على مدار الأسبوع الجاري تسيطر التطورات على صعيد الأزمة الروسية الأوكرانية على مجريات الأمور في أسواق المال مسببة حالة من انعدام اليقين حيال ما كان يعتقد أن الأمور ستؤول إليه على صعيد الغزو الروسي لأوكرانيا، وهو انعدام اليقين الذي تبدد الخميس عندما بدأت وحدات من الجيش الروسي عملية غزو عسكري لأوكرانيا مستهدفة منشآت حيوية في أوكرانيا من البر والبحر والجو.
وعلى مدار الفترة منذ الاثنين الماضي، الذي يُعد مفصليا في تطورات الأزمة الروسية الأوكرانية لما شهده من إعلان موسكو الاعتراف رسميا بمنطقتي دونيتسك ولوهانسك الانفصاليتين الأوكرانتيين، تستمر الأصول المتداولة في أسواق المال العالمية في التأثر سلبا بتطورات الموقف على صعيد الأزمة في شرق أوروبا.
واستمر الدولار الأمريكي، وأسهم وول ستريت، وعائدات سندات الخزانة الأمريكية، والذهب، والنفط في التأثر بحالة السلبية التي تسيطر على الأسواق بسبب الحرب.
لكن مع اقتراب روسيا من غزو أوكرانيا، الذي رجح كثيرون أنه بدأ بالفعل منذ إعلان روسيا الاعتراف رسميا باستقلال تلك المناطق الانفصالية، بدأت بعض الأصول المتداولة في الأسواق تتأثر بعوامل أخرى بخلاف الحرب.
عوامل أخرى بخلاف الحرب
أنهى اليورو تعاملات الأربعاء الماضي في الاتجاه الهابط متأثرة بالبيانات الألمانية التي ألقت الضوء على تراجع مستويات ثقة المستهلك في أكبر اقتصادات المنطقة الأوروبية.
وهبط اليورو/ دولار إلى 1.1303 مقابل الإغلاق اليومي الماضي الذي سجل 1.1322. وارتفع الزوج إلى أعلى مستوى له على مدار يوم التداول الأربعاء عند 1.1359 مقابل أدنى المستويات الذي سجل 1.1301.
وسجل مؤشر ثقة المستهلك الألماني الصادر عن معهد Gfk إلى 8.1-% في فبراير مقابل قراءة الشهر السابق الذي سجل 6.7- نقطة، وهو ما جاء أدنى من توقعات السوق التي أشارت إلى 6.2-%.
وارتفعت عائدات سندات الخزانة الأمريكية الأربعاء الماضي وسط تصاعد التوترات في منطقة شرق أوروبا نظرا لتركيز المستثمرين في أسواق السندات السيادية على توقعات ارتفاع التضخم في الولايات المتحدة وما ينتج عنه من تآكل في القدرة الشرائية للأموال التي تنتج عن بيع تلك السندات في المستقبل.
وهناك علاقة عكسية بين قيمة سندات الخزانة الأمريكية والعائدات عليها، وهو ما يجعل كل منهما تسير في الاتجاه المعاكس للأخرى.
وارتفعت عائدات سندات الخزانة الأمريكية متجاهلة التوترات في شرق أوروبا بسبب تركيز المستثمرين على إمكانية استمرار الارتفاع الحاد في معدل التضخم في الولايات المتحدة، مما دفعهم إلى بيع مكثف لتلك السندات بدفعة من مخاوف تراجع قيمتها.
وارتفعت عائدات السندات لأجل عشر سنوات إلى 1.984% مقابل الإغلاق اليومي الماضي الذي سجل 1.944%. وسجلت تلك العائدات أدنى مستوى لها على مدار جلسة الأربعاء عند 1.943% مقابل أعلى المستويات الذي سجل 1.998%.
النفط يمارس الدوران للخلف
وأنهى النفط تعاملات الخميس في بتغيير محدود في الاتجاه الصاعد بسبب الارتفاع الحاد في مخزونات النفط الأمريكية الذي ألقى الضوء على تراجع الطلب على النفط لدى أكبر اقتصادات العالم.
وارتفعت المخزونات الأمريكية إلى 4.515 مليون برميل في الأسبوع المنتهي في 18 فبراير الجاري مقابل القراءة المسجلة الأسبوع السابق التي أشارت إلى 1.12 مليون برميل، مما يشير إلى مستويات أعلى بكثير من التوقعات التي أشارت إلى 442 ألف برميل.
وارتفعت العقود الآجلة للنفط الأمريكي إلى 92.34 دولار للبرميل مقابل الإغلاق المسجل في الجلسة الماضية عند 92.25 دولار للبرميل.
وهبط النفط إلى أدنى مستوى له على مدار الجلسة المنقضية عند 91.47 دولار مقابل أعلى المستويات الذي سجل 100.50 دولار.