شهدت الأسواق على مدار الأسبوع السابق المنتهي في (27 نوفمبر 2020) مجموعة من الأحداث والبيانات البارزة. ولقد كان على رأسها نتائج اجتماعات الفيدرالي والمركزي الأوروبي. كما ظلت الأنظار معلقة بنتائج اجتماع الأوبك الذي سينتهي يوم الاثنين (30 ديسمبر). وفيما يلي أبرز ما شهدته الأسواق خلال الأسبوع:
أولًا: أعرب الاحتياطي الفيدرالي عن قلقه تجاه تعافي الاقتصاد الأمريكي، كما ناقش إمكانية تعديل برنامج شراء الأصول، مشددا على تطويع واستخدام مختلف أدوات السياسة النقدية لمواجهة التداعيات الناتجة عن انتشار الفيروس التاجي.
وقال المركزي الأمريكي في محضر اجتماعه الأخير استمرت جائحة كورونا والتدابير المتخذة لاحتواء انتشارها في التأثير على النشاط الاقتصادي في الولايات المتحدة وخارجها.
وناقش أعضاء الفيدرالي إمكانية تعديل برنامج شراء الأصول، حيث الاحتياطي الفيدرالي حاليًا بشراء 120 مليار دولار من سندات الخزانة والأوراق المالية المدعومة بالرهن العقاري شهريًا.
وقال أعضاء الفيدرالي إن الوتيرة الحالية للمشتريات تساعد في الحفاظ على الظروف المالية ملائمة، مشيرين إلى أنه يمكن إجراء تغييرات إذا لزم الأمر.
واقترح أعضاء الفيدرالي أنه خلال الأشهر المقبلة ينبغي على المركزي الأمريكي تقديم مزيد من التفاصيل حول ما سيتطلبه تعديل البرنامج، الذي جعل الميزانية العمومية للبنك المركزي تتجاوز 7 تريليونات دولار كجزء من الجهود المبذولة لدعم الاقتصاد خلال جائحة فيروس كورونا.
ثانيًا: كان من بين أبرز المؤشرات الاقتصادية خلال الأسبوع الجاري كانت بيانات الناتج المحلي الإجمالي حيث كشفت بيانات صادرة عن مكتب التحليل الاقتصادي الأمريكي، نمو الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 33.1 % خلال الربع المنتهي في سبتمبر الماضي، وهى نفس التقديرات الأولية، مقابل انكماش بلغت نسبته 31.4 % في الربع السابق له.
كما أظهرت بيانات صادرة عن وزارة العمل الأمريكية، ارتفاع عدد طلبات إعانة البطالة الجديدة في الولايات المتحدة إلى 778 ألف طلب في الأسبوع المنتهي في 21 نوفمبر الجاري، بزيادة 30 ألف طلب في الأسبوع السابق له بعد التعديل بالرفع.
من جهة أخرى كشفت بيانات صادرة عن مؤسسة ماركت للأبحاث ارتفاع مؤشر مديري المشتريات المركب والذي يضم أداء القطاعين الصناعي والخدمي معاً في الولايات المتحدة إلى 57.9 نقطة في القراءة الأولية لشهر نوفمبر الجاري، مقارنة مع 56.3 نقطة في الشهر السابق له.
ثالثًا: أما فيما يتعلق ببيانات خام النفط والمحروقات كشفت بيانات شركة “بيكر هيوز” الصادرة أن منصات للتنقيب عن النفط في الولايات المتحدة ارتفعت بنحو 10 منصات خلال الأسبوع المنتهي اليوم، لتصل إلى 241 منصة، فيما ارتفع عدد منصات التنقيب عن الغاز الطبيعي بنحو منصة واحدة ليصل إلى 77 منصة خلال الأسبوع الجاري.
فيما كشفت بيانات صادرة عن إدارة معلومات الطاقة الأمريكية، زيادة إنتاج الولايات المتحدة من النفط إلى 11 مليون برميل يومياً خلال في الأسبوع المنتهي في 20 نوفمبر، مقارنة مع 10.900 مليون برميل يومياً في الأسبوع السابق له.
وانخفضت واردات الولايات المتحدة من النفط إلى 5.228 مليون برميل يومياً في الأسبوع الماضي، مقارنة مع 5.254 مليون برميل يومياً.
وكشفت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية، أن مخزونات النفط في الولايات المتحدة تراجعت بنحو 0.8 مليون برميل خلال الأسبوع المنتهي في 20 نوفمبر، لتسجل 488.7 مليون برميل.
بينما تراجعت مخزونات الغاز الطبيعي في الولايات المتحدة بمقدار 18مليار قدم مكعب لتصل إلى 3940 مليار قدم مكعب خلال الأسبوع المنتهي في 20 نوفمبر.
رابعًا: فيما يخص أبرز تطورات فيروس كورونا، في مطلع الأسبوع الماضي، تجاوز عدد المصابين بفيروس كورونا في جميع أنحاء العالم 60 مليون شخص، توفي منهم ما لا يقل عن 1.38 مليون شخص وتعافي 37.51 مليونًا. في أوروبا، يبدو أن قيود الإغلاق المفروضة مؤخرًا لها بعض التأثير. سجلت ألمانيا أدنى مستوى لها في سبعة أيام عند 10864 اليوم الاثنين.
هذا وفي فرنسا، أثبتت الاختبارات إصابة 13157 شخصًا يوم أمس الأحد، على الأقل في ستة أيام. وبالمثل، ارتفع المعدل اليومي للإصابات الجديدة في المملكة المتحدة بأقل من 20 ألفًا لليوم الثاني، وسجلت إيطاليا 28337 حالة، وهي أيضًا أصغر زيادة في ستة أيام.
في غضون ذلك، سجلت روسيا ارتفاعًا قياسيًا بلغ 25173 يوم الاثنين. أما عن الولايات المتحدة، تجاوز إجمالي حالات الإصابة بالفيروس التاجي 12 مليونًا ويقترب عدد الإصابات اليومية من 200 ألف، وقد يزداد الوضع سوءًا حيث من المتوقع أن يسافر 50 مليون شخص هذا الأسبوع للاحتفال بعيد الشكر.
أبلغت تركيا رسميًا عن حوالي نصف مليون حالة إصابة منذ بدء تفشي المرض قبل تسعة أشهر. سلطت بيانات الأربعاء الضوء على المعضلة التي تواجه صانعي السياسة الذين يحاولون احتواء الارتفاع الحالي في الحالات الجديدة دون إغلاق الاقتصاد مرة أخرى.
خامسًا: أشار مجلس إدارة البنك المركزي الأوروبي (ECB) إلى أنه من المحتمل أن يكون للوباء آثار طويلة الأمد فيما يتعلق بمعدلات العرض والطلب، وذلك وفقًا لما أظهرته حسابات اجتماع السياسة النقدية للبنك المركزي الأوروبي لشهر نوفمبر يوم الخميس.
هذا وأفاد محضر الاجتماع أنه من المتوقع الآن أن يكون التضخم الرئيسي في المنطقة السلبية لفترة أطول مما كان متوقعا في توقعات موظفي البنك المركزي الأوروبي في سبتمبر.”
كما أوضح المحضر أن مجلس إدارة البنك المركزي أصبح في وضع يسمح له بالعمل في أي وقت إذا لزم الأمر. “أثيرت أسئلة حول الآثار الجانبية المحتملة وتناقص العوائد.”
علاوة على ذلك، كشف المحضر عن أن مستوى العمالة من المتوقع أن يتقلص أكثر، وأن حصة كبيرة من الوظائف في خطر. “تم تحذير مجلس الإدارة من أن يلزم نفسه مسبقًا بإجراءات سياسية محددة.”
وفي أعقاب نشر محضر الاجتماع، تراجع زوج اليورو/دولار، حيث خسر 0.23٪ مسجلًا 1.1885.