شهد الأسبوع الماضي موجة جديدة من التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، إذ عادت الخلافات حول الرسوم الجمركية والموارد الاستراتيجية إلى الواجهة الأسبوع الماضي.
وما بدأ بتصريحات متبادلة حادة، سرعان ما تحول إلى مواجهة دبلوماسية واقتصادية على نطاق أوسع، إذ ظهرت مؤشرات على تقدم محتمل إلى جانب تعقيدات جديدة في طريقة تعامل الطرفين مع الأزمة.
وفي بداية الأسبوع الماضي، وجه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تحذيرًا جديدًا، مهددًا بفرض رسوم جمركية بنسبة 100% على الواردات الصينية، ما لم يتم التوصل إلى اتفاق تجاري نهائي قبل انتهاء الهدنة الحالية في أوائل نوفمبر.
وأثار هذا التهديد قلقًا على نطاقٍ واسعٍ في الأسواق العالمية، وأعاد المخاوف من دخول مرحلة جديدة من الحرب التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم.
لكن ترامب خفف لاحقًا من حدة تصريحاته، قائلاً: “أعتقد أننا سنكون بخير مع الصين”، وهو ما أسهم في تهدئة المخاوف جزئيًا، وأعاد بعض التفاؤل بشأن إمكانية التوصل إلى حل يدعم النمو العالمي.
من جانبها، ردت الصين بتشديد القيود على تصدير المعادن النادرة، وهي عناصر أساسية تدخل في صناعات حديثة مثل الإلكترونيات والطاقة المتجددة والدفاع.
وأثار هذا القرار غضب الإدارة الأمريكية، ودفع ترامب إلى تجديد تهديداته بفرض رسوم جمركية.
الاتفاق الأمريكي الأسترالي
لم يتوقف الأمر عند ذلك، إذ سارعت واشنطن إلى توقيع اتفاق تعاون مع أستراليا في مجال المعادن النادرة، وهي من أبرز الدول المنتجة للموارد الطبيعية.
ويهدف هذا الاتفاق إلى تأمين سلاسل توريد بديلة وتقليل الاعتماد على الصادرات الصينية.
وأعربت الصين عن رفضها الشديد لهذا الاتفاق، متهمة الولايات المتحدة بمحاولة “تسييس” الموارد الطبيعية وتقويض التعاون الدولي في قطاع حيوي للتقدم التكنولوجي العالمي.
ويتضمن الاتفاق الأمريكي الأسترالي دعم مشاريع التعدين والمعالجة داخل أستراليا، إلى جانب تسهيل وصول الشركات الأسترالية إلى التمويل الأمريكي، لا سيما عبر قانون خفض التضخم الذي يمنح حوافز للشركات العاملة في سلاسل التوريد الحيوية.
تحول في لغة الحوار
وبحلول نهاية الأسبوع، تغيرت اللغة التي يتحاوز بها الطرفان، إذ أعلنت واشنطن وبكين عن التوصل إلى إطار أولي لاتفاق تجاري، من المتوقع عرضه على الرئيس الأميركي دونالد ترامب والرئيس الصيني شي جينبينج خلال قمة التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادئ (أبيك) في كوريا الجنوبية.
ويهدف الاتفاق المقترح إلى تعليق الرسوم الجمركية بعد انتهاء الهدنة الحالية في أوائل نوفمبر، كما يسعى إلى تخفيف القيود الصينية الأخيرة على تصدير المعادن النادرة.
وأكد وزير الخزانة الأميركي سكوت بيسنت أن الاتفاق يزيل فعليًا تهديد فرض رسوم بنسبة 100%، ويتضمن التزامًا صينيًا باستئناف شراء كميات كبيرة من فول الصويا الأمريكي.
كما أحرز الجانبان تقدمًا في ملفات أخرى، منها رسوم الشحن، ومطلب واشنطن بتشديد الرقابة على تصدير مادة الفنتانيل ومكوناتها الكيميائية إلى الولايات المتحدة.
نور تريندز أخبار وتحليل فني وأدوات تعليمية وتوصيات