نور تريندز / مستجدات أسواق / أسواق السلع Noor Trends / أسعار النفط تحظى بدعم مستمر من المخاطر الجيوسياسية
النفط
أسعار النفط تحظى بدعم مستمر من المخاطر الجيوسياسية

أسعار النفط تحظى بدعم مستمر من المخاطر الجيوسياسية

شهدت أسعار النفط الخام اليوم بعض الدعم، حيث ارتفع عقد خام غرب تكساس الوسيط لشهر ديسمبر بأقل من 0.1% في حين تراجعت أسعار الجازولين بحوالي 0.6% وسط استمرار المخاطر الجيوسياسية التي تلقي بظلالها على الأسواق العالمية.

وتتصدر التوترات الجيوسياسية قائمة العوامل الداعمة لأسعار النفط، إذ استولت إيران في الفترة الأخيرة على ناقلة نفط في خليج عمان، فيما كثفت الولايات المتحدة استعداداتها العسكرية تحسبًا لاحتمال هجوم على فنزويلا، ثاني عشر أكبر منتج للنفط عالميًا.

كما تواصل أوكرانيا استهداف البنية التحتية الروسية، حيث ضربت ما لا يقل عن 28 مصفاة خلال الأشهر الثلاثة الماضية، مما أدى إلى تقليص صادرات الوقود الروسية عبر البحر إلى 3.45 مليون برميل يوميًا حتى 9 نوفمبر، وهو أدنى مستوى في شهرين.

وتسببت هذه الهجمات في تعطيل ما بين 13.00% إلى 20.00% من الطاقة الاستيعابية لمعامل تكرير النفط في روسيا، أي ما يصل إلى 1.1 مليون برميل يوميًا.

إلى جانب ذلك، فرضت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي عقوبات جديدة على شركات النفط الروسية وناقلات الخام، مما زاد من الضغوط على صادرات روسيا.

في المقابل، هناك عوامل تضغط على الأسعار، أبرزها تعديل منظمة أوبك لتوقعاتها لسوق النفط العالمي في الربع الثالث من عجز قدره 400  ألف برميل يوميًا إلى فائض قدره 500 ألف برميل يوميًا، نتيجة ارتفاع الإنتاج الأمريكي وزيادة إنتاج بعض أعضاء المنظمة.

كما رفعت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية تقديراتها لإنتاج النفط في 2025 إلى 13.59 مليون برميل يوميًا مقارنة بـ 13.53 مليون برميل يوميًا في تقديرات الشهر الماضي.

وأعلنت مجموعة أوبك+ زيادة الإنتاج بمقدار 137 ألف برميل يوميًا في ديسمبر، على أن توقف الزيادات في الربع الأول من 2026 بسبب توقعات فائض عالمي قياسي يصل إلى 4  مليون برميل يوميًا بحلول ذلك العام.

وتشير بيانات حديثة إلى أن المخزونات الأمريكية من النفط الخام حتى 7 نوفمبر كانت أقل بنسبة 4.1% من متوسط الخمس سنوات، بينما كانت مخزونات الجازولين أقل بنسبة 4.00% ومخزونات نواتج التقطير أقل بنسبة7.9%.

 في الوقت نفسه، ارتفع الإنتاج الأمريكي إلى مستوى قياسي بلغ 13.862 مليون برميل يوميًا، فيما زاد عدد الحفارات النفطية النشطة إلى 417 حفارًا.

بصفة عامة، أسعار النفط الخام تتحرك بين ضغوط زيادة الإنتاج العالمي وتوقعات الفائض، وبين دعم قوي من المخاطر الجيوسياسية والعقوبات الغربية، مما يجعل السوق في حالة توازن هش بين العرض والطلب.

النفط الروسي في الاتجاه المعاكس

رغم توافر هذه العوامل التي دعمت الأسعار العالمية للنفط، يتعرض النفط الروسي لتراجع في الأسعار منذ إعلان الولايات المتحدة دفعة جديدة من العقوبات على صادرات النفط الروسي.

ويرجع الانخفاض في أسعار النفط الروسي إلى قرار اتخذته الصين والهند بخفض مشترياتهما من النفط الروسي عقب فرض الدفعة الجديدة من الإجراءات الاقتصادية العقابية.

تراجعت أسعار النفط الروسي بشكل ملحوظ بعدما قلّصت شركات التكرير في الهند والصين مشترياتها قبيل الموعد النهائي للعقوبات الأمريكية التي تستهدف شركتي روسنفت ولوك أويل المملوكتين للدولة.

وانخفض سعر خام الأورالز، وهو المزيج الرئيسي للتصدير من روسيا، إلى 36.61 دولار للبرميل في نهاية الأسبوع الماضي لشحنات محمّلة من ميناء نوفوروسيسك، وفق بيانات “أرغوس ميديا” التي نقلتها شبكة بلومبرج الإخبارية.

واتسع الفارق السعري بين خام الأورالز ومؤشر برنت القياسي في بحر الشمال إلى 23.51 دولار للبرميل، وهو الأكبر منذ مارس 2023.

وعادة ما كان الأورالز يتداول بخصم يتراوح بين 12 و13 دولار للبرميل قبل الإعلان عن العقوبات الأمريكية الأخيرة، لكن الفارق تضاعف تقريبًا واقترب من الرقم القياسي المسجل مطلع 2023 عند 40 دولار.

وتزايدت وتيرة البيع مع اقتراب الموعد النهائي في 21 نوفمبر، حيث يتعين إنهاء جميع التعاملات المرتبطة بروسنفت ولوك أويل.

وقف المشتريات الصينية

أوقفت شركات التكرير الصينية المملوكة للدولة، مثل سينوبك وبتروتشاينا، إلى جانب بعض المصافي الخاصة الأصغر، مشترياتها المباشرة من النفط الروسي. هذا التراجع المفاجئ في الطلب ترك الموردين الروس أمام كميات متزايدة من الخام العالق في البحر.

كما أوقفت عدة شركات تكرير هندية كبرى — من بينها ريلاينس إندستريز، بهارات بتروليوم، هندوستان بتروليوم، مانجالور للتكرير والبتروكيماويات، وإتش بي سي إل ميتـال إنرجي — مشترياتها المباشرة من الشركتين. وكانت هذه الشركات مجتمعة تستورد نحو مليون برميل يوميًا من الخام الروسي.

تشير تقديرات جيه بي مورجان إلى أن نحو ثلث صادرات روسيا البحرية، أي ما يقارب 1.4 مليون برميل يوميًا، باتت مخزنة على متن ناقلات تُستخدم كخزانات عائمة.

وكتب محللو البنك: “صادرات النفط الروسية تدخل مرحلة جديدة من الاضطراب مع اقتراب سريان العقوبات التي تستهدف شركتي روسنفت ولوك أويل، الأمر الذي دفع أكبر زبونين لروسيا — الهند والصين — إلى تقليص مشترياتهما بشكل حاد لشهر ديسمبر.”

تحقق أيضا

نور كابيتال | لقاء محمد حشاد على شاشة دبي – 13 نوفمبر 2025