توقعت جولدمان ساكس الخميس أن يسجل مؤشر التغير في توظيف القطاعات غير الزراعية الأمريكية، الذي تظهر نتيجته غدا الجمعة، ارتفاعا بحوالي 600 ألف وظيفة مقابل القراءة السابقة التي سجلت 235 ألف وظيفة مع انخفاض معدل البطالة الأمريكية إلى 5.1% مقابل القراءة السابقة التي سجلت 5.2%.
لكن مؤسسة جيه بي مورجان المالية العملاقة توقعت أن يرتفع نمو الوظائف في الولايات المتحدة بحوالي 900 ألف وظيفة مع ارتفاع معدل البطالة إلى 5.6% مقابل القراءة السابقة التي سجلت 5.2%.
وقالت جولدمان ساكس: “نرى أن انتهاء صلاحية إعانات البطالة المعززة في البلاد في سبتمبر وزيادة المعروض من العمالة الفاعلة كانا من أهم العوامل التي أدت إلى دعم نمو الوظائف”.
وأضافت: “نتوقع ارتفاعا أكبر بحوالي 200 ألف وظيفة إضافة إلى الزيادة التي تحققت الشهر السابق مع توقعات بالمزيد من التحسن في أكتوبر”.
ورأت المجموعة المالية العملاقة أيضا أن العودة إلى المدارس قد تكون أٍهمت في زيادة نمو الوظائف في الولايات المتحدة في سبتمبر الماضي بحوالي 150 ألف وظيفة جديدة على الأقل.
السيناريو الإيجابي
هناك توقعات أخرى لا تقل أهمية عن هذين المؤشرين، التغير في توظيف القطاعات غير الزراعية ومعدل البطالة، والتي تشير إلى بقاء المتوسط الأسبوعي لساعات العمل في الولايات المتحدة عند نفس مستويات الشهر السابق عند 34.7 ساعة.
وتتوقع الأسواق أيضا ارتفاع متوسط الكسب في الساعة بحوالي 4.6% في سبتمبر الماضي مقابل المعدل المسجل الشهر السابق الذي سجل 4.3%.
وعلى مدار الفترة منذ بداية أسبوع التداول الجاري، توالى ظهور المؤشرات الأولية للتوظيف علاوة على ظهور بيانات أخرى وثيقة الصلة بسوق العمل الأمريكي على مدار سبتمبر الماضي، والتي تسهم إلى حدٍ كبيرٍ في رسم صورة أوضح لواقع التوظيف في البلاد.
ويتوافر لدينا اثنين من السيناريوهات لما قد تكون عليه بيانات التوظيف الأمريكية؛ أحدهما إ]جابي يشير إلى تحسن أوضاع سوق العمل ويستند إلى المؤشرات التي أظهرت قراءات إيجابية في الفترة الأخيرة مقابل السيناريو السلبي الذي يرجح كفة تراجع بيانات التوظيف الأمريكية استنادا إلى القراءات السلبية لبعض المؤشرات الأولية.
ويؤيد السيناريو الإيجابي، الذي يرجح كفة تحسن بيانات التوظيف الأمريكية، عدة عوامل تتمثل في قراءات لبعض المؤشرات التي أظهرت إيجابية في الفترة الأخيرة.
وعكست قراءة مؤشر التغير في توظيف القطاعات غير الزراعية في الولايات المتحدة الصادر عن هيئة المعالجة الإلكترونية للبيانات (ADP) تحسنا في معدل نمو الوظائف إلى 568 ألف وظيفة في سبتمبر الماضي مقابل القراءة السابقة التي سجلت 340 ألف وظيفة، وهو ما جاء أعلى من توقعات السوق التي أشارت إلى 428 ألف وظيفة.
وارتفع أيضا مكون التوظيف في مؤشر مديري المشتريات التصنيعي الصادر عن معهد دراسات الإمدادات في الولايات المتحدة في سبتمبر الماضي إلى 50.2 نقطة مقابل القراءة المسجلة الشهر السابق عند 49 نقطة.
كما ارتفعت قراءة ثقة المستهلك الصادر عن جامعة ميتشيجان الأمريكية في سبتمبر الماضي مع هبوط في متوسط الأربعة أسابيع لمطالبات إعانات البطالة الأمريكية في سبتمبر الماضي أيضا علاوة على تراجع إجمالي المستفيدين من إعانات البطالة الأمريكية في نفس الشهر.
السيناريو السلبي
يشير السيناريو السلبي إلى إمكانية تدهور بيانات التوظيف الأمريكية التي ننتظر صدورها غدا الجمعة، والذي يتضمن قراءات جاءت سلبية على مدار سبتمبر الماضي سواء على مستوى بيانات التوظيف أو البيانات وثيقة الصلة بأوضاع سوق العمل.
ويستند هذا السيناريو السلبي إلى تدهور قراءة مكون التوظيف في مؤشر مديري المشتريات الخدمي الصادر عن معهد دراسات الإمدادات في الولايات المتحدة.
وتراجعت أيضا قراءة مؤشر ثقة المستهلك الأمريكي الصادر عن كونفرنسبورد إلى أدنى مستوياتها في سبعة أشهر في سبتمبر الماضي.
وارتفع مؤشر تشالنجر لإلغاء الوظائف وتشريح العملة في الولايات المتحدة إلى 17.895 ألف وظيفة في سبتمبر الماضي مقابل القراءة المسجلة الشهر السابق عند 15.723 ألف وظيفة تم إلغاؤها.
على ذلك، نرى أن العوامل التي يستند إليها السيناريو الإيجابي لبيانات التوظيف الأمريكية تتفوق على العوامل الداعمة للسيناريو السلبي، مما يرجح كفة تحسن تلك البيانات.
وحال تحقق التوقعات بتحسن بيانات التوظيف الأمريكية، نتوقع ارتفاع حاد في حركة سعر الدولار الأمريكي استنادا إلى أن أي تحسن ملحوظ في بيانات التوظيف الأمريكية سوف يكون من أهم العوامل التي تدعم اقتراب الفيدرالي من خفض مشتريات الأصول الأمريكية.
وقال جيروم باول في المؤتمر الصحفي الذي عقده عقب إعلان قرارات الفائدة والسياسة النقدية في سبتمبر الماضي للجنة السوق الفيدرالي المفتوحة إن البنك المركزي “يحتاج إلى تقرير توظيف إيجابي واحد فقط” لتصبح مهمة خفض مشتريات الأصول أسهل في التنفيذ.