ارتفعت أسعار المستهلك الأمريكي إلى حدود أعلى من التوقعات بكثير، مما أثار المزيد من مخاوف انفجار الأسعار ودفع المستثمرين في أسواق المال العالمية في اتجاه الميل إلى توقعات بأن يرفع الفيدرالي الفائدة في مارس المقبل إلى مستويات تتجاوز التوقعات الحالية.
وارتفع مؤشر أسعار المستهلك الأمريكي السنوي 7.5% مقابل القراءة السابقة التي سجلت 7.00%، وأعلى من التوقعات التي أشارت إلى 7.3%.
وسجل مؤشر أسعار المستهلك الأمريكي السنوي باستثناء أسعار الغذاء والطاقة ارتفاعا إلى 6.00% مقابل القراءة السابقة التي سجلت 5.5%، والتوقعات التي أشارت إلى 5.9%.
رد فعل الأسواق
تراجعت أسهم وول ستريت بقوة متأثرة بتصاعد مخاوف التضخم حاد الارتفاع وما يمكن أن يخلفه من أثر سلبي على أداء الاقتصاد ومساره المستقبلي.
في المقابل، ارتفع الدولار الأمريكي ولا يزال مستمرا في الصعود منذ ظهور تلك البيانات، ويتوقع أنه سوف يواصل الصعود على الأقل حتى نهاية يوم التداول الجاري.
وهبط الذهب متأثرا بضغط من الارتفاع الذي بدأه الدولار الأمريكي منذ ظهور تلك لبيانات، مما أدى إلى نهاية مسلسل صعود لستمر لأربع جلسات تداول على التوالي للمعدن النفيس.
لماذا أصبحت الأسواق بهذا الشكل؟
أثارت بيانات التضخم التي ظهرا في مستهل الفترة الأمريكية توقعات بأن الفيدرالي قد يكون قريبا جدا من رفع الفائدة بواقع 0.5% لمقاومة الارتفاع الصاروخي للتضخم، وهو ما يؤدي إلى ارتفاع تكلفة الاقتراض الذي يؤدي بدوره إلى توافر بيئة سلبية لتعاملات الأسهم الأمريكية التي تعتمد على الاقتراض في تحقيق النمو المالي ومن ثم تبدأ جاذبيتها للمستثمرين في التراجع.
وتراجعت مؤشرات بورصة نيويورك عقب ظهور تلك البيانات. وانخفض داو جونز الصناعي بحوالي 120 نقطة أو 0.4% مع هبوط ناسداك للصناعات التكنولوجية الثقيلة بحوالي 0.5% أو 57 نقطة مع تراجع ستاندردز آند بورس500 بواقع 20 نقطة أو 0.5%.
كما تلقي تلك التوقعات بظلال إيحابية على حركة سعر الدولار الأمريكي الذي يتوقع أن يستمر في الصعود ويستفيد كثيرا من رفع الفائدة لأنه سوف يتحول إلى عملة مرتفعة العائد بعد رفع الفائدة، خاصة في ضوء ظهور توقعات بأن السلطات النقدية قد ترفع الفائدة حتى مستوى 1.5% على الأقل بنهاية 2022..
ارتفع مؤشر الدولار إلى مستويات أعلى عقب إعلان قراءات التضخم الأمريكية الخميس ليقترب من مستوى 96.00 نقطة قبل أن يعاود الهبوط بحوالي 0.2%.
ومن الطبيعي أن يضغط ارتفاع الدولار الأمريكي على الذهب الذي يتوقع أن يتراجع في الفترة المقبلة مع ارتفاع الدولار وأصوله، وهو ما يأتي رغم ما يتمتع به الذهب من جاذبية للمستثمرين في أوقات الحاجة إلى التحوط ضد الارتفاعات الحادة للتضخم التي تؤدي إلى تآكل في قيمة رؤوس الأموال. .
وهبط الذهب إلى مستوى 1821 دولار للأونصة قبل أن يعود إلى الاتجاه الهابط بدفعة من الارتفاع الحاد في التضخم وما يثيره من مخاوف حيال الأوضاع الاقتصادية في الولايات المتحدة. وبلغ أعلى مستوى للمعدن النفيس على مدار جلسة الخميس 1842 دولار للأونصة.