
هل يتجه الاقتصاد الأمريكي نحو الركود؟ تقرير الوظائف لشهر يوليو يطلق جرس الإنذار
يظهر الاقتصاد الأمريكي علامات تحذيرية من تباطؤ حاد، كما أكد تقرير الوظائف لشهر يوليو 2025، الذي كشف عن إضافة 73,000 وظيفة فقط، وهو أقل بكثير من التوقعات البالغة 115,000. ومع التعديلات الهبوطية الكبيرة لأرقام مايو ويونيو، التي خفضت 258,000 وظيفة مجتمعة، هبط متوسط نمو الوظائف خلال ثلاثة أشهر إلى 35,000 فقط، أي ثلث الوتيرة المسجلة قبل عام. يشير هذا الضعف في سوق العمل، وهو مؤشر متأخر للصحة الاقتصادية، إلى تباطؤ أعمق مما تعكسه المقاييس التقليدية، مما يثير مخاوف من ركود اقتصادي وشيك.
أدت بيانات الوظائف المخيبة للآمال إلى تضخيم المخاوف من الركود، حيث يقدر بعض الخبراء احتمالية الركود بنسبة 50%. تعمل التعريفات الجمركية على كبح جماح الإنفاق الاستهلاكي، الذي شكل 68% من النشاط الاقتصادي في الربع الأول. تكاليف الواردات المرتفعة تضغط على الإنفاق الاختياري في قطاعات مثل السفر والترفيه، مما يحد من الضغوط التضخمية ولكنه يعيق النمو. يوصف الاقتصاد بأنه في حالة حرجة، مع ظهور علامات توقف في سوق العمل.
على الرغم من هذه التحذيرات، تقدم بعض المؤشرات الاقتصادية صورة مختلطة. نما الناتج المحلي الإجمالي في الربع الثاني بمعدل سنوي 3%، لكن متوسط النمو في النصف الأول من 2025 بلغ 1.2% فقط، متأثرًا بارتفاع الواردات في الربع الأول مع تحرك الشركات لتخزين المواد قبل التعريفات. نما الإنفاق الاستهلاكي بنسبة متواضعة 1%، وتتوقع التوقعات نموًا بنسبة 1% فقط للربعين الأخيرين، مدفوعًا بضعف نمو الوظائف وتضخم ناتج عن التعريفات. انخفضت طلبيات المصانع في يونيو بنسبة 4.8%، وهي أسوأ نسبة منذ يناير 2024، مما يزيد من الجو الاقتصادي القاتم.
تُضيف الاضطرابات السياسية مزيدًا من عدم اليقين. أثار قرار الرئيس دونالد ترامب إقالة مفوضة مكتب إحصاءات العمل، إيريكا ماكنتارفير، بتهمة التلاعب بالبيانات، شكوكًا حول موثوقية التقارير المستقبلية. يظل مسؤولو البيت الأبيض متفائلين، مشيرين إلى إمكانيات مشروع قانون مالي جديد. ومع ذلك، تواجه دفعة ترامب لخفض أسعار الفائدة من الاحتياطي الفيدرالي مقاومة، حيث يشير الفيدرالي إلى سوق عمل لا يزال مرنًا. ترتفع الآن توقعات السوق لخفض الفائدة في سبتمبر إلى 90%، مقارنة بـ 40% قبل تقرير الوظائف، على الرغم من أن البيانات القادمة قد تغير هذه التوقعات.
أظهرت الأسواق مرونة، مع انتعاش الأسهم يوم الإثنين وسط آمال في اتفاق تجاري بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي. ومع ذلك، انخفض مؤشر داو جونز الصناعي بنسبة 1.7% خلال الشهر الماضي، مما يعكس التقلبات المستمرة. تُضعف السياسات التجارية الطلب على العمالة، خاصة في التصنيع، الذي خسر 11,000 وظيفة في يوليو. وبينما يقف الاقتصاد عند مفترق طرق حاسم، يبرز تقرير الوظائف لشهر يوليو المخاطر المتزايدة لتباطؤ كبير.