شهدت أسعار المعادن الثمينة اليوم أداءً متباينًا، حيث ارتفعت عقود الذهب لشهر ديسمبر بمقدار 17.80 دولارًا أو بنسبة 0.5%، مسجلة أعلى مستوى لها على الإطلاق عند 3865 دولار للأونصة.
في المقابل، تراجعت عقود الفضة لشهر ديسمبر بنسبة 0.9% أو ما يعادل 0.386 دولار.
وتستمر المعادن الثمينة في تلقي الدعم من المخاوف المرتبطة بالرسوم الجمركية الأمريكية، واحتمال حدوث إغلاق حكومي يوم الأربعاء، إلى جانب توقعات بأن يقوم الاحتياطي الفيدرالي بخفض أسعار الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس إضافية خلال العام الجاري.
كما ساهمت التوترات السياسية في تعزيز الطلب على الذهب، خاصة بعد تصعيد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ضد استقلالية الاحتياطي الفيدرالي، ومحاولته عزل عضو مجلس الاحتياطي ليزا كوك.
بالإضافة إلى ذلك، أثارت نية ستيفن ميران لتولي منصب في مجلس الاحتياطي الفيدرالي، رغم استمراره في منصبه داخل مجلس المستشارين الاقتصاديين في البيت الأبيض، حالة من الجدل وعدم اليقين في الأوساط المالية.
وعلى الصعيد العالمي، ساهمت التوترات الجيوسياسية والمخاوف المتعلقة بالتجارة الدولية في زيادة الطلب على الذهب كأداة تحوط ضد المخاطر.
ورغم هذه العوامل الداعمة، جاءت مكاسب الذهب محدودة بسبب إعلان بنك اليابان عن تقليص حجم مشترياته من السندات الحكومية، في خطوة تُعد إشارة إلى تشديد السياسة النقدية، وهو ما يُعد عاملًا سلبيًا للذهب.
أما الفضة، فقد تعرضت لضغوط إضافية نتيجة تراجع مؤشر مديري المشتريات الصناعي في شيكاغو لشهر سبتمبر بشكل غير متوقع، إلى جانب انخفاض الإنتاج الصناعي في اليابان خلال أغسطس بأكثر من المتوقع، مما أثر سلبًا على الطلب الصناعي على المعادن، وخاصة الفضة.
وتعكس تحركات الذهب والفضة اليوم حالة من التوازن بين عوامل الدعم المرتبطة بالمخاطر السياسية والاقتصادية، وعوامل الضغط الناتجة عن السياسات النقدية العالمية والبيانات الصناعية، مما يجعل الأسواق في حالة ترقب مستمر لتطورات الأيام المقبلة.