استقرت الأسهم الأمريكية الإثنين بعد بداية قوية لأسبوع التداول، إذ حقق مؤشر داو جونز الصناعي ارتفاعًا بحوالي 381 نقطة أو بنسبة 0.8%، بينما سجل ستاندردز آند بورس وناسداك 100 ارتفاعات بـ1.5% و2.27% على الترتيب.
وشهدت المؤشرات الأمريكية الرئيسية ارتفاعًا جماعيًا خلال جلسة الإثنين، مدفوعة بآمال قرب انتهاء الإغلاق الحكومي الأطول في تاريخ البلاد.
وحقق مؤشر ناسداك المركب أفضل أداء يومي له منذ 27 مايو، مرتفعًا بنحو 2.3%، مع إقبال المستثمرين على شراء أسهم شركات الذكاء الاصطناعي بعد موجة بيع حادة الأسبوع الماضي.
الإغلاق الحكومي
وتوصل مجلس الشيوخ الأمريكي الإثنين إلى اتفاق تمويل مؤقت من شأنه أن يُنهي الإغلاق الحكومي المستمر منذ أسابيع، ويعيد فتح المؤسسات الفيدرالية حتى شهر يناير المقبل. هذا الاتفاق جاء بعد مفاوضات مكثفة بين الجمهوريين والديمقراطيين، ويُتوقع أن يتم التصويت عليه خلال الأسبوع الجاري.
لكن الاتفاق الجديد لا يتضمن تمديد دعم قانون الرعاية الصحية كما طالب به بعض أعضاء الحزب الديمقراطي، لكنه ينص على إجراء تصويت منفصل بشأن الإعفاءات الضريبية في شهر ديسمبر. ويهدف الاتفاق إلى تفادي المزيد من التأثيرات السلبية على الاقتصاد الأمريكي، خاصة بعد تسريح عدد كبير من الموظفين الفيدراليين بسبب توقف التمويل.
ورحب عدد من أعضاء الكونغرس بهذا الاتفاق باعتباره خطوة ضرورية لإعادة الاستقرار إلى المؤسسات الحكومية، واستئناف صرف الرواتب والخدمات العامة. كما أشار محللون اقتصاديون إلى أن إنهاء الإغلاق سيُعيد تدفق البيانات الاقتصادية التي يعتمد عليها الاحتياطي الفيدرالي في قراراته المقبلة، خاصة مع اقتراب اجتماعه في ديسمبر.
ومن شأن إعادة فتح الحكومة أن تُخفف من الضغوط على الأسواق المالية، وتُعيد الثقة للمستثمرين، خاصة في ظل التحديات الاقتصادية الراهنة. كما يُتوقع أن يُسهم الاتفاق في تحسين الإنفاق الاستهلاكي، واستئناف الأنشطة الحكومية الحيوية التي تأثرت بالإغلاق.
ويُعد هذا التطور خطوة مهمة نحو استقرار سياسي واقتصادي في الولايات المتحدة، ويُنتظر أن يُتابع المستثمرون والمراقبون نتائج التصويت النهائي خلال الأيام المقبلة.
إقبال على الأسهم
كانت الجلسة السابقة اليت تمت فيها مناقشة مشروع القانون بالتمويل المؤقت وراء إقبال المستثمرين في أسواق المال على شراء أسهم عالية المخاطر كانت قد تراجعت الأسبوع الماضي وسط مخاوف بشأن قوة قطاع الذكاء الاصطناعي وصحة الاقتصاد الأمريكي.
وسجلت شركة إن فيديا قفزة بنسبة 5.8%، مساهمة بأكثر من ربع مكاسب مؤشر ستاندردز آند بورس500 في ذلك اليوم.
كما ارتفعت أسهم ألفابيت، الشركة الأم لجوجل، بنسبة 4.00%، بينما أنهت ميكروسوفت سلسلة خسائر استمرت ثمانية أيام بارتفاع قدره 1.9%.
كما أن إعادة فتح الحكومة ستساعد أيضًا في استئناف صدور البيانات الاقتصادية، ما يعني أن الاحتياطي الفيدرالي لن يدخل اجتماعه في ديسمبر دون رؤية واضحة.
انخفض مؤشر الدولار الأمريكي، الذي يقيس أداء العملة الأمريكية مقابل سلة العملات الرئيسية، الاثنين إلى أدنى مستوى له في أسبوع، مسجلًا تراجعًا بنسبة 0.2%.
وجاء هذا الانخفاض نتيجة ضغوط مستمرة منذ يوم الجمعة الماضية، بعد صدور تقرير “تشالنجر، جراي& كريسماس” الذي أظهر أن معدل تسريح العمالة في الولايات المتحدة خلال أكتوبر الماضي ارتفع إلى مستويات قياسية بعد أن بلغت زيادته 175% على أساس سنوي، وهو أعلى معدل منذ 22 سنة، مما عزز التوقعات بأن الاحتياطي الفيدرالي سيواصل أسعار الفائدة.
تراجع ثقة المستهلكين
وزاد من الضغوط التي يتعرض لها الدولار الأمريكي تراجع ثقة المستهلكين الذي عكسته القراءة الصادرة عن جامعة ميتشيجان.
وسجل مؤشر ثقة المستهلك الصادر عن هذه الجامعة الأمريكية انخفاضًا بحوالي 3.3 نقطة ليصل إلى 50.3 نقطة، وهو أدنى مستوى له منذ نحو 3.5 سنوات، مقارنة بتوقعات الأسواق التي أشارت إلى 53.0 نقطة.
ولا يزال الدولار يعاني من ضغوط مستمرة نتيجة الإغلاق الحكومي الأمريكي، الذي يهدد بتباطؤ اقتصادي واسع النطاق. وكلما طال أمد الإغلاق، زادت احتمالات أن يلجأ الاحتياطي الفيدرالي إلى خفض الفائدة لدعم الاقتصاد.
عوامل حدّت من خسائر الدولار
رغم هذه الضغوط، فقد كانت خسائر الدولار محدودة الاثنين بسبب ارتفاع الطلب على السيولة الدولارية الجمعة الماضية وسط حالة من السلبية أثارتها البيانات الاقتصادية.
كما أسهمت تصريحات تميل إلى التشديد الكمي من نائب رئيس الاحتياطي الفيدرالي فيليب جيفرسون في دعم الدولار، إذ أكد أن البنك المركزي يجب أن يتوخى الحذر في أي خفض إضافي للفائدة، مشيرًا إلى أن أسعار الفائدة لا تزال “تشديدية إلى حد ما” وأنه “من المنطقي التقدم ببطء نحو المعدل المحايد”.
نور تريندز أخبار وتحليل فني وأدوات تعليمية وتوصيات