أصدر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تحذيراً أمس الثلاثاء من أنه إذا قرر الغرب تزويد أوكرانيا بأسلحة متطورة بعيدة المدى، فإن ذلك سيجبر روسيا على دفع التهديد بعيدًا عن حدودها.
واتهم بوتين -في خطابه السنوي أمام البرلمان- الغرب باستخدام أوكرانيا كقذيفة ضد روسيا وأرض تدريب. وذكر أنه من الواضح أنه كلما زاد مدى وصول الأنظمة الغربية إلى أوكرانيا، ستضطر روسيا إلى الدفاع عن أراضيها.
وكانت الدول الغربية، بما في ذلك الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، قد زودت أوكرانيا بالفعل بالأسلحة الثقيلة، بما في ذلك قاذفات الصواريخ المتعددة HIMARS الأمريكية الصنع ومدافع الهاوتزر M777.
كما أعلن بوتين أن موسكو تنسحب مؤقتًا من المعاهدة النووية الأخيرة المتبقية بين روسيا والولايات المتحدة، معاهدة ستارت الجديدة.
وأشار إلى أن الاتفاقية تم وضعها في البداية في ظل ظروف مختلفة تماماً وأن الولايات المتحدة تصدر الآن إنذارات نهائية لروسيا، بينما قدم الناتو نفسه بشكل أساسي طلبًا ليصبح جزءًا من المعاهدة أيضًا.
وأضاف بوتين أن أعضاء الكتلة يطالبون الآن بتفتيش المنشآت الاستراتيجية الروسية، مشيرا إلى أن طلبات موسكو لتفتيش المنشآت النووية الغربية بموجب المعاهدة يتم رفضها بشكل منهجي.
اتفاقيات مينسك (2014-2015)
وفي إطار الخطاب نفسه، اتهم بوتين الغرب باللعب بأرضية مكدسة أثناء محاكاة الجهود الدبلوماسية لإنهاء الصراع في دونباس بأوكرانيا. وأشار إلى أن الدول الغربية اعترفت بأن اتفاقيات مينسك 2014-2015 لم تكن أكثر من “مشهد دبلوماسي، خدعة”.
علاوة على ذلك، اتهم بوتين الغرب باستخدام “أسلوب الخداع الخسيس” خلال الحملات في يوغوسلافيا والعراق وليبيا وسوريا.
ومن جهتها، كررت المستشارة الألمانية السابقة أنجيلا ميركل أن اتفاقيات مينسك الموقعة في 2014-2015 لحل النزاع في شرق أوكرانيا تهدف إلى منح كييف الوقت لتعزيز جيشها.
وفي مقابلة مع المجلة الإيطالية Sette، قالت إن الفترة 2014-2015 في أوكرانيا لم تكن كما هي الآن وتشك في أن الناتو كان بإمكانه مساعدة أوكرانيا بقدر ما يستطيع اليوم.
واستشهدت روسيا بفشل كييف في تنفيذ اتفاقيات مينسك كأحد الأسباب التي دفعت موسكو إلى شن عمليتها العسكرية في فبراير 2022.
وفي السياق نفسه، قال السناتور كونستانتين كوساتشيف، نائب رئيس مجلس الشيوخ بالبرلمان الروسي، في وقت سابق إن آلاف الأرواح فقدت في شرق أوكرانيا منذ عام 2014، لأن الغرب تعامل مع اتفاقيات مينسك على أنها قصاصات ورق.
وتأتي تعليقات بوتين بعد قرابة عام من بدء موسكو عمليتها العسكرية في أوكرانيا، مشيرة إلى الحاجة إلى حماية سكان دونباس وإخفاق كييف في تنفيذ اتفاقات مينسك.