في إطار لقاء محمد حشاد مدير قسم الأبحاث والتطوير في نور كابيتال وعضو الجمعية الأمريكية للمحللين الفنيين على قناة دبي تناول عدة موضوعات أبرزها بيانات التوظيف الأمريكية التي جاءت أفضل من المتوقع وتراجع معدل البطالة إلى جانب حزم بايدن التحفيزية وتزايد وتيرة التلقيح لتصل إلى 2 مليون شخص بصفة يومية كل هذه الأمور إلى أي مدى تشير إلى التعافي، وما هي تداعياتها على الأسواق العالمية؟
أشار “حشاد” إلى أن بيانات التوظيف الأمريكية جاءت مفاجئة بالنسبة للأسواق حيث سجلت 916 ألف وظيفة مقارنة بتوقعات الأسواق عند 652 ألف وذلك إلى جانب استمرار تراجع معدل البطالة ليسجل أدنى مستوى له منذ عام تقريبًا.
غير أن متوسط الأجور لا يزال هو العائق أمام الأرقام الأمريكية، حيث تراجع بنسبة 0.1%، غير أن الأداء العام للاقتصاد الأمريكي وتحديدًا داخل قطاع التوظيف في بعض الصناعات الأخرى يعكس ملامح لبداية التعافي الاقتصادي الأمريكي.
وفي حال أن ظلت الأرقام التي تصدر عن الاقتصاد الأمريكي إيجابية، فإن هذا يزيد من فرص وتيرة التعافي في النصف الثاني من العام الجاري.
وأفاد “حشاد” أن أرقام الوظائف الأمريكية الإيجابية انعكست بشكل كبير على الأسهم الأمريكية، فنجد أن مؤشر دوا جونز مستقر أعلى مستويات 33 نقطة، كما تخطى مؤشر ستاندرز أند بورز للمرة الأولى حاجز الأربعة آلآف، فيما يعجز مؤشر ناسداك عن اللقاح بركاب المكاسب، نظرًا لارتفاع عوائد السندات التي تضغط دائمًا على أسهم قطاعات التكنولوجيا.
علاوة على ذلك، أوضح “حشاد” أن الأسواق استفادت بشكل كبير من خطة بايدن البالغة 2 تريليون دولار التي خصصها للبنية التحتية والتي تهدف إلى تعزيز ودعم عجلة الاقتصاد بعد التداعيات السلبية لفيروس كورونا. غير أن مشكلة تلك الخطة هي أنها ستقوم بزيادة قيمة الضرائب فيما يقرب بحوالي 28%.
هل هذا التعافي الاقتصادي إلى جانب ارتفاع الدولار الأمريكي، سيدفع الذهب إلى نقطة مقاومة جديدة؟ ذكر “حشاد” أن ارتفاع الدولار الأمريكي مدعوًا بارتفاع عوائد السندات الأمريكية، فالآن يعتبر المستثمر الأمريكي عائدات السندات الأمريكية ورقة مالية رابحة ومضمونة من الخزانة الأمريكية تعطيه عائد أفضل من عائد الذهب بالتالي فإن حيازة الذهب أصبحت تكلفتها عالية، مما يقلل من جاذبية حيازة الذهب.
وعليه، يعتقد “حشاد” أنه مع استمرارية ارتفاع الدولار الأمريكي مع حزمة البيانات الأمريكية الإيجابية سوف تضغط على أسعار الذهب، غير أن الذهب الآن يحاول الحفاظ على مستويات الـ 1700 دولار، وفي حال كسر هذا المستوى، فإن ذلك سيؤدي إلى المزيد من الضغوط السلبية على أسعار الذهب خلال الفترة القادمة.
وبالتساؤل عن توقعات المسار المستقبلي للنفط في ظل توقعات جولدمان ساكس التي رجح فيها انتعاش الطلب على النفط هذا الصيف.
يعتقد “حشاد” أن المستويات القادمة للنفط ستكون بين 65 إلى 70 دولار، وهو سعر مرضي لكل من المستهلك والمصدر فقد شهدنا الاجتماع الماضي للأوبك+ زيادة الإنتاج ب350 ألف برميل يوميا بداية من الشهر المقبل على أن يكون هناك 450 ألف برميل يوميًا بشكل إضافي من شهر يوليو القادم.
في السياق نفسه، أعلنت المملكة العربية السعودية أنها سوف تقوم بتقليل الإنتاج الذي تم وضعه في فبراير الماضي بنحو مليون برميل يوميا ، وعليه يرى “حشاد” أن مستويات الـ65 إلى 70 دولار هي مستويات جيدة لأسعار النفط.