ارتفعت أسعار النفط الخميس، إذ صعد خام غرب تكساس الوسيط لشهر يناير بنسبة 1.22% لتغلق عند أعلى مستوى في أسبوعين، بينما استقرت أسعار الجازولين دون تغيير يُذكر.
وجاء الدعم لأسعار النفط من استمرار الحرب في أوكرانيا بعد فشل المحادثات بين الولايات المتحدة وروسيا في تحقيق أي تقدم نحو إنهاء النزاع، وهو ما يعني بقاء العقوبات المفروضة على صادرات الطاقة الروسية قائمة.
ومع ذلك، بقيت المكاسب محدودة بفعل تعافي مؤشر الدولار من أدنى مستوى له في خمسة أسابيع، إضافة إلى قرار السعودية خفض أسعار خامها الرئيسي للعملاء الآسيويين إلى أدنى مستوى في خمس سنوات، في إشارة إلى ضعف الطلب.
تهديدات بوتين
كما لعبت التوترات الجيوسياسية دورًا بارزًا في دعم الأسعار، إذ هدد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بمهاجمة سفن الدول التي تساعد أوكرانيا إذا لم تتوقف الهجمات على السفن الروسية، وذلك بعد تعرض أربع ناقلات روسية لهجمات بطائرات مسيّرة في البحر الأسود.
كما أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن المجال الجوي فوق فنزويلا يجب اعتباره مغلقًا، وأن الولايات المتحدة قد تبدأ قريبًا باستهداف عصابات المخدرات داخل البلاد، وهي المنتج الثاني عشر عالميًا للنفط.
وتراجعت صادرات النفط الروسية بشكل ملحوظ، حيث أظهرت بيانات شركة فورتيكسا أن شحنات المنتجات النفطية الروسية انخفضت إلى 1.7 مليون برميل يوميًا في النصف الأول من نوفمبر، وهو أدنى مستوى في أكثر من ثلاث سنوات.
كما استهدفت أوكرانيا خلال الأشهر الثلاثة الماضية ما لا يقل عن 28 مصفاة روسية، مما فاقم أزمة الوقود في روسيا وقيّد قدرتها على التصدير.
وألحقت هجمات أوكرانية بطائرات مسيرة وصواريخ أضرارًا بمحطة نفطية روسية على بحر البلطيق، وأجبرت خط أنابيب كازاخستان الذي ينقل 1.6 مليون برميل يوميًا على التوقف بعد تعرضه لأضرار.
كما فرضت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي عقوبات جديدة على شركات النفط الروسية وبنيتها التحتية وناقلاتها، مما زاد من القيود على صادراتها.
السياسة الإنتاجية لأوبك+
حصل النفط على دعم من قرار أوبك+ بالتمسك بخططها لتجميد زيادات الإنتاج خلال الربع الأول من عام 2026، بعد أن كانت قد أعلنت في اجتماع نوفمبر عن زيادة قدرها 137 ألف برميل يوميًا في ديسمبر، لكنها قررت وقف الزيادات لاحقًا بسبب توقعات فائض عالمي في المعروض النفطي.
وكانت وكالة الطاقة الدولية قد توقعت في أكتوبر فائضًا قياسيًا قدره 4 ملايين برميل يوميًا في 2026.
وأظهرت بيانات إدارة معلومات الطاقة الأمريكية أن مخزونات النفط الخام انخفضت بنسبة 3.00-% عن متوسط الخمس سنوات الموسمي، كما تراجعت مخزونات البنزين بنسبة 3.1-%، ومخزونات الديزل بنسبة -7.6-%.
في المقابل، بقي إنتاج النفط الأمريكي شبه مستقر عند 13.815 مليون برميل يوميًا، أقل قليلًا من المستوى القياسي البالغ 13.862 مليون برميل يوميًا.
كما أظهر تقرير شركة بيكر هيوز انخفاضًا في عدد منصات الحفر الولايات المتحدة إلى أدنى مستوى في أربع سنوات عند 407 منصة.
بهذا، وجدت أسعار النفط دعمًا قويًا من التوترات الجيوسياسية وتراجع الصادرات الروسية، لكنها بقيت مقيدة بعوامل مثل قوة الدولار وضعف الطلب العالمي.
تبدد آمال السلام في أوكرانيا
وكانت أسعار النفط قد تراجعت الثلاثاء الماضي ليهبط خام غرب تكساس الوسيط لشهر يناير بحوالي 0.4% لتسجل 59.21 دولار للبرميل، وانخفضت عقود الجازولين أيضًا بواقع 1.04%.
وانخفضت الأسعار قبل حوالي يومين بسبب تصاعد الآمال بشأن إنهاء الحرب الروسية الأوكرانية، مع تداول الأطراف الرئيسية خططًا مختلفة للسلام.
وتزايدت التوقعات بأن إنهاء الحرب قد يؤدي إلى رفع القيود المفروضة على صادرات الطاقة الروسية، وهو ما يعزز المعروض العالمي من النفط ويضغط على الأسعار.
وبقيت الأسواق في حالة ترقب لمستجدات المفاوضات، حيث يرى المستثمرون أن أي تقدم ملموس في مسار السلام سيؤدي إلى مزيد من التراجع في أسعار الطاقة.
بهذا، وجدت أسعار النفط نفسها تحت ضغط مزدوج من قوة الدولار ومن احتمالات إنهاء الحرب، وهو ما يضعها في مسار هابط خلال الفترة الحالية.
وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي: “هناك فرصة لإنهاء هذه الحرب الآن أكثر من أي وقت مضى”.
جاء ذلك أثناء مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الإيرلندي خلال أول زيارة رسمية له إلى إيرلندا الثلاثاء.
نور تريندز أخبار وتحليل فني وأدوات تعليمية وتوصيات