يتوقع على نطاق واسع أن تبقي مجموعة أوبك+ على سياستها الإنتاجية كما هي في اجتماعها الذي ينعقد في الأول من سبتمبر، أي بعد ساعات، وفقا لمصادر مطلعة أدلت بتصريحات في هذا الشأن لوكالة أنباء رويترز.
ومن المقرر أن يجتمع أكبر تحالف نفطي على مستوى العالم، أوبك+ الذي يضم الدول الأعضاء في منظمة الدول المصدرة للنفط وحلفائها من كبار منتجي النفط على مستوى العالم في مقدمتهم روسيا، لمناقشة التحديث الأخير لاتفاق خفض الإنتاج الذي تضمن أن تزيد هذه الدول من إنتاجها بواقع 400000 برميل يوميا حتى نهاية ديسمبر المقبل.
وتستند تلك التوقعات على الارتفاعات الأخيرة التي حققتها الأسعار العالمية للنفط في شكل صعود للعقود الآجلة للنفط بأنواعها، وهي الارتفاعات التي جعلت أسعار النفط تدور في منطقة 70 دولار للبرميل.
كما تتوافر بعض العوامل التي من شأنها الحفاظ على الاتجاه الصاعد الحالي للنفط، والتي تتضمن تراجع المخزونات الأمريكية من النفط باستمرار على مدار الأشهر القليلة الماضية.
ومعنى تراجع مخزونات النفط لدى أكبر اقتصادات العلم أن الطلب في الولايات المتحدة يتحسن بشكل كبير في الفترة الأخيرة، وهو ما يشير إلى أحد عوامل تعزيز الأسعار العالمية للنفط.
كما استمر نشاط الحفر لاستخراج النفط والغاز الطبيعي في الولايات المتحدة في منطقة الانكماش لفترة طويلة رغم الارتفاع في الأسابيع القليلة الماضية في عدد منصات الحفر في النفط والغاز الأمريكيين، إلا أن إجمالي عدد تلك المنصات لا يزال بعيدا جدا عن الأرقام المسجلة في فترة ما قبل الوباء، وهو مصدر دعم آخر لأسعار النفط في الفترة الأخيرة.
يُضاف إلى تلك العوامل أيضا أنه رغم بدء أوبك+ في زيادة الإنتاج، إلا أنها لا تزال ملتزمة بالعمل في إطار اتفاق خفض الإنتاج التاريخي الموقع بعد ظهور فيروس كورونا. ومعنى الالتزام باتفاق خفض الإنتاج لهذه الفترة الطويلة هو أنه لا تزال هناك قيود مفروضة على الإنتاج وسياسة إنتاجية تدعم الخفض بهدف تعزيز الأسعار، وهو مصدر دعم دائم للأسعار العالمية.
في المقابل، لا يزال هناك فريق من مراقبي الأسواق يعتقدون أنه من الممكن أن نشاهد تغير أو تلويح بالتغيير في السياسة الإنتاجية لأوبك+ غدا الأربعاء، وهم يستندون إلى أن الارتفاعات التي حققتها أسعار النفط في الأيام القليلة الماضية جاءت نتيجة عوامل مؤقتة هي خفض إنتاج بيميكس المكسيكية بحوالي 421000 برميل يوميا بسبب حريق على إحدى المنصات البحرية للإنتاج.
يُضاف إلى ذلك العواصف التي هبت على خليج المكسيك، معقل إنتاج النفط الأمريكي، والتي دون شك تسبب في اضطرابات في الإنتاج.
وتعرضت أوبك+ لضغوط من البيت الأبيض الشهر الماضي عندما طالبتها إدارة بايدن بضخ المزيد من النفط في الأسواق حتى لا ترتفع أسعار الوقود، ما يؤدي إلى ارتفاعات حادة في معدل التضخم.
لكن التحالف النفطي العالمي رد بحسم أنه يرى أن الأسواق لا تحتاج المزيد من النفط في الفترة الراهنة، مما يشير إلى أن المجموعة لن تستجيب لأية ضغوط وسوف تستمر يف سياستها الإنتاجية دون أن تعطلها أية عوامل خارجية.
وأنهت العقود الآجلة للنفط تعاملات الثلاثاء في الاتجاه الهابط رغم توافر عدة عوامل من شأنها دعم الأسعار، أبرزها تقرير مخزونات النفط الأمريكية الذي ألقى الضوء على تراجع كبير في مخزونات النفط ومشتقاته في الولايات المتحدة.
وجاء الهبوط
الحالي للعقود الآجلة للنفط بسبب التسويات التي تتم في صناديق الاستثمار العملاقة
في اليوم الأخير من الشهر الجاري، والتي تستهدف إحداث توازن وتنوع في الأصول
المتداولة في تلك الصناديق. كما يأتي ترقب اجتماع أوبك+ بعد ساعات قليلة بين أهم العوامل التي تضغط على أسعار النفط العالمية.
وهبطت العقود الآجلة للنفط الأمريكي إلى 68.52 دولار للبرميل مقابل الإغلاق المسجل في الجلسة الماضية عند 69.11 دولار للبرميل. وارتفعت عقود النفط الأمريكي إلى أعلى مستوى له في يوم التداول الثلاثاء عند 69.32 دولار مقابل أدنى المستويات الذي سجل 68.43 دولار.
وهناك عدة عوامل من شأنها دعم الأسعار في الاتجاه الصاعد، وهو ما قد نشاهده أثناء وعقب انتهاء اجتماع أوبك+.
وأعلن المعهد الأمريكي لدراسات النفط الثلاثاء تراجع المخزونات الأمريكية من النفط ومشتقاته بحوالي 4 مليون برميل في الأسبوع المنتهي في 27 أغسطس.
وخفضت بيميكس المكسيكية إنتاجها بحوالي 421000 برميل يوميا بسبب حريق على إحدى المنصات البحرية للإنتاج.
يُضاف إلى ذلك العواصف التي هبت على خليج المكسيك، معقل إنتاج النفط الأمريكي، والتي دون شك تسبب في اضطرابات في الإنتاج.