في ختام تعاملات الأربعاء، ارتفعت العقود الآجلة للذهب رغم الصعود الذي حققه الدولار الأمريكي والأسهم في وول ستريت بسبب تنوع البيانات الأمريكية التي ظهرت اليوم على رأسها بعض بيانات التوظيف .
في المقابل، وكنيتجة طبيعية لارتفاع الذهب والدولار الأمريكي، هبطت عائدات سندات الخزانة الأمريكية، مما يدل على إقبالعلى شراء هذا النوع من السندات لترتفع قيمتها وتراجع العائد عليها لوجود علاقة عكسية بينهما.
وجاءت البيانات الأمريكية الصادرة الأربعاء متباينة ومتنوعة؛ فمنها ما كان إيجابيا، ومنها ما كان سلبيا مرورا ببيانات لم تكن محددة أو واضحة، مما أثار حالة من انعدام اليقين حيال المسار المستقبلي للاقتصاد في الولايات المتحدة.
وزاد من السلبية في تعاملات أسواق المال العالمية اليوم أن هذا التنوع في البيانات، وما سجلته من نتائج أثارت ضبابية حول مسار الاقتصاد، جاء قبل أقل من يومين من ظهور بيانات التوظيف الأمريكية الأهم والأكثر تأثيرا في حركة السعر في أسواق المال على مدار الشهر، وهي بيانات التغير في توظيف القطاعات غير الزراعية في الولايات المتحدة.
بذلك تقف ثلاثة عوامل وراء الارتفاع الذي حققه الذهب اليوم، والذي يشترط لاستمراره ظهور المزيد من البيانات السلبية في الأيام القليلة المقبلة.
وتتمثل هذه العوامل الثلاثة في أن بيانات التوظيف الأولية أشارت إلى تراجع في عدد الوظائف التي أضافها الاقتصاد الأمريكي في يونيو الماضي، وهو التراجع الذي بدا إيجابيا للمستثمرين كونه عكس تدهورا أقل مما كان متوقعا في أوضاع سوق العمل الأمريكي.
ويشير العامل الثاني إلى أن البيانات الصادرة اليوم أيضا تضمنت مؤشرات هبطت بالفعل إلى حدودٍ لا ترقى إلى توقعات الأسواق وثبت تدهور القطاعات التي تقيس أدائها.
وتراجع مؤشر التغير في توظيف القطاعات غير الزراعية في الولايات المتحدة الصادر عن هيئة المعالجة الإلكترونية للبيانات (ADP) إلى 692 ألف وظيفة في يونيو الجاري مقابل القراءة السابقة التي سجلت 886 ألف وظيفة. لكن هذا الهبوط أدى إلى استقرار القراءة الفعلية عند مستوى أعلى من توقعات الأسواق التي أشارت إلى 600 ألف وظيفة.
وارتفعت قراءة مؤشر مبيعات المنازل المعلقة إلى 8.00% مقابل القراءة السابقة التي سجلت 4.4-%، وهو ما جاء أعلى من التوقعات التي أشارت إلى 0.8-%.
لكن القراءة السنوية للمؤشر ألقت الضوء على تدهور في مبيعات هذا النوع من المنازل بواقع 13.1% في مايو الماضي مقابل القراءة المسجلة في نفس الشهر من العام الماضي التي أشارت إلى ارتفاع إلى 51.7%، وهو ما أخطأ توقعات الأسواق تماما، والتي كانت تشير إلى 49.2%.
ويبدو أن المعدن النفيس استفاد أكثر من البيانات السلبية التي ألقت الضوء على تدهور قراءة مؤشر مؤشر مديري المشتريات لشيكاجو إلى 66.1 نقطة في يونيو مقابل القراءة السابقة التي سجلت 75.2 نقطة، وهو ما جاء أدنى من توقعات السوق التي أشارت إلى 70 نقطة.
تمكن الذهب من الصعود رغم ارتفاع الدولار الأمريكي الذي يستفيد من توليفة من البيانات الأمريكية تجمع بين بيانات إيجابية وأخرى شبه إيجابية وفئة أخرى من البيانات جاءت سلبية الأربعاء.
وارتفعت العقود الآجلة للذهب إلى 1765 دولار للأونصة مقابل الإغلاق المسجل في جلسة الثلاثاء الماضي عند 1760 دولار للأونصة. وهبط المعدن النفيس إلى أدنى مستوى له على مدار يوم التداول الجاري عند 1753 دولار مقابل أعلى المستويات الذي سجل 1767 دولار.
وتستفيد العملة الأمريكية من توليفة من البيانات الأمريكية تجمع بين بيانات إيجابية وأخرى شبه إيجابية وفئة أخرى من البيانات جاءت سلبية الأربعاء، وهي البيانات الذي أدى تنوعها إلى عدم وضوح الصورة فيما يتعلق بالمسار المستقبلي للاقتصاد الأمريكي، مما يجعل المستثمرين في أسواق المال أكثر تمسكا بالدولار تحسبا لمزيد من التقلبات في مشهد الأسواق.
وكما كانت دفعات البيانات الأمريكية الإيجابية الأحدث سببا في ارتفاع العملة الأمريكية، كانت الدفعة الأحدث من تصريحات الفيدرالي أيضا مشجعة على شراء الدولار، إذ توقع توماس باركين، عضو مجلس بنك الاحتياطي الفيدرالي، أن يتراجع التضخم إلى المستويات العادية في وقت قريب، وهو ما يصب في صالح العملة الأمريكية على حساب العقود الآجلة للمعدن النفيس.
أما العامل الثالث الذي كان وراء ارتفاع الذهب في نهاية تعاملات الأربعاء فكان حالة ترقب بيانات التوظيف الأهم والأكثر تأثيرا في حركة السعر في أسواق المال التي تظهر الجمعة المقبلة.