تظهر بيانات التوظيف الأمريكية الجمعة المقبلة وسط توقعات بتراجع في معدل التوظيف في الولايات المتحدة وثبات في معدل البطالة الأمريكية علاوة على ثبات في نمو الأجور أيضا.
ولم يعد من المنطقي في الوقت الراهن، الذي يشهد ارتفاعات حادة في التضخم، التركيز على أعداد الأمريكيين الذين تمكنوا من الالتحاق بوظائف أو عدد الذين انضموا إلى طوابير البطالة، إذ تركز الأسواق في الوقت الحالي على كل ما له صلة وتأثير على معدل التضخم.
وأصبح السؤال الأهم في الفترة الأخيرة هو إلى أي مدى تنمو الأجور في الولايات المتحدة، وكيف يؤثر ذلك على معدل التضخم في البلاد.
وانضمت مخاوف المزيد من ارتفاع التضخم في الفترة الأخيرة إلى مخاوف الركود، إذ يؤدي ارتفاع التضخم إلى المزيد من رفع الفائدة من قبل البنوك المركزية الرئيسية في مقدمتها الفيدرالي، وهو ما ينعكس سلبا على النمو في شكل تباطؤ النشاط الاقتصادي الذي قد يصل إلى الركود.
مؤشرات أولية
في كل شهر، تظهر بعض المؤشرات الأولية التي يمكن من خلالها تحليل ما تشير إليه من أرقام يمكننا التوصل إلى صورة أكبر لما قد تكون عليه بيانات التوظيف الأمريكية.
وسوف نستعرض فيما يلي أهم هذه المؤشرات التي ظهرت منذ إصدار الدفعة الأحدث على الإطلاق من بيانات التوظيف الشهر الماضي وحتى الآن.
تراجع مكون التوظيف في مؤشر مديري المشتريات التصنيعي الصادر عن معهد دراسات الإمدادات في الولايات المتحدة 47.3 نقطة مقابل القراءة السابقة التي سجلت 49.6 نقطة.
وارتفعت قراءة مؤشر JOLTS لفرص العمل في الولايات المتحدة بواقع 11.254 مليون وظيفة في فبراير الماضي، مقابل القراءة السابقة التي سجلت ارتفعت بواقع 11.681 وظيفة، وهو ما فاق توقعات السوق التي أشارت إلى 11 مليون وظيفة فقط.
وارتفع مؤشر تشالنجر لإلغاء الوظائف في الولايات المتحدة إلى 32.517 ألف وظيفة أُلغيت في يونيو الماضي مقابل القراءة السابقة التي سجلت 20.712 ألف وظيفة أُلغيت في الشهر الماضي.
كما ارتفع مؤشر متوسط الأربعة أسابيع لمطالبات إعانات البطالة الأسبوعية في الولايات المتحدة إلى 232 ألف مطالبة مقابل القراءة السابقة للمؤشر التي سجلت 231 ألف وظيفة.
يتضح من البيانات المشار إليها أعلاه، مؤشرات التوظيف الأولية ليونيو الماضي، تغلب التطورات السلبية على الإيجابية عكسته البيانات التي ألقت الضوء على تدهور في أوضاع سوق العمل الأمريكي.
ويرجح تفوق المؤشرات الأولية السلبية على نظيراتها الإيجابية كفة السيناريو السلبي لبيانات التوظيف الأمريكية، وهو ما يشير إلى إمكانية أن تظهر بيانات التوظيف الرئيسية لتلقي بظلال سلبية على أوضاع سوق العمل في الولايات المتحدة.
حركة السعر
هناك عدد من السيناريوهات المحتملة لبيانات التوظيف الأمريكية التي تظهر الجمعة المقبلة، والتي تتضمن فيما بينها تسجيل معدل التوظيف ونمو الأجور قراءات تفوق توقعات الأسواق، وهو ما يتوقع أن يؤدي إلى ارتفاع الدولار الأمريكي بسبب تصاعد توقعات المزيد من رفع الفائدة بسبب استمرار ارتفاع نمو الأجور الذي يضيف إلى ارتفاع التضخم، وهو ما من شأنه أن يدفع بقوة في اتجاه المزيد من رفع الفائدة.
ويشير السيناريو الثاني إلى تراجع معدل التوظيف الأمريكي مع ارتفاع نمو الأجور، وهو أيضا سيناريو من شأنه أن يدعم الدولار لدعمه توقعات رفع الفائدة الفيدرالية.
وقد يسجل نمو الوظائف ونمو الأجور مستويات أدنى من توقعات الأسواق، وهو السيناريو الذي قد يستفيد منه الدولار أيضا.
أما الاحتمال الأخير، فهو ارتفاع معدل التوظيف وتراجع نمو الأجور، وهو ما يؤثر سلبا على الدولار الأمريكي ويعمل لصالح الأسهم الأمريكية.