تواصل شركة إن فيديا ترسيخ مكانتها كأهم لاعب في صناعة إن فيديا الذكاء الاصطناعي، إذ تعتمد عليها جميع شركات الحوسبة السحابية الكبرى ومختبرات الذكاء الاصطناعي حول العالم.
وتستخدم هذه الشركات منتجات إن فيديا لتطوير الجيل الجديد من النماذج الذكية، فيما خصصت مجموعة من الشركات العملاقة، المعروفة باسم “Hyperscalers” (هايبرسكايلرز)، مئات المليارات من الدولارات لبناء مراكز بيانات جديدة تعتمد على تقنيات إن فيديا، في أكبر توسع من نوعه في تاريخ القطاع.
ووفقًا لتوقعات الأسواق، كان من المتوقع أن تحقق إن فيديا أرباحًا للسهم الواحد عند 1.25 دولار، وإيرادات تبلغ 54.92 مليار دولار.
أما بالنسبة للربع الرابع، فقد توقعت الأسواق أن تقدم الشركة إرشادات مالية عند 1.43 دولار للسهم، مع إيرادات تصل إلى 61.66 مليار دولار.
وكما هو معتاد، تقدم إن فيديا توقعات فصلية للإيرادات فقط، وهو ما يجعل تصريحات الإدارة حول النظرة المستقبلية والطلبات المتراكمة محل تدقيق شديد من جانب المستثمرين.
جينسن هوانغ والطلب الهائل
أكد الرئيس التنفيذي والمؤسس جينسن هوانغ الشهر الماضي أن إن فيديا لديها طلبات على إن فيدياها بقيمة 500 مليار دولار خلال عامي 2025 و2026، تشمل الطلب على شريحة Rubin (روبن) الجديدة التي ستبدأ الشركة في شحنها بكميات كبيرة العام المقبل.
وعززت هذه التصريحات توقعات بأن الشركة ستواصل النمو القوي في ظل الطلب المتزايد على البنية التحتية للذكاء الاصطناعي.
وأشارت تقديرات مؤسسة LSEG إلى إمكانية أن ترتفع مبيعات إن فيديا بحوالي0.4% في سنتها المالية 2027، والتي تبدأ مطلع عام 2026.
ويعكس هذا النمو استمرار الطلب العالمي على إن فيديا الشركة، خاصة مع اعتماد أكبر خمسة مطورين للنماذج الذكية في الولايات المتحدة على منتجات إن فيديا بشكل كامل.
صفقات استراتيجية عملاقة
كما واصلت الشركة عقد المزيد من الصفقات هذا الأسبوع، إذ أعلنت عن استثمارات بقيمة عشرة مليارات دولار في شركة الذكاء الاصطناعي Anthropic (أنثروبك)، مما يعكس رغبتها في تعزيز حضورها في النظام البيئي للذكاء الاصطناعي.
ومن القضايا المهمة التي ستطرح على إدارة إن فيديا ملف الصين، حيث تترقب الأسواق إمكانية حصول الشركة على تراخيص من الحكومة الأمريكية لتصدير نسخة من شريحة Blackwell الحالية إلى السوق الصينية.
وتشير التقديرات إلى أن مبيعات الشركة قد ترتفع بما يصل إلى 50 مليار دولار سنويًا إذا سُمح لها ببيع هذه الإن فيديا للشركات الصينية، وهو ما يمثل فرصة ضخمة للنمو.
التحديات والضغوط المحتملة
رغم هذه المؤشرات الإيجابية، تواجه إن فيديا بعض التحديات، أبرزها الضغوط السياسية المتعلقة بالقيود على تصدير التكنولوجيا المتقدمة إلى الصين، إضافة إلى المنافسة المتزايدة من شركات أخرى تحاول اقتحام سوق إن فيديا الذكاء الاصطناعي.
كما أن التوسع السريع في بناء مراكز البيانات قد يثير مخاوف بشأن الاستدامة والقدرة على تلبية الطلب المتزايد.
مستقبل الذكاء الاصطناعي
تأتي نتائج إن فيديا في وقت حساس للأسواق العالمية، إذ ينظر إليها المستثمرون باعتبارها مؤشرًا رئيسيًا على صحة قطاع الذكاء الاصطناعي ككل. أي إشارات من الشركة حول الطلب المستقبلي أو التحديات المحتملة سيكون لها تأثير مباشر على تقييمات شركات التكنولوجيا الأخرى، وعلى اتجاهات الاستثمار في البنية التحتية الرقمية.
وتعكس نتائجها المالية للربع الثالث من 2026، إلى جانب تصريحات إدارتها وصفقاتها الاستراتيجية، مزيجًا من النمو القوي والفرص الضخمة، يقابله بعض التحديات المرتبطة بالسياسة الدولية والمنافسة.
ومع توقعات بارتفاع المبيعات بنسبة تقارب 40% في العام المقبل، يظل المستثمرون في حالة ترقب شديد لكل ما ستعلنه الشركة، خاصة فيما يتعلق بالأسواق الصينية والصفقات المستقبلية.
وحققت إن فيديا أرباحًا بلغت 1.30 دولار للسهم مقابل التوقعات الصادرة عن LSEG التي أشارت إلى 1.25 دولار للسهم.
وحققت الشركة العملاقة للإن فيديا الإلكترونية إيرادات بلغت 57.01 مليار دولار مقابل التوقعات الصادرة قبل إصدار التقرير النهائي التي أشارت إلى 54.92 مليار دولار.
إضافةً إلى ذلك، تجاوزت مبيعات الشركة توقعات الأسواق علاوة على رفع تقديرات الأرباح والإيرادات للربع الأخير من هذا العام.
كما سجلت مبيعات بعض منتجات إن فيديا من الإن فيديا الإلكترونية الخاصة بتطبيقات الذكاء الاصطناعي مبيعات وصفها الرئيس التنفيذي للشركة بأنها “استثنائية”.
وتوقعات الشركة أن تصل مبيعاتها في ربع السنة الحالي بقيمة 65 مليار دولار مقابل المبيعات المتوقعة من قبل الأسواق التي أشارت إلى إمكانية أن تحقق إن فيديا أرباحًا بحوالي 1.43 دولار للسهم وإيرادات تبلغ 61.66 مليار دولار في الربع الرابع من هذا العام.
وتأتي نتائج إن فيديا المالية بعد أسابيع قليلة من إعلان عمالقة التكنولوجيا، أو “العظماء السبعة”، من بينها ميكروسوفت، وميتا، وأمازون، وأمازون، وألفابيت التي أكدت جميعًا زيادة الإنفاق الرأسمالي بسبب مشروعات ذكاء اصطناعي بدأت في تنفيذها.
ويتوقع أن يصل إنفاق هذه الشركات على الذكاء الاصطناعي إلى 380 مليار دولار هذا العام، وهو ما يرجح كفة استمرار الطفرة التي حققها القطاع في الفترة الأخيرة.
كما يرجح ذلك أن عمالقة التكنولوجيا لا يزالون مهتمون للغاية بالذكاء الاصطناعي، وأنهم قد لا يتعجلوا جمع الغنائم وجني الأرباح، وهو ما تؤيده أرباح إن فيديا.
بذلك تواصل إن فيديا قيادة طفرة الذكاء الاصطناعي عالميًا، ونتائجها المالية ليست مجرد أرقام، بل مؤشر على مستقبل صناعة التكنولوجيا بأكملها.
نور تريندز أخبار وتحليل فني وأدوات تعليمية وتوصيات