات
على الجانب الآخر، تهناك عدد أكبر من المؤشرات التي عكست تحسنا في أوضاع سوق العمل في الولايات المتحدة، وهو ما يمثل السيناريو العكسي للتوقعات السائدة في أسواق المال.
وتراجع متوسط الأربعة أسابيع لمطالبات إعانات البطالة الأسبوعية إلى 208 ألف مطالبة في الأسبوع المنتهي في 29 سبتمبر الماضي مقابل القراءة السابقة التي سجلت 211 ألف مطالبة.
ارتفع مؤشر JOLTS لفرص العمل في الولايات المتحدة إلى 9.61 مليون فرصة عمل في أغسطس الماضي مقابل القراءة السابقة التي سجلت 8.92 مليون فرصة عمل، وهو ما جاء أعلى من توقعات السوق التي أشارت إلى 8.8 مليون فرصة عمل.
وارتفع مكون التوظيف في مؤشر مديري المشتريات التصنيعي الصادر عن معهد دراسات الإمدادات في الولايات المتحدة (ISM) إلى 51.2 نقطة في سبتمبر الماضي مقابل القراءة السابقة التي سجلت 48.5 نقطة.
وارتفعت ثقة المستهلك الأمريكي في سبتمبر الماضي إلى 68.1 نقطة مقابل القراءة السابقة التي سجلت 67.7 نقطة، وفقا للمؤشر الصادر عن جامعة ميتشيجان الأمريكية. وكان توقعات السوق قد أشارت في وقت سابق إلى إمكانية هبوط قراءة الشهر الماضي إلى 67.7 نقطة.
تراجع مؤشر تشالنجر لإلغاء الوظائف في الولايات المتحدة إلى 47457 وظيفة أُلغيت في سبتمبر الماضي مقابل القراءة السابقة التي سجلت إلغاء 75151 وظيفة.
وعلى صعيد البيانات التي ظهرت الخميس، ارتفعت قراءة مؤشر مطالبات إعانات البطالة الأسبوعية في الولايات المتحدة إلى 207 ألف مطالبة في الأسبوع المنتهي في 205 ألف مطالبة، وهو ما جاء أدنى من توقعات السوق التي أشارت إلى 210 ألف مطالبة.
ومن المرجح أن تراجع بيانات التوظيف الأمريكية من الأمور التي تغذي توقعات بأن الفيدرالي قد لا يرفع الفائدة في الاجتماع المقبل للجنة السوق الفيدرالية المفتوحة.
وحال تحقق السيناريو السلبي – لذي ترجحه توقعات الأسواق – يتوقع على نطاق واسع أن تستفيد الأسهم العالمية وباقي أصول المخاطرة لأن تدهور سوق العمل من شأنه ان يمنح الفيدرالي متسعا للتوقف عن رفع الفائدة في سبتمبر المقبل، وهو أيضا ما من شأنه أن يحقق صالح العقود الآجلة للذهب.
وحال تحقق السيناريو الإيجابي، وهو الذي يتضمن ارتفاع نمو الوظائف ونمو الأجور إلى حدٍ يفوق توقعات الأسواق، قد نشاهد السيناريو العكسي لحركة السعر الذي يتضمن ارتفاع الدولار الأمريكي على حساب الأسهم وأصول المخاطرة والذهب.