نور تريندز / التقارير الاقتصادية / هل ينفذ ترامب تهديده لمجموعة “بريكس”؟
البريكس

هل ينفذ ترامب تهديده لمجموعة “بريكس”؟

شهد اليوم الختامي لقمة مجموعة بريكس في مدينة ريو دي جانيرو حالة من التوتر بعد إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن فرض رسوم جمركية إضافية بنسبة 10٪ على عدد من دول المجموعة، وفي مقدمتها الصين والهند، في خطوة وصفت بأنها موجهة ضد السياسات الاقتصادية المناهضة للمصالح الأمريكية.

القرار الذي جاء على خلفية تباينات تجارية وسياسية متصاعدة بين واشنطن وبعض العواصم الكبرى في المجموعة أثار ردود فعل غاضبة داخل أروقة القمة، وسط مخاوف من تداعيات مباشرة على مسارات التعاون التجاري الإقليمي والدولي. وتُعد هذه الخطوة تصعيدًا جديدًا في سياسة الحمائية التجارية التي تتبناها الإدارة الأمريكية، مما يُنذر بزيادة التعقيدات في النظام التجاري العالمي ويضع تحديات إضافية أمام دول بريكس في سعيها لتعزيز دورها الاقتصادي الجماعي.

وبالرغم من محاولة الوفود المشاركة التخفيف من وطأة التصريحات الأمريكية عبر التركيز على مجالات التعاون غير التجاري، فإن الطابع الصدامي للقرار الأمريكي ألقى بظلاله على الجلسات الختامية، مشكّلًا محورًا رئيسيًا للنقاشات الجانبية في القمة.

ولوح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بتهديداته لمجموعة الدول الإحدى عشرة – التي تضم عددًا من أسرع الاقتصادات الناشئة نموًا عالميًا – في وقت متأخر من مساء الأحد، وذلك عقب تحذيرات أصدرتها المجموعة من أن سياساته الحمائية ورفع الرسوم الجمركية بشكل ‘عشوائي’ وغير قانوني تُلحق أضرارًا جسيمة بالمنظومة التجارية الدولية.”

وهدد الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب بفرض رسوم جمركية جديدة على أي دولة تدعم السياسات “المعادية للولايات المتحدة” التي تنتهجها مجموعة بريكس للاقتصادات الناشئة، حيث أعلن عن إرسال خطابات بشأن الرسوم الجمركية إلى عشرات الدول اعتبارا من، الاثنين، قبل الموعد النهائي الرئيسي.

وفي منشور على منصته “تروث سوشيال”، الأحد، قال ترامب إن الولايات المتحدة ستفرض رسوما جمركية إضافية بنسبة 10% على “أي دولة تتبنى سياسات مجموعة البريكس المعادية لأمريكا” مع عدم وجود أي استثناءات، على الرغم من أنه لم يتضح على الفور ماهية السياسات التي كان ترامب يشير إليها.

وردت كل من الصين وروسيا وجنوب أفريقيا بتحفظ على التصريحات الأخيرة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مؤكدة أن “المجموعة لا تسعى إلى الدخول في مواجهة مباشرة مع واشنطن.

وسعت بعض الدول الحليفة للولايات المتحدة ضمن المجموعة إلى تخفيف حدة الانتقادات الموجهة للرئيس دونالد ترامب، وذلك عبر تجنب الإشارة إليه أو إلى الولايات المتحدة بشكل مباشر في البيان الختامي للقمة.

التعريفة الجمركية

في أبريل الماضي، هدّد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بفرض حزمة من الرسوم العقابية على عشرات الاقتصادات حول العالم، قبل أن يتراجع عن تنفيذها بعد موجة بيع حادة شهدتها الأسواق المالية.

لكن نبرة التصعيد عادت مجددًا، إذ توعّد ترامب بفرض رسوم أحادية على الشركاء التجاريين ما لم يتم التوصل إلى “اتفاقيات” بحلول الأول من أغسطس، وسط ترجيحات بأن دول بريكس ستواجه مستويات أعلى من الرسوم مقارنة بالخطط السابقة.

وجاءت هذه التهديدات في وقت حساس، خاصة بعد أن وجّه قادة بريكس انتقادات مباشرة للغارات الأمريكية والإسرائيلية الأخيرة التي استهدفت منشآت نووية إيرانية، في خطوة عُدّت بمثابة تضامن معلن مع إيران باعتبارها عضوًا في المجموعة.

ورغم تصاعد التوتر، حرصت بكين على تأكيد أن بريكس لا تسعى إلى التصادم مع واشنطن. حيث صرّحت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية، ماو نينغ، قائلة: “الصين كررت موقفها بأن الحروب التجارية والجمركية لا تُنتج فائزين، وأن السياسات الحمائية لا تمثل خيارًا مستقبليًا.”

كما دافعت بكين عن أهمية المجموعة، ووصفتها بأنها: “منصة أساسية للتعاون بين الأسواق الناشئة والدول النامية، وتؤمن بمبدأ الانفتاح والشمول والتعاون القائم على المنفعة المتبادلة.” وأضافت: “المجموعة لا تنخرط في مواجهة بين المعسكرات ولا تستهدف أي دولة بعينها.”

الموقف الروسي لم يبتعد كثيرًا، إذ قال المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، لوسائل إعلام محلية: “التعاون ضمن مجموعة بريكس لم يكن يومًا موجّهًا ضد أطراف خارجية ولن يكون كذلك مستقبلًا.”

يأتي ذلك بعد يوم واحد من فرض الرئيس الأمريكي تعريفة جمركية على اليابان وكوريا الجنوبي بقيمة 10% تُضاف إلى ما هو كائن من تعريفات نوعية على قطاعات بعينها.

كما بعث بخطابات لـ14 دولة يخبرهم فيها بأن التعريفة الجمركية المتبادلة سوف توضع حيز التنفيذ في الأول من أغسطس المقبل بنفس النسب الموضحة آنذاك على الدول التي لم تتوصل إلى اتفاق تجاري مع الولايات المتحدة قبل هذا التاريخ.

لكن ترامب عاد إلى المهادنة من جديد، متبنيًا لغة أقل حدة الثلاثاء الماضي عندما أعلن استعداده للدخول في المزيد من المحادثات التجارية.

تحقق أيضا

العجز المالي

الدولار الكندي يكتسب زخماً بعد بيانات توظيف أمريكية تعزز تفاؤل السوق

ارتفع الدولار الكندي مقابل الدولار الأمريكي، لينخفض زوج الدولار الأمريكي / الدولار الكندي نحو أدنى …