ارتفعت أسعار النفط العالمية بشكل ملحوظ الاثنين، مدفوعة بانخفاض الإمدادات الروسية نتيجة الهجمات الأوكرانية المتكررة على منشآت الطاقة.
وأدت هذه الهجمات، التي استهدفت مصافي تكرير رئيسية مثل مصفاة كيريشي، إلى توقف عمليات التكرير وتراجع الإنتاج الروسي إلى أدنى مستوياته في ثلاث سنوات.
كما تضررت منشآت تصدير النفط على ساحل البلطيق، مما زاد من الضغوط على الإمدادات العالمية.
في نفس الوقت، أسهم تراجع الدولار الأمريكي في دعم أسعار النفط، إذ يجعل الخام أكثر جاذبية للمشترين الدوليين.
كما أن الأداء القوي للأسواق المالية، وخاصة ارتفاع مؤشر ستاندردز آند بورس500 إلى مستويات قياسية، مما يعكس تفاؤل المستثمرين ويعزز الطلب على الطاقة.
ورغم هذا الدعم، أظهرت البيانات الاقتصادية من الولايات المتحدة والصين إشارات ضعف، مما أثار مخاوف بشأن تباطؤ الطلب العالمي.
وانخفض مؤشر التصنيع في نيويورك إلى أدنى مستوى له في ثلاثة أشهر، بينما ارتفعت معدلات البطالة في الصين إلى أعلى مستوى لها في ستة أشهر، مما يضغط على توقعات النمو.
من جهة أخرى، أفادت شركة فروتيكسا أن كمية النفط الخام المخزنة على الناقلات الثابتة لأكثر من سبعة أيام انخفضت بنسبة 7.2% خلال الأسبوع المنتهي في 12 سبتمبر الجاري، مما يعكس تراجع الإمدادات العالمية ويعزز الأسعار.
ما لعبت التوترات الجيوسياسية دورًا هامًا في دعم أسعار النفط. فقد أسقطت بولندا طائرات روسية مسيّرة اخترقت مجالها الجوي، بينما نفذت إسرائيل هجومًا على الدوحة استهدف قيادات من حركة حماس، مما أثار قلقًا من اتساع رقعة الصراع في منطقة تُعد مصدرًا رئيسيًا للطاقة عالميًا.
أما على صعيد الإنتاج، فقد قررت مجموعة أوبك+ زيادة إنتاجها بمقدار 137 ألف برميل يوميًا اعتبارًا من أكتوبر، وهي زيادة محدودة مقارنة بالزيادات السابقة.
ورغم هذه الخطوة، تشير تقديرات وكالة الطاقة الدولية إلى أن خطط أوبك+ لاستعادة الإنتاج تدريجيًا قد تؤدي إلى فائض في المعروض العالمي بحلول عام 2026.