نور تريندز / التقارير الاقتصادية / لماذا تراجعت الأسهم الأمريكية رغم الاتفاق التجاري الأمريكي الأوروبي
بورصة نيويورك
بورصة نيويورك

لماذا تراجعت الأسهم الأمريكية رغم الاتفاق التجاري الأمريكي الأوروبي

كان رد الفعل المباشر لإعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التوصل إلى اتفاق تجاري بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي هو ارتفاع في أوائل التعاملات في وول ستريت.

ورأى المستثمرون في أسواق الأسهم في وول ستريت أن هذا الاتفاق جنب طرفي الاتفاق حربًا تجاريًا قد تمتد لفترات طويلة، مما من شأنه أن يرهق اقتصاد الولايات المتحدة والتكتل الأوروبي، ومن ثم الاقتصاد العالمية.

وكان من شأن استمرار الشد والجذب بين الجانبين أن تصل الأمور إلى حد الفشل في تسوية الخلافات التجارية فيما يبنهما وما قد يترتب على ذلك من فرض الولايات المتحدة تعريفة جمركية بقيمة 30% على واردات الجانب الأمريكي من الاتحاد الأوروبي، وهي النسبة التي هدد بها الرئيس ترامب في وقتٍ سابقٍ ما لم يتم التوصل إلى اتفاق قبل الأول من أغسطس المقبل.

لكن بعد أن استوعبت الأسواق التفاؤل الذي ترتب على الإعلان عن هذه الاتفاقية، بدأ المستثمرون في الأسواق التفكير في تفاصيل الصفقة وإلى أي مدى تحقق صالح الطرفين.

الاتفاق التجاري الأمريكي الأوروبي

توصلت الولايات المتحدة إلى اتفاق تجاري إطاري الأحد، مما أنهى حالة من الغموض كان تثقل كاهل الصناعات والمستهلكين على جانبي الأطلسي خلال الشهور الماضية.

وتخضع واردات الولايات المتحدة من الاتحاد الأوروبي لتعريفة جمركية بقيمة 15% كحد أدنى بموجب هذا الاتفاق.

كما فاجأ الاتفاق الأسواق بخفض التعريفة الجمركية على الواردات الأمريكية من السيارات الأوروبية إلى نفس الحد الأدنى المشار إليه – 15% – مقابل النسبة السابقة التي سجلت 27.5%.

وقالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين إن أي قرارات أمريكية لاحقة بشأن هذه القطاعات ستكون “في ورقة مختلفة”، في إشارة إلى الشرائح الإلكترونية وغيرها من القطاعات الحساسة.

كما تعهدت الولايات المتحدة، بموجب الاتفاق التجاري، بألا تفرض رسوم جمركية على الطائرات ومكوناتها، وبعض الأدوية المقلدة التي لا تحمل علامة تجارية.

وتستثني أيضًا بعض المواد الكيمائية ومعدات أشباه الموصلات، وبعض المنتجات الزراعية، والموارد الطبيعية والمواد الخام الأساسية.

لماذا الهبوط

رغم التوصل إلى اتفاق تجاري بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، لا تزال هناك مخاوف حيال مدى توافق ما ينص عليه الاتفاق من أجندة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التجارية التي ترتكز على استراتيجية “الولايات المتحدة أولًا”.

كما أن هناك مخاوف حيال ظهور أي من العوامل التي قد تعرقل الاتفاق، خاصة وأن الشروط النهائية له لا تزال قيد التفاوض.    

وأنهت الأسهم الأمريكية تعاملات الاثنين الماضي في الاتجاه الهابط رغم توصل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي إلى اتفاق تجاري، وهو ما يُعد ضربة بداية إيجابية لأسبوع حافل بالأحداث الهامة.

وتحرك مؤشر ستاندردز آند بورس500 إلى مستويات قريبة من خط الحياد الاثنين مقارنة بيوم التداول الجمعة الماضية قبل أن يهبط، متنازلًا عما حققه من مكاسب.

كما هبط مؤشر داو جونز الصناعي، متنازلا عن مكاسب رد فعل المباشر تجاه الاتفاق التجاري الأمريكي الأوروبي. وارتفع المؤشر إلى 44805 نقطة بعد أن تراجع بحوالي 100 نقطة أو 0.3%.

لكن مؤشر ناسداك للصناعات التكنولوجية الثقيلة واصل الارتفاع، مسجلًا 21158 نقطة بعد إضافة حوالي 50 نقطة أو 0.3%.

الأسهم الأوروبي تهبط أيضًا

حاولت الأسهم الأوروبية التماسك في الاتجاه الصاعد عقب سيطرة التفاؤل على الأسواق عقب الإعلان عن التوصل إلى اتفاق تجاري بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.

لكن هناك بعض المخاوف التي اعترضت طريق المؤشرات الأوروبية وحالت دون استكمال الصعود الاثنين.

وتراجع مؤشر فوتسي100 إلى 9081 نقطة بعد أن فقد حوالي 39 نقطة أو 0.5%.

وهبط مؤشر داكس30 لبورصة فرانكفورت الألمانية إلى 23970 نقطة بعد أن تنازل عن حوالي 250 نقطة أو أكثر من 1.00%.

كما تراجعت مؤشرات كاك40 الفرنسي، وفوتسي ميلانو الإيطالي، وإيبيكس35 لبورصة إسبانيا بحوالي 0.5%، 0.1%، و0.3% على الترتيب.

وكانت الأسهم الأمريكية قد حققت ارتفاعات قياسية الأسبوع الماضي بفضل الإيجابية التي خلفتها بعض المؤثرات على الأسواق، خاصة الاتفاق التجاري بين الولايات المتحدة واليابان.

كما تلقت الأسهم دفعة من تقارير أرباح أشارت إلى تجاوز أرباح ألفابيت وإنتل ودويتش بانك توقعات الأسواق.

وحققت الأسهم الأمريكية ارتفاعًا بدفعة من تغير اللغة التي يستخدمها ترامب وبعض أعضاء فريقه في الحديث عن جيروم باول، رئيس الفيدرالي، والتي شهدت تطورًا إيجابيًا على مدار الأسبوع الماضي.

تحقق أيضا

نور كابيتال | لقاء محمد حشاد على شاشة دبي – 24 يوليو 2025