نور تريندز / التقارير الاقتصادية / الأسهم الأمريكية بين قوة الإنفاق الاستهلاكي وضعف التكنولوجيا
الأسهم الأمريكية
الأسهم الأمريكية بين قوة الإنفاق الاستهلاكي وضعف التكنولوجيا

الأسهم الأمريكية بين قوة الإنفاق الاستهلاكي وضعف التكنولوجيا

شهدت تعاملات الأسهم الأمريكية ستريت في الثالث من ديسمبر 2025 يوماً شديد التقلب، تداخلت فيه نتائج مالية بارزة لعدد من الشركات الكبرى مع بيانات اقتصادية مؤثرة، ما رسم صورة لاقتصاد قوي من جهة، لكنه يواجه تحديات واضحة من جهة أخرى.

هذا المزج بين مؤشرات القوة والضعف جعل من جلسة الأربعاء واحدة من أكثر الجلسات متابعة خلال الموسم.

وفي صدارة المشهد جاءت شركة سيلزفورس التي أعلنت استمرار التوسع في خدمات الحوسبة السحابية، وهي ركيزة أساسية في سوق التقنية عالمياً. ورغم تسجيل نمو جيد في الإيرادات، فإن تراجع هوامش الربح أثار حذراً لدى المستثمرين، خاصة مع ارتفاع التكاليف التشغيلية وزيادة المنافسة في مجال البرمجيات السحابية.

أما شركة C3 للذكاء الاصطناعي، فقد كشفت نتائجها عن استمرار نمو الإيرادات، يقابله اتساع في الخسائر التشغيلية، وهو ما يؤكد أن الشركات العاملة في الذكاء الاصطناعي باتت مطالبة بتقديم مسار واضح نحو الربحية، بعد أن غيّر المستثمرون نظرتهم ولم يعد النمو وحده كافياً لإقناع السوق.

وفي قطاع التجزئة، كانت الصورة متعددة الجوانب. فقد سجلت سلسلة المتاجر الأمريكية ماسيز أداءً قوياً بدعم من مبيعات موسم العطلات، ما يؤكد مرة جديدة أن المستهلك الأمريكي لا يزال يمثل محركاً أساسياً للاقتصاد.

وعلى الجانب الآخر، واجهت سلسلة دولار تري ضغوطاً على هوامش أرباحها رغم ارتفاع الإيرادات، نتيجة تكاليف التشغيل المرتفعة واستمرار مشكلات سلاسل التوريد، وهو ما يعكس أثر التضخم على الشركات التي تستهدف الشرائح الأقل دخلًا.

وقدم القطاع المالي والصناعي بدورهما إشارات متباينة. فقد أعلن رويال بنك أوف كندا عن نتائج مستقرة مدفوعة بنشاط قوي في الخدمات المصرفية الاستثمارية، ما ساعده على التعامل مع تأثير أسعار الفائدة المرتفعة.

في المقابل، أوضحت شركة ثور اندستاريز، المتخصصة في صناعة المركبات الترفيهية، تراجع الطلب على منتجاتها، في مؤشر على تباطؤ الإنفاق على السلع المعمرة ذات الكلفة العالية.

وانعكست كل هذه التطورات على المؤشرات الأمريكية. فقد تعرض مؤشر ناسداك لضغوط ملحوظة بسبب تراجع أداء شركات التكنولوجيا، بينما حافظ مؤشر داو جونز على توازنه بدعم من شركات القطاعين المالي والصناعي.

أما مؤشر ستاندرد آند بورس 500 فشهد تقلبات مع تفاعل المستثمرين مع بيانات التوظيف التي أظهرت تباطؤاً في نمو الوظائف.

وفي نهاية اليوم، بدا المشهد الاقتصادي الأمريكي في مرحلة انتقالية واضحة: قوة إنفاق المستهلك لا تزال داعماً أساسياً، لكن الضغوط التضخمية وارتفاع تكاليف التشغيل تثقل كاهل العديد من الشركات.

وبينما تواجه شركات التكنولوجيا تحديات لإثبات قدرتها على تحقيق أرباح، يواصل المستثمرون البحث عن التوازن بين أسهم النمو والعوائد المستقرة.

هكذا تتشكل ملامح الفترة المقبلة: اقتصاد صامد، لكنه يسير في طريق يحتاج إلى إدارة دقيقة للحفاظ على زخمه وسط بيئة عالمية تتغير بوتيرة متسارعة.

البيانات الاقتصادية

وارتفعت مؤشرات الأسهم الأمريكية الأربعاء، إذ صعد مؤشر ستاندردز آند بورس500 بواقع 0.2%، كما ارتفع مؤشر داو جونز الصناعي بحوالي 0.5%، بينما تراجع مؤشر ناسداك100 للصناعات التكنولوجية الثقيلة بأقل من 0.1%.

وتعافت الأسواق من خسائرها المبكرة وتداولت بشكل متباين مع تراجع عائدات السندات الأمريكية، وذلك بعد أن أظهر تقرير الوظائف الصادر عن ADP لشهر نوفمبر نتائج أضعف من المتوقع، مما عزز التوقعات بأن يقوم الاحتياطي الفيدرالي بخفض أسعار الفائدة في اجتماعه المقبل يومي 9 و10 ديسمبر.

وانخفض العائد على سندات الخزانة الأمريكية لأجل عشر سنوات بمقدار -2 نقطة أساس إلى 4.07%.

ودعمت أسهم شركات أشباه الموصلات ارتفاع السوق، حيث صعدت أسهم ميكروتشيب تكنولوجي بأكثر من 7.00% بعد أن توقعت أرباحًا فصلية أقوى من التقديرات، وارتفعت أسهم مارفل تكنولوجي بأكثر من 3.00% بعد إعلان إيرادات فصلية أفضل من المتوقع.

وتحركت الأسهم في البداية نحو الهبوط بفعل المخاوف الاقتصادية الناتجة عن ضعف سوق العمل، إذ أظهر تقرير ADP لشهر نوفمبر أن أصحاب العمل خفضوا الوظائف بشكل غير متوقع بمقدار -32 ألف وظيفة، وهو أكبر تراجع في أكثر من عامين ونصف.

لكن الأسهم تعافت بعد أن أظهر تقرير مديري المشتريات الخدمي الصادر عن المعهد الأمريكي لدراسات الإمدادات (ISM) أن نشاط قطاع الخدمات الأمريكي ارتفع بشكل مفاجئ إلى أعلى مستوى في تسعة أشهر عند 52.6 نقطة، مع تراجع الضغوط السعرية في القطاع.

وتراجعت طلبات الرهن العقاري الأمريكية بنسبة -1.4% في الأسبوع المنتهي في 28 نوفمبر، حيث ارتفع مؤشر شراء المنازل بنسبة +2.5%، بينما انخفض مؤشر إعادة التمويل بنسبة -4.4%. كما تراجع متوسط سعر الفائدة الثابت على الرهن العقاري لأجل 30 عامًا بمقدار -8 نقاط أساس إلى 6.32% مقارنة بـ6.40% في الأسبوع السابق.

تحقق أيضا

الفائدة

ملخص الأسبوع: الأسواق تُنهي نوفمبر على ارتفاع حذر وسط توقعات خفض الفائدة

اختتمت الأسواق العالمية أسبوع التداول الذي تخللته عطلة عيد الشكر على إغلاق إيجابي وحذر في …