نور تريندز / مستجدات أسواق / أسواق الأسهم العالمية / ملخص الأسبوع: الأسواق تنتظر حديث باول في جاكسون هول بعد خسائر أسبوعية للدولار
جيروم باول
جيروم باول

ملخص الأسبوع: الأسواق تنتظر حديث باول في جاكسون هول بعد خسائر أسبوعية للدولار

أنهى الدولار الأمريكي تعاملات الأسبوع الماضي بخسائر كبيرة نظرًا لتوافر عدة عوامل في الأسواق رجحت كفة خفض الفائدة في اجتماع سبتمبر المقبل للجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة، وهو ما أدى إلى تراجع كبير للدولار في نهاية ذلك الأسبوع.

وتراجع مؤشر الدولار، الذي يقيس أداء العملة الأمريكية مقابل سلة العملات الرئيسية، إلى 97.86 نقطة مقابل الإغلاق اليومي الماضي الذي سجل 98.61 نقطة.

وارتفع المؤشر إلى أعلى مستوى لها في يوم التداول الجاري عند 98.70 نقطة مقابل أدنى المستويات الذي سجل 97.70 نقطة.

ورغم أن المحادثات بين الرئيسين الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين لم تسفر عن التوصل إلى اتفاق سلام في أوكرانيا، بعثت هذه القمة بإشارات إيجابية إلى الأسواق.

وبدأت الأسواق تثمن خفض الفائدة في اجتماع سبتمبر للجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة إلى 96% مقارنة بـ88% أشارت إليها التوقعات السابقة عقب تسجيل التضخم نتائج خالية من المفاجآت.

بيانات التضخم

ارتفع مؤشر أسعار المستهلك الأمريكي ليوليو الماضي بواقع 0.2%، متوافقًا مع توقعات السوق. أما القراءة السنوية للمؤشر، فسجلت 2.7% دون تغيير عن يونيو الماضي، وهو ما جاء أدنى من توقعات الأسواق بقليل من التوقعات التي كانت تشير إلى زيادة بمقدار 0.1% لتصل إلى 2.8%.

وجاء تقرير مؤشر أسعار المستهلك باستثناء أسعار الغذاء والطاقة لشهر يوليو الماضي مرتفعًا بـ0.3%، متوافقًا مع توقعات السوق بينما سجلت القراءة السنوية للمؤشر 3.1%، مقابل القراءة السابقة التي سجلا 2.9% في يونيو الماضي، وهو ما فاق توقعات السوق التي رجحت أن يكون الارتفاع بحوالي 3.00%.

لكن التضخم على صعيد أسعار المنتجين الأمريكيين فاجأ الأسواق بارتفاع فاق توقعات الأسواق، مما دفع بالعملة الأمريكية في الاتجاه الصاعد الخميس الماضي.

وارتفعت قراءة مؤشر أسعار المنتجين في الولايات المتحدة في يوليو الماضي ارتفاعًا مفاجئًا بـ0.9% مقابل القراءة السابقة التي سجلت 0.0%، وهو ما جاء أعلى من توقعات السوق التي أشارت إلى ارتفاع بـ0.1%.

كما سجلت القراءة السنوية لأسعار المنتجين في الولايات المتحدة ارتفاعا بـ3.3% في يوليو الماضي مقابل القراءة المسجلة الشهر السابق عند 2.4%، مما يشير إلى ارتفاع كبير في الأسعار.

وكانت توقعات السوق تشير إلى إمكانية ارتفاع القراءة السنوية لهذه الفئة من الأسعار بـ2.5%.

وارتفعت أيضًا قراءات مؤشر أسعار المنتجين التي تستثني أسعار الغذاء والطاقة، إذ سجلت القراءة السنوية لهذه النسخة من المؤشر ارتفاعًا بواقع 0.9% في يوليو الماضي، وهو ما فاق القراءة المسجلة الشهر السابق عند 0.0% وحاء أيضًا أعلى من توقعات الأسواق التي أشارت إلى ارتفاع بـ0.2%.

وسجلت القراءة السنوية لأسعار المنتجين في الولايات المتحدة باستثناء أسعار الغذاء والطاقة ارتفاعا بـ3.7% في يوليو الماضي مقابل القراءة المسجلة الشهر السابق عند 2.6%، مما يشير إلى ارتفاع كبير في الأسعار.

وظهرت بيانات أخرى كان من شأنها التأثير سلبًا على الدولار الأمريكي والأسهم الأمريكية في نفس الوقت، إذ وهبطت قراءة مؤشر ثقة المستهلك الأمريكي إلى 58.6 نقطة في أغسطس مقابل القراءة السابقة التي سجلت 61.7 نقطة، وهو جاء أدنى من توقعات الأسواق التي أشارت إلى 62.00 نقطة.

وسجل مؤشر مبيعات التجزئة الأمريكية بـ0.5% إلى في يوليو الماضي مقابل القراءة السابقة التي سجلت 0.9%، لكنها توافقت مع التوقعات.

لكن القراءة السنوية لمبيعات التجزئة الأمريكية تراجعت إلى 3.9% في يوليو الماضي مقابل القراءة المسجلة في نفس الشهر من العام الماضي عند 4.4% .

مؤشر أسعار المستهلك الأمريكي ومؤشر أسعار المستهلك الأمريكي باستثناء أسعار الغذاء والطاقة – سنوي – المصدر: Bloomberg

السياسة النقدية للفيدرالي

يبدو أن الفيدرالي لم يسلم الأسبوع الماضي من إشارات واضحة إلى التدخل في سياساته من قبل الإدارة الأمريكية.

وجدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الأسبوع الماضي تهديداته لرئيس مجلس محافظي بنك الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول بأن يسمح برفع دعوى قضائية ضد رئيس البنك المركزي على خلفية مزاعم بإنفاق هائل على تجديد مقار الفيدرالي.

وقال سكوت بيسنت، وزير الخزانة الأمريكية الأربعاء إن معدلات الفائدة الفيدرالية “تشديدية للغاية، وينبغي أن تُخفض بما يتراوح بين 150 و175 نقطة أساس”.

وأضاف أن هناك “فرصة لخفض الفائدة 50 نقطة أساس، ثم نبدأ بعد ذلك مسلسل خفض فائدة يستهدف خفض المعدل الأساسي للفائدة الذي يوجد في الوقت الراهن في منطقة 4.25%-4.50% بينما المعدل الحالية 4.33%”.

قمة ترامب – بوتين آلاسكا

ألقت هذه القمة الضوء على خروج بوتين من عزلة دولية يفرضها عليه الغرب، وهو تقدم إيجابي قد يؤدي إلى مزيد من التقارب.

ففي تصريحات لاحقة لقناة “فوكس نيوز”، أعلن ترامب أنه سيؤجل فرض رسوم جمركية على الصين، بسبب شرائها النفط الروسي، بعد إحراز “تقدم” في محادثاته مع بوتين، مضيفا: “قد أضطر للتفكير في ذلك بعد أسبوعين أو ثلاثة، لكن ليس الآن”.

واقترح ترامب عقد لقاء بين بوتين والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، وربما يحضره بنفسه، لكنه لم يوضح الجهة التي ستنظم الاجتماع أو موعده. بوتين، بدوره، لم يشر إلى هذا المقترح، مؤكداً أنه يتوقع من أوكرانيا وحلفائها الأوروبيين التعامل بشكل “بنّاء” مع نتائج المفاوضات.

 وكان أكد الرئيس الأوكراني فولودومير زيلينسكي قد نهاية الأسبوع الماضي بأن أي قرار يُتخذ من دون مشاركة كييف سيكون “ضد السلام”، مجدداً رفضه القاطع “للتنازل عن الأراضي التي سيطرت عليها روسيا”، وهو ما أدى إلى ارتفاع درجة تجنب المخاطرة في الأسواق ومن ثم ارتفاع الدولار الأمريكي في أوائل تعاملات الأسبوع الماضي.

الذهب في أسبوع

خسر الذهب حوالي 2.00% في ختام تعاملات الأسبوع الماضي، وهو ما جاء نتيجة شهية المخاطرة عقب انتهاء قمة ترامب – بوتين في آلاسكا التي بعثت بإشارات إيجابية إلى الأسواق.

ورغم أن القمة لم تتوصل إلى اتفاق سلام في أوكرانيا، إلا أنها ألقت الضوء على إمكانية انفتاح روسيا على الغرب مرة ثانية. ويرجح مراقبون أن قمة ترامب – بوتين قد تكون بداية لإنهاء العزلة التي يفرضها الغرب على أوروبا بسبب غزو أوكرانيا.

كما تراجع المعدن النفيس بسبب بعض العوامل التي دعمت الدولار – رغم هبوط العملة الأمريكية على أساس أسبوعي – على مدار الأسبوع الماضي، إذ سجلت أسعار المستهلك الأمريكي قراءات ألقت الضوء على تباطؤ في نمو الأسعار في الولايات المتحدة.

كما أدلى أعضاء في الفيدرالي بتصريحات أكدوا خلالها عدم رضاهم عن خفض الفائدة بنصف في المئة في الاجتماع المقبل للفيدرالي، وهو ما أثر سلبًا على الدولار الأمريكي لحساب الذهب.

كما هبطت العملة الأمريكية متأثرةً بتصريحات للرئيس الأمريكي دونالد ترامب ووزير خزانته سكوت بيسنت التي أثارت مخاوف حيال استقلالية البنك المركزي.

ومن المعروف أن الذهب من أفضل مخزن القيمة بين الأصول المالية ويتوجه إليه أغلب من يريدون التحوط ضد التضخم.

ومع التراجع الذي يبديه التضخم في أسعار المستهلك، تراجع الطلب على الملاذ الآمن وأصوله في مقدمتها المعدن النفيس.

وقد تبدأ الأسعار العالمية للذهب في حركة عرضية بعد هبوط الأسبوع الجديد وسط أسبوع حافل بالأحداث الاقتصادية وخطاب البنوك المركزية.

الأسهم الأمريكية تحقق مكاسب كبيرة

حققت الأسهم الأمريكية مكاسب أسبوعية بدفعة من القراءات التي أشارت إلى تباطؤ في نمو أسعار المستهلك في الولايات المتحدة في يوليو الماضي.

واستفادت الأسهم في وول ستريت من هذه القراءات التي ألقت الضوء على أن التضخم عند مستويات مقبولة من جانب البنك المركزي، لكنها لا تزال تعكس ارتفاعًا في الأسعار.

وزادت هذه الأرقام، قراءات أسعار المستهلك الأمريكي، من توقعات السوق بخفض بنك الاحتياطي الفيدرالي الفائدة في سبتمبر المقبل.

ومن المتعارف عليه أن خفض الفائدة يوفر بيئة صديقة للاستثمار في أسواق الأسهم، إذ تسمح تكلفة الاقتراض المنخفضة للشركات باقتراض أموال بسهولة لتتوسع بها في أنشطتها، ومن ثم تحقق نموا ماليًا أكبر وجاذبية أكثر للمستثمرين.

مؤشر أسعار المنتجين الأمريكيين – المصدر: tradingeconomics.com

اليورو والإسترليني

تمكن اليورو والإسترليني من تحقيق مكاسب أسبوعية على حساب الدولار الأمريكي الذي تأثر كثيرًا بتراجع في أسعار المستهلك الأمريكي علاوة على تصريحات من قبل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ووزير خزانته سكوت بيسنت أثارت مخاوف حيال استقلالية الفيدرالي.

رغم ذلك، ظل زخم صعود اليورو هشًا بسبب الضغوط الاقتصادية والجيوسياسية الأوسع نطاقًا التي تؤثر على العملة الأوروبية الموحدة.

وكانت تصريحات أدلى بها الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي عن موقفه من قمة ترامب – بوتين في آلاسكا وراء محدودية ارتفاع اليورو مقابل الدولار الأمريكي.

ورفض زيلينسكي في تصريحات في نهاية الأسبوع السابق أي اتفق من شأنه أن يؤدي إلى تنازل بلاده عن أي جزء من الأراضي التي تحتلها روسيا، مما أضعف الآمال في التوصل إلى اتفاق سلام بين روسيا وأوكرانيا في قمة آلاسكا، وهو ما تحقق بالفعل.

واستفاد الإسترليني في رحلته الأسبوعية من هبوط الدولار الأمريكي علاوة على بيانات بريطانية وتزايد في توقعات الإبقاء على معدلات الفائدة دون تغيير.

وأفاد مكتب الإحصاءات الوطنية أن الاقتصاد البريطاني حقق نموًا بواقع 0.3% في الربع الثاني من 2025، وهو ما جاء أبطأ من قراءة ربع السنة السابق عندما حقق الناتج المحلي الإجمالي 0.7%.

مع ذلك، فاقت هذه القراءة توقعات الأسواق التي أشارت إلى ارتفاع بواقع  0.1%.

وكان النمو في شهر يونيو قويًا بشكل خاص، حيث سجل ارتفاعًا شهريًا بنسبة 0.4%.

وساهمت بيانات الناتج المحلي الإجمالي الإيجابية في تعزيز التوقعات بإمكانية أن يتبنى بنك إنجلترا نهجًا تشديدًا، مما قد يخفف الضغط على صانعي السياسات للإسراع من وتيرة خفض أسعار الفائدة.

ومع ذلك، حذر محللون من أن هذا الأداء القوي لن يمنع الحكومة على الأرجح من فرض زيادات ضريبية جديدة في ميزانية الخريف، وهو ما حدّ من ارتفاع الجنيه الإسترليني.

العملات المشفرة

سجلت البيتكوين الأسبوع الماضي مستوى قياسيًا جديدًا، وذلك بعد مرور شهر واحد فقط على تسجيلها رقمًا قياسيًا مماثلًا في يوليو الماضي.

وجاء هذا الارتفاع مدفوعًا بصدور بيانات مؤشر أسعار المستهلك الأمريكي الثلاثاء الماضي، والتي جاءت أقل من المتوقع، مما عزز الآمال بخفض أسعار الفائدة في اجتماع اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة في اجتماعها المقبل في سبتمبر.

وعززت هذه البيانات شهية المخاطرة لدى المستثمرين في أسواق المال، مما دفعهم إلى الإقبال على أصول المخاطرة، على رأسها العملات الرقمية.

وارتفعت البيتكوين إلى 123617 دولار للوحدة، وهو أعلى مستوى لها على الإطلاق حتى الأربعاء الماضي، مدعومةً بتزايد التوقعات بخفض الفائدة، وتنامي الاهتمام المؤسسي، وتراجع قوة الدولار الأمريكي.

الأسبوع الجديد

تتابع أسواق المال العالمية هذا الأسبوع حديث جيروم باول، رئيس الفيدرالي، في منتدى جاكسون هول الاقتصادي الذي يجمع أبرز الشخصيات في عالم الاقتصاد والبنوك المركزية من جميع أنحاء العالم.

وتصدر هذا الأسبوع تقارير أرباح عدد من أكبر شركات التجزئة في الولايات المتحدة، وهي التقارير التي تزداد أهميتها في ضوء ما تعكسه من أثر للتعريفة الجمركية التي فرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على عدد كبير من دول العالم.

كما تصدر نتائج الاجتماع الماضي لبنك الاحتياطي الفيدرالي التي ينتظرها المستثمرون في أسواق المال التماسًا لأي جديد حول المسار المستقبلي للسياسة النقدية.

وتكمن أهمية هذا الإصدار من نتائج اجتماع البنك المركزي أنها تأتي قبل الاجتماع الذي تسيطر على الأسواق توقعات أنه قد يشهد أول خفض للفائدة الفيدرالية منذ بداية 2025.

تحقق أيضا

الين

الدولار/ ين يتراجع بعد تصريحات بيسنت عن بنك اليابان

يتراجع الدولار/ ين منذ مستهل التعاملات اليومية الجمعة، متأثرًا بتراجع شهية المخاطرة عقب هبوط قراءة …