سيطر التفاؤل على أسواق المال على مدار التعاملات منذ انطلاق جرس التداول في أوروبا في الفترة الصباحية وحتى انتهاء فترة التداول في وول ستريت الخميس، وهو ما يرجع لتوافر عدة عوامل أشاعت التفاؤل الذي جاء الأسواق من أكثر من مصدر.
واستمرت نتائج اجتماع الفيدرالي، التي صدرت الأربعاء الماضي، في التأثير إيجابا على الأسواق حتى نهاية تعاملات الخميس بعد أن تعهد البنك المركزي بالاستمرار في دعم الاقتصاد الأمريكي من خلال الاستمرار في مشتريات الأصول بقيمة 120 مليار دولار شهريا، والإبقاء على معدل الفائدة عند مستويات قريبة من الصفر وغير ذلك من أشكال التيسير الكمي.
وجاء في أعقاب تلك النتائج، التي قدمت إلى الأسواق محملة بتفاؤل مشوب بالحذر، تصريحات للرئيس الأمريكي جو بايدن، كشف خلالها النقاب عن تفاصيل خطته العملاقة للإنفاق على البُنى التحتية، والتي أشار خلال حديثه عنها إلى قدر كبير من المرونة أثناء التفاوض بشأنها مع الجمهوريين الرافضين لها.
كما جاء في المركز الثالث بين مصادر التفاؤل تصريحات جيروم باول، رئيس مجلس محافظي بنك الاحتياطي الفيدرالي، التي خفف فيها من وطأة مخاوف الارتفاعات الحادة المحتملة للتضخم بسبب التحفيز الماضي علاوة على تفاؤله حيال عملية توزيع اللقاح المضاد لفيروس كورونا، والسياسة المالية للحكومة الفيدرالية والسياسة النقدية لبنك الاحتياطي الفيدرالي.
التفاؤل يضغط على الدولار
أنهى الدولار الأمريكي تعاملات الخميس في الاتجاه الهابط متأثرا باستيعاب الأسواق لنتائج الاجتماع الماضي لبنك الاحتياطي الفيدرالي التي أكد على استمرار التيسير الكمي وشراء الأصول لفترة طويلة، وتصريحات الرئيس الأمريكي جو بايدن عن خطته العملاقة للإنفاق العام، وتصريحات رئيس الفيدرالي جيروم باول عن المسار المستقبلي للاقتصاد الأمريكي.
وتراجع مؤشر الدولار، الذي يعطي صورة واضحة لأداء العملة الأمريكية مقابل سلة العملات الرئيسية، 92.15 نقطة مقابل الإغلاق اليومي المسجل الأربعاء الماضي عند 92.46 نقطة. وارتفع المؤشر إلى أعلى مستوى له على مدار يوم التداول الجاري عند 92.48 نقطة مقابل أدنى المستويات الذي سجل 92.07.
وتوقع أعضاء لجنة السوق الفيدرالية المفتوحة أم يتطلب الأمر “وقتا طويلا” حتى يتمكن البنك المركزي من وقف شراء الأصول ورفع الفائدة للعودة بالأوضاع النقدية إلى الحالة الطبيعية، وفقا لنتائج اجتماع الفيدرالي السابق.
وأشارت النتائج الصادرة الأربعاء الماضي إلى أن سياسة التيسير الكمي التي يتبناها البنك المركزي سوف تظل مفعلة حتى يحدث التقدم المأمول على مستوى التوظيف والتضخم في الولايات المتحدة.
وأتفق أعضاء لجنة السوق الفيدرالية المفتوحة على أن شراء الأصول بقيمة 120 مليار دولار شهريا قدم “دعما كبيرا للاقتصاد الأمريكي”، وفقا لنتائج الاجتماع الذي انعقد في 16 و17 مارس الماضي.
وكانت نتيجة ما توصل إليه البنك المركزي أن سادت الأسواق حالة سلبية تجاه الدولار الأمريكي الذي ينتظر المزيد من تضخم المعروض من العملة في السوق الأمريكي، مما يؤدي بطبيعة الحال إلى تراجع قيمته.
أسهم وول ستريت تنتعش
كانت تصريحات جيروم باول إضافة إلى التفاؤل الذي يسيطر على الأسواق، مما جعلها من عوامل الدعم الذي تلقته وول ستريت والأسهم المتداولة في بورصة نيويورك.
وجاءت جرعة التفاؤل الإضافية لتزيد من الإيجابية التي أثارها تعهد بنك الاحتياطي الفيدرالي، في نتائج اجتماعه السابق، بالإبقاء على السياسة التيسرية لبعض الوقت، بما في ذلك مشتريات الأصول ومعدلات الفائدة الصفرية.
وارتفع مؤشر داو جونز إلى 33487 نقطة بعد إضافة حوالي 43 نقطة أو 0.2%. وأضاف مؤشر S&P500 حوالي 16 نقطة أو 0.4% إلى إغلاق اليومي السابق، مستقرا عند مستوى 4093 نقطة.
كما سار ناسداك للصناعات التكنولوجية الثقيلة على نفس المنوال الصاعد مستقرا بانتصاف التعاملات الأمريكية عند 13810 نقطة.
وقال جيروم باول، رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي، الخميس إن اللقاحات المضادة لفيروس كورونا، والسياسة النقدية والمالية تعمل على توفير بيئة إيجابية لنظرة مستقبلية أكثر إشراقا للاقتصاد الأمريكي.
وأضاف باول: “أريد أن أرى مسلسلا الأشهر الإيجابية التي تصدر فيها بيانات توظيف مثل ما حدث في مارس الماضي”.
وتابع: “الفيدرالي يحتاج إلى الاستمرار في دعم الاقتصاد، وسوف يفعل ذلك”، مرجحا أن الضغوط التضخمية قد تتصاعد في الفترة المقبلة.
لكنه أشار إلى أن الارتفاع في تضخم أسعار المستهلك قد يكون مؤقتا، مشددا على أن بنك الاحتياطي الفيدرالي يراقب باهتمام بالغ توقعات التضخم.
ومن الطبيعي أن يسود التفاؤل أسواق المال العالمية عند الإشارة إلى استمرار دعم الفيدرالي بشراء المزيد من الأصول وتبني الفائدة شبه الصفرية لما في ذلك من دعم للموقف المالي للشركات من خلال تراجع تكلفة الاقتراض وتلقي أموال التحفيز.
الذهب يصعد على حساب الدولار
وختم الذهب تعاملات الخميس بصعود بواقع 1.00% بعد تعهدات الفيدرالي بالإبقاء على شراء الأصول لفترة قد تمتد. كما أضافت البيانات السلبية التي ظهرت الخميس إلى السلبية التي تعاني منها أسواق المال عقب إلقائها الضوء على تدهور في أوضاع سوق العمل الأمريكي ثبات في ارتفاع مطالبات إعانات البطالة الأسبوعية وإجمالي عدد المستفيدين من هذه الإعانات في الولايات المتحدة .
وارتفعت العقود الآجلة للذهب إلى 1755 دولار لأونصة مقابل الإغلاق المسجل في جلسة التداول الماضية عند 1741 دولار للأونصة. وبلغ أدنى مستوى للمعدن النفيس في الجلسة الحالية 1759 دولار مقابل أدنى المستويات الذي سجل 1734 دولار.
وتوقع أعضاء لجنة السوق الفيدرالية المفتوحة أم يتطلب الأمر “وقتا طويلا” حتى يتمكن البنك المركزي من وقف شراء الأصول ورفع الفائدة للعودة بالأوضاع النقدية إلى الحالة الطبيعية، وفقا لنتائج اجتماع الفيدرالي السابق.
وأشارت النتائج الصادرة الأربعاء إلى أن سياسة التيسير الكمي التي يتبناها البنك المركزي سوف تظل مفعلة حتى يحدث التقدم المأمول على مستوى التوظيف والتضخم في الولايات المتحدة.
وأتفق أعضاء لجنة السوق الفيدرالية المفتوحة على أن شراء الأصول بقيمة 120 مليار دولار شهريا قدم “دعما كبيرا للاقتصاد الأمريكي”، وفقا لنتائج الاجتماع الذي انعقد في 16 و17 مارس الماضي.
وكانت نتيجة ما توصل إليه البنك المركزي أن سادت الأسواق حالة سلبية تجاه الدولار الأمريكي الذي ينتظر المزيد من تضخم المعروض من العملة في السوق الأمريكي، مما يؤدي بطبيعة الحال إلى تراجع قيمته.
كما أضاف إلى السلبية التي تصب في صالح الذهب ما سجله مؤشر مطالبات إعانات البطالة الأسبوعية في الولايات المتحدة من ارتفاع بواقع 744 ألف مطالبة مقابل القراءة السابقة التي سجلت 728 ألف مطالبة، وهو ما جاء أعلى من توقعات الأسواق الذي سجل 680 ألف مطالبة.
وهبط مؤشر إجمالي المستفيدين من إعانات البطالة الأمريكية إلى 3.734 مليون مستفيد مقابل القراءة السابقة التي سجلت 3.75 مليون مستفيد، لكن هذا التراجع جاء أقل مما أشارت إليه توقعات الأسواق عند3.65 مليون مستفيد.