نور تريندز أخبار وتحليل فني وأدوات تعليمية وتوصيات
في قرار اتُخذ في اللحظات الأخيرة، وقّع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أمرًا تنفيذيًا في وقت متأخر من يوم الإثنين لتمديد الهدنة التجارية مع الصين، وبموجب القرار يتأجل فرض رسوم جمركية أعلى على البضائع الصينية لمدة 90 يومًا إضافية. جاء هذا الإجراء قبل ساعات فقط من انتهاء تعليق الرسوم الجمركية الحالي، مقدمًا فترة ارتياح مؤقت في سياق التوترات التجارية المستمرة بين واشنطن وبكين.
كانت الولايات المتحدة والصين قد فرضتا رسومًا جمركية متصاعدة على منتجات بعضهما البعض في قت سابق من العام الجاري، حيث وصلت النسب إلى مستويات قياسية مرتفعة، ما أدى إلى تعطيل التجارة الثنائية بشكل كبير. وفي مايو، اتفقت الدولتان على تخفيف مؤقت لهذه الرسوم لمدة 90 يومًا. مع اقتراب هذا الموعد النهائي، يمدد الأمر الأخير لترامب الهدنة حتى أوائل نوفمبر، وفقًا لمصادر مطلعة. ولم يصدر البيت الأبيض بعد النص الكامل للأمر أو يرد على الاستفسارات.
وفي حديثه يوم الإثنين، أشار ترامب إلى التمديد، قائلاً: “سنرى ما سيحدث. لقد كانوا يتعاملون بشكل جيد للغاية. العلاقة جيدة جدًا بيني وبين الرئيس شي جين بينج”. كما أشاد بالإيرادات الجمركية الكبيرة التي جمعتها بلاده منذ عودته إلى البيت الأبيض، مؤكدًا على فوائد سياساته التجارية. في المقابل، دعا المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، لين جيان، الولايات المتحدة إلى العمل نحو “نتائج إيجابية” تقوم على “المساواة والاحترام والمنفعة المتبادلة”، معبرًا عن تفاؤل حذر من جانب بكين.
على الرغم من اتفاق مايو في جنيف، كانت الهدنة هشة. ظهرت خلافات في يونيو خلال محادثات في لندن، حيث اتهم مسؤولون أمريكيون نظراءهم الصينيين بانتهاك الاتفاق. وأكدت مناقشات أخرى في ستوكهولم الشهر الماضي تحديات الحفاظ على الاستقرار. وأشار المبعوث التجاري الأمريكي، جاميسون جرير، إلى أن ترامب سيكون له “القرار النهائي” بشأن أي تمديد، وهو قرار بات واضحًا الآن مع التمديد لمدة 90 يومًا.
بموجب الشروط الحالية، تبقى الرسوم الجمركية الأمريكية على البضائع الصينية عند 30%، بينما تبلغ الرسوم الصينية على المنتجات الأمريكية 10%. كما فرض ترامب منذ يناير رسومًا “متبادلة” بنسبة 10% على جميع الشركاء التجاريين تقريبًا، مستهدفًا ما يعتبره ممارسات تجارية غير عادلة. وفي الأسبوع الماضي، ارتفعت الرسوم على اقتصادات كبرى مثل الاتحاد الأوروبي واليابان وكوريا الجنوبية إلى 15%، في حين وصلت إلى 41% بالنسبة لسوريا. وتُستثنى قطاعات محددة مثل الفولاذ والألمنيوم والأدوية وأشباه الموصلات، بالإضافة إلى الذهب، الذي أوضح ترامب يوم الإثنين أنه لن يواجه رسومًا إضافية.
يوفر التمديد ارتياحًا مؤقتًا لكنه يترك مستقبل التجارة بين الولايات المتحدة والصين غير مؤكد. اقترح منشور حديث لترامب عبر وسائل التواصل الاجتماعي، دعا فيه الصين إلى “مضاعفة طلباتها من فول الصويا بسرعة”، أنه يرى زيادة المشتريات كوسيلة لتحقيق التوازن التجاري. وبينما تتجه الدولتان نحو هذه الهدنة الممتدة، يظل المشهد التجاري العالمي متوترًا، مع اقتراب الموعد النهائي في نوفمبر.
الاتفاق التجاري، المرحلة الأولي، واشنطن وبكين
