نور تريندز أخبار وتحليل فني وأدوات تعليمية وتوصيات
في الأول من يوليو 2025، الساعة 5:55 مساءً بتوقيت شرق أوروبا الصيفي، قدّم محافظ بنك اليابان (BOJ) كازو أويدا رؤى عميقة حول الوضع الاقتصادي في اليابان خلال مشاركته في منتدى البنك المركزي الأوروبي للسياسات المصرفية في سينترا، البرتغال. وفي حديثه أمام حشد من قادة المال العالميين والاقتصاديين وصناع السياسات، أشار أويدا إلى أن التضخم الأساسي في اليابان لا يزال “أقل بقليل” من الهدف الطويل الأمد لبنك اليابان البالغ 2%.
وجاءت تصريحات أويدا ضمن نقاش رفيع المستوى إلى جانب شخصيات بارزة مثل جيروم باول، رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي، وكريستين لاجارد، رئيسة البنك المركزي الأوروبي، مما يعكس التحديات الفريدة التي تواجهها السياسة النقدية اليابانية في ظل بيئة عالمية مشحونة بالتقلبات الاقتصادية والجيوسياسية.
وسلط أويدا الضوء على الصعوبات المستمرة في دفع التضخم في اليابان إلى الهدف الرسمي المحدد بـ2.00%، وهو طموح سعى إليه بنك اليابان لسنوات لمواجهة ضغوط الانخفاض التضخمي التي هيمنت على الاقتصاد الياباني لعقود.
وأوضح أنه، على الرغم من التقدم الطفيف في الآونة الأخيرة، فإن مؤشرات التضخم الأساسية—التي تستثني العناصر المتقلبة مثل الغذاء والطاقة—تظل دون المستوى المطلوب، مما يعكس ضعف الطلب الداخلي والتحديات الهيكلية العميقة في الاقتصاد الياباني.
وخلال النقاش، الذي دار حول موضوع “التكيف مع التغيير: التحولات الاقتصادية الكلية واستجابات السياسة”، أكد أويدا على أهمية إجراء تعديلات دقيقة وحذرة على السياسة النقدية لتحفيز التضخم دون المساس بالانتعاش الاقتصادي الهش. تصريحاته تأتي في وقت يراقب فيه المستثمرون والأسواق عن كثب أي إشارات إلى تغييرات محتملة في نهج بنك اليابان التيسيري للغاية في السياسة النقدية.
كما تناول أويدا مسألة سعر الفائدة المحايد لبنك اليابان، مشيراً إلى أن تقديرات هذا المعدل تتميز بـ”مدى واسع للغاية”، مما يكشف عن حالة عدم اليقين في تحديد المستوى الذي يحقق التوازن بين تحفيز الاقتصاد وكبحه.
وأقر بأن سعر الفائدة الحالي للبنك يبقى “أقل من المحايد”، مما يعني أن السياسة النقدية لا تزال في وضع متساهل، لكنه ألمح إلى إمكانية إعادة تقييم هذه السياسة مع تطور الظروف الاقتصادية. هذه التصريحات، التي أُدلي بها خلال جلسة بثت مباشرة بإدارة فرانسين لاكوا من بلومبرغ،
وتعكس التحديات المعقدة التي تواجهها البنوك المركزية عالمياً في تحقيق التوازن بين استقرار الأسعار والنمو الاقتصادي. إن مشاركة أويدا في منتدى سينترا، وهو حدث بارز يُشبَّه بمؤتمر جاكسون هول التابع للاحتياطي الفيدرالي، تؤكد على الدور الحاسم لليابان في النقاشات العالمية حول السياسة النقدية وتأثير تحدياتها الاقتصادية على الأسواق الدولية في المستقبل القريب.
