تشير البيانات الصادرة في الفترة الأخيرة إلى تحسن ملحوظ في أداء الاقتصاد الأمريكي، حيث تجاوز نمو الناتج المحلي الإجمالي في الربع الثاني التوقعات، مدفوعًا بإنفاق قوي من قبل المستهلكين.
كما أظهرت بيانات شهر أغسطس ارتفاعًا مفاجئًا في الدخل الشخصي والإنفاق، ما يعزز التوقعات باستمرار الزخم الاقتصادي خلال الربع الثالث.
وفيما يتعلق بالتضخم، جاءت القراءة المفضلة للاحتياطي الفيدرالي – نفقات الاستهلاك الشخصي – متوافقة مع التوقعات في حين استمرت طلبات إعانة البطالة في التراجع، وهو ما يدعم السيناريو الأكثر تفاؤلًا بشأن إمكانية خفض أسعار الفائدة خلال الفترة المقبلة.
وبناءً على التطورات التي شهدها الأسبوع الماضي، يمكن تقسيمها إلى مجموعتين رئيسيتين:
المجموعة الأولى: مؤشرات إيجابية
- بيانات نمو اقتصادي قوية.
- بيانات تضخم مستقرة.
- ارتفاع في إنفاق المستهلكين.
- تحسن في سوق العمل.
المجموعة الثانية: عوامل تستدعي الحذر
- تسارع شهية المخاطرة في الأسواق، ما دفع الأصول عالية المخاطر إلى تحقيق مكاسب سريعة وكبيرة. وهنا تكمن الخطورة، إذ أن انعكاس هذا الاتجاه قد يحدث بنفس السرعة.
- خطر الإغلاق الحكومي، في ظل غياب التوافق حتى الآن بين الجمهوريين والديمقراطيين حول خطة الميزانية، وهو ما يستدعي الحسم قبل حلول الأول من أكتوبر.
في المجمل، يواصل الاقتصاد الأمريكي إظهار علامات قوة، لكن استمرار هذا الأداء يتوقف على قدرة صناع القرار على تجاوز التحديات السياسية، وعلى استقرار سلوك المستثمرين في مواجهة التقلبات المحتملة.