أنهت أسواق المال الأمريكية تعاملاتها بغلبة لأصول المخاطرة، في مقدمتها أسهم وول ستريت، وذلك على حساب أصول الملاذ الآمن في مقدمتها الدولار الأمريكي والذهب.
واستمر التفاؤل في الأسواق منذ الجمعة الماضية لثلاثة أسباب؛ هي البيانات الاقتصادية الإيجابية، وخطة الإنفاق العملاقة على البُنى التحتية في الولايات المتحدة التي يستمر أثرها الإيجابي على التفاؤل منذ أكثر من أسبوع علاوة على سرعة توزيع اللقاحات المضادة لفيروس كورونا في الولايات المتحدة التي شهدت زيادة ملحوظة في الآونة الأخيرة.
وارتفع مؤشر التغير في توظيف القطاعات الزراعية في الولايات المتحدة في مارس الماضي بواقع 916 ألف وظيفة مقابل القراءة السابقة التي سجلت 468 ألف وظيفة، وهو ما جاء أعلى من توقعات الأسواق التي أشارت إلى 647 ألف وظيفة، وفقا للبيانات الصادرة الجمعة الماضية.
في المقابل، سجلت قراءات نمو الأجور الأمريكية انخفاضا بواقع 0.1-% و4.2% مقابل 0.3% و5.2%، وفقا لمؤشري متوسط الكسب في الساعة الشهري والسنوي على الترتيب.
وتراجع معدل البطالة الأمريكية إلى 6.00% في مارس الماضي مقابل 6.2% سجلتها قراءة الشهر السابق، وهو ما توافق مع توقعات الأسواق.
كما ارتفعت قراءة مؤشر مديري المشتريات الخدمي الصادر عن معهد إدارة الإمدادات في الولايات المتحدة إلى 60.4 نقطة في مارس الماضي مقابل القراءة السابقة التي سجلت 60.00 نقطة.
كما ارتفعت قراءة مؤشر مديري المشتريات المركب الصادر عن معهد إدارة الإمدادات في الولايات المتحدة إلى 59.7 نقطة مقابل القراءة السابقة التي سجلت 59.1 نقطة، وهو ما جاء أعلى من توقعات السوق التي سجلت نفس الرقم المسجل في القراءة السابقة.
وكشف الرئيس الأمريكي جو بايدن النقاب الأربعاء الماضي عن خطة إنفاق بقيمة 2.3 ترليون دولار على البُنى التحتية في الولايات المتحدة، واصفا خطته بأنها سوف تكون بمثابة “إعادة بناء العمود الفقاري للولايات المتحدة”.
ومن المتوقع أن تواجه هذه الخطة معركة سياسية في الكونجرس الأمريكي، إذ يعارضها الجمهوريون بينما يرى الديمقراطيون أنه لا تزال هناك ضرورة للاستمرار في زيادة الإنفاق.
ويستهدف الرئيس الأمريكي من إنفاق هذه الأموال الطائلة على البنى التحتية دعم سوق العمل الأمريكي وتوفير أعداد أكبر من الوظائف.
وجاء الإعلان عن هذه الخطة بعد أيام قليلة من الإعلان عن مصادر تمويلها، إذ أشارت وزير الخزانة الأمريكية جانيت يلين إلى أن هناك ضرورة لزيادة الضرائب على الشركات لمواجهة خطط الإنفاق الدورية والطارئة، وذلك أثناء شهادتها أمام لجنة القطاع المصرفي بمجلس الشيوخ الأمريكي الأسبوع الماضي.
وأضاف عامل ثالث إلى التفاؤل الذي يسود الأسواق، وهو الزيادة الملحوظة في سرعة توزيع اللقاحات المضادة لفيروس كورونا في الولايات المتحدة، مما أدى إلى ارتفاع المتوسط الأسبوعي للجرعات التي تم توزيعها إلى 3 مليون جرعة يوميا، وفقا للبيانات الصادرة السبت الماضي.
وارتفع مؤشر داو جونز الصناعي إلى 33555 نقطة بعد إضافة حوالي 400 نقطة أو 0.6% مع صعود مؤشر S&P 500 إلى 4077 نقطة، وهو ما جاء بعد اختراق جديد للمقاومة لجلسة التداول الثانية على التوالي، بعد إضافة حوالي 57 نقطة أو 1.2% علاوة على ارتفاع ناسداك للصناعات التكنولوجية الثقيلة إلى 13662 عقب تحقيقه مكاسب بحوالي 183 نقطة أو 1.4%.
وتراجع مؤشر الدولار، الذي يوفر صورة واضحة لأداء العملة الأمريكية مقابل سلة العملات الرئيسية، إلى 92.57 نقطة مقابل الإغلاق المسجل في الجلسة الماضية عند 93.02 نقطة. وارتفع المؤشر إلى أعلى مستوى له على مدار الجلسة الحالية عند 93.11 نقطة مقابل أدنى المستويات الذي سجل 92.54 نقطة.
هبط الذهب مع انطلاقة تعاملات الاثنين تزامنا مع هبوط الدولار الأمريكي الذي تأثر سلبا بارتفاع في شهية المخاطرة في الأسواق عقب ظهور بيانات الجمعة الماضية ألقت الضوء على تحسن كبير في أوضاع سوق العمل الأمريكي.
ويتوقع، في ظل خلو المفكرة الاقتصادية، من البيانات ذات التأثير القوي في حركة السعر، أن تواصل أصول المخاطرة في مقدمتها الأسهم العالمية ارتفاعها على حساب أصول الملاذ الآمن.