سجل الدولار الأمريكي ارتفاعًا ملحوظًا الخميس، مدفوعًا بتصريحات مائلة إلى المزيد من السياسة النقدية التشديدية من قبل الاحتياطي الفيدرالي، إلى جانب مؤشرات قوية على صلابة الاقتصاد الأمريكي، مما عزز من جاذبية العملة في الأسواق العالمية.
الأسواق تفاعلت مع تصريحات مسؤولي الفيدرالي التي عكست توجهًا أكثر حزمًا في مواجهة التضخم، حيث أشاروا إلى احتمال الإبقاء على أسعار الفائدة عند مستويات مرتفعة لفترة أطول من المتوقع. هذا التوجه “المتشدد” عزز من توقعات المستثمرين بأن الفيدرالي لن يتسرع في خفض الفائدة، ما يدعم الدولار أمام سلة من العملات الرئيسية.
في الوقت نفسه، جاءت البيانات الاقتصادية الأمريكية لتؤكد هذا الزخم، حيث أظهرت مؤشرات الإنفاق الاستهلاكي والنشاط الصناعي أداءً قويًا، ما يعكس استمرار النمو رغم ارتفاع تكاليف الاقتراض.
هذه المعطيات دفعت المستثمرين إلى إعادة تقييم توقعاتهم بشأن السياسة النقدية، وزادت من الطلب على الدولار كعملة استثمارية.
من جهة أخرى، ساهم تراجع بعض العملات المنافسة، مثل اليورو والين، في تعزيز مكاسب الدولار. ففي أوروبا، لا تزال مؤشرات النمو ضعيفة، بينما تواجه اليابان ضغوطًا من تباطؤ النشاط الصناعي وتراجع ثقة الأعمال، ما يقلل من جاذبية تلك العملات في بيئة عالمية تتسم بالحذر.