نور تريندز / التقارير الاقتصادية / ماذا ننتظر من بيانات التوظيف؟ (3 – فبراير 2023)
بيانات التوظيف الأولية
بيانات التوظيف الأولية

ماذا ننتظر من بيانات التوظيف؟ (3 – فبراير 2023)

تنتظر الأسواق دفعة من البيانات هي الأهم على الإطلاق على مدار الشهر، إذ توفر صورة واضحة لأوضاع سوق العمل الأمريكي، ومن ثم تلقي الضوء على حالة أكبر اقتصاد على مستوى العالم وانعكاسات تلك الحالة على الاقتصاد العالمي.

وفي كل شهر نستعرض معا العوامل التي قد تكون لها الغلبة على مدار شهر مضى في التأثير على الأسواق، مما يسلط الضوء على السيناريو الأقرب إلى التحقق فيما يتعلق ببيانات التوظيف الأمريكية 194 ألف وظيفة الشهر السابق. 

وهناك اثنين من السيناريوهات التي قد يتحقق أحدهما غدا الجمعة على صعيد التغير في توظيف القطاعات غير الزراعية في الولايات المتحدة وغيره من المؤشرات ذات الصلة بسوق العمل التي تظهر قراءاتها مع انطلاق جرس بدء التعاملات في وول ستريت بعد ساعات.

يشير السيناريو الأول إلى تحسن في هذه البيانات، ومن ثم تبدأ الأسواق في التفاعل معها بإيجابية تتضمن ارتفاع الأسهم في وول ستريت والدولار الأمريكي معا. أما سلبية تلك البيانات فقد يحرك أسهم وول ستريت من الصعود بينما يتمسك الدولار الأمريكي بالاتجاه الصاعد. 

السيناريو الإيجابي

صدرت مجموعة من مؤشرات التوظيف ومؤشرات أخرى ذات صلة بسوق العمل رجحت كفة تحسن بيانات التوظيف، أبرزها ما يلي ارتفعت قراءة ثقة المستهلك الصادر عن جامعة ميتشيجان في يناير الماضي إلى 64.6 نقطة مقابل القراءة السابقة التي سجلت 59.7 نقطة، وهو ما جاء أعلى من توقعات الأسواق التي أشارت إلى 60.5 نقطة.

وشهد عدد فرص العمل وتغيير الوظائف في الولايات المتحدة (JOLTS) في ديسمبر الماضي زيادة إلى 11.012 مليون وظيفة مقابل القراءة السابقة التي سجلت 10.440 مليون وظيفة، مما يشير إلى مستويات أعلى من التوقعات التي أشارت إلى 10.250 وظيفة.

وتراجع إجمالي عدد المستفيدين من إعانات البطالة الأمريكية إلى 1.655 مليون مستفيد في الأسبوع المنتهي في 20 يناير الماضي مقابل القراءة السابقة التي سجلت 1.666 مليون مستفيد، وهو ما جاء أدنى من توقعات الأسواق التي أشارت إلى 1.677 مليون مستفيد. 

وتراجع متوسط الأربع أسابيع لمطالبات إعانات البطالة الأسبوعية في الأسبوع المنتهي في 27 يناير الماضي إلى 191.75 ألف مطالبة مقابل المتوسط السابق الذي أشار 197.5 ألف مطالبة. 

السيناريو السلبي

على الجانب الآخر، صدرت مجموعة من مؤشرات التوظيف ومؤشرات أخرى ذات صلة بسوق العمل رجحت كفة تدهور بيانات التوظيف، أبرزها ما يلي 

وارتفع مؤشر التغير في توظيف القطاعات غير الزراعية في الولايات المتحدة الصادر عن إدارة المعالجة الإلكترونية للبيانات إلى 106 ألف وظيفة في يناير الماضي مقابل القراءة السابقة التي سجلت 256 ألف وظيفة، وهو ما جاء أدنى من توقعات الأسواق التي أشارت إلى 178 ألف وظيفة.

تراجعت قراءة مؤشر ثقة المستهلك الصادر عن كونفرنسبورد إلى 107.1 نقطة مقابل القراءة السابقة التي سجلت 109 نقطة بعد المراجعة إلى ارتفاع، وهو ما جاء أدنى من توقعات الأسواق التي أشارت 109.1 نقطة. 

وتراجع مكون التوظيف في مؤشر مديري المشتريات التصنيعي في الولايات المتحدة إلى 50.6 نقطة في يناير الماضي مقابل القراءة السابقة التي سجلت ارتفاعا إلى 50.8 نقطة، وهو ما جاء أعلى من توقعات السوق التي أشارت إلى 49 نقطة.    

وارتفع مؤشر تشالنجر لإلغاء الوظائف إلى 102.94 مليون وظيفة في يناير الماضي مقابل القراءة السابقة التي سجلت 43.651 ألف وظيفة.   

وتتوقع الأسواق ارتفاع مؤشر التغير في توظيف القطاعات غير الزراعية في الولايات المتحدة إلى 185 ألف وظيفة في يناير الماضي مقابل القراءة السابقة التي سجلت 223 ألف وظيفة.

كما يتوقع أن يرتفع معدل البطالة إلى 3.6% مقابل قراءة المسجلة الشهر الماضي عند 3.5% إضافة إلى توقعات بارتفاع في نمو الأجور على أساس سنوي بينما قد تتراجع القراءة الشهرية.   

قال رئيس الفيدرالي جيروم باول الأربعاء الماضي: “إذا جاءت البيانات قوية، فسوف نستمر في رفع الفائدة. لكن إذا جاءت ضعيفة فسوف نعمل على الإبقاء على معدل الفائدة كما هو، فالأمر برمته يعتمد على ما يظهر من بيانات”، مؤكدا أن الوقت لا يزال مبكرا على إعلان “الانتصار على التضخم”.

على ذلك، إذا تحققت توقعات تدهور بيانات التوظيف قد نشاهد ارتفاعا في الأسهم الأمريكية والعقود الآجلة للذهب على حساب الدولار الأمريكي.

تحقق أيضا

معدل التضخم الصيني يسجل أدنى مستوياته منذ 2009!

هل يعود التضخم الأمريكي إلى الارتفاع الحاد مرة ثانية؟

سجلت بيانات التضخم في أسعار المستهلك في الولايات المتحدة أرقامًا متوافقة مع توقعات الأسواق على …