نور تريندز / مستجدات أسواق / أسواق الأسهم العالمية / ملخص الأسبوع: التفاؤل حيال مستقبل التجارة الأمريكية الصينية يسيطر على الأسواق

ملخص الأسبوع: التفاؤل حيال مستقبل التجارة الأمريكية الصينية يسيطر على الأسواق

انتهى أسبوع التداول الماضي في أسواق المال بانتصار جديد لأصول المخاطرة والدولار الأمريكي على حساب أصول الملاذ الآمن في مقدمتها الذهب نظرًا لسيطرة التفاؤل على الأسواق بعد تطورات طانت السبب وراء تراجع انعدام اليقين حيال السياسات التجارية لإدارة ترامب، وسوف نتناول فيما يلي ملخص الأسبوع الماضي حتى نقف على أهم هذه التطورات.

وكان الإعلان عن اتفاق بين واشنطن نهاية الأسبوع السابق على خفض التعريفة الجمركية المتبادلة بين الولايات المتحدة والصين هو المفتاح الرئيسي لفهم ما يجري في أسواق المال من أحداث. كما كان هذا الإعلان في نفس الوقت من أهم العوامل التي أدت إلى محو قدر كبير انعدام اليقين والسلبية التي كانت تحاصر الأسواق منذ الثاني من إبريل الماضي عندما أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سياسات التعريفة الجمركية الجديدة في إطار ما أسماه “يوم التحرير”.

وتراجعت مخاوف هذه السياسات التجارية بعد الإعلان عن أكثر من اتفاق تجاري بين الولايات المتحدة وشركاء تجاريين أساسيين، وهو ما قلل من حدة تلك المخاوف التي استندت إلى تكهنات بتهور النمو ارتفاع التضخم مع ارتفاع مستويات البطالة في الولايات المتحدة نتيجة للتعريفة الجمركية.

وتراجعت التوقعات بالمزيد من القيود التجارية التي تتبناها إدارة ترامب، مما أدى إلى ظهور تكهنات بأن التعريفات الجمركية التي بلغ أعلاها 145% – التعريفة الجمركية الأمريكية المفروضة على الصين – لن يستمر العمل بها وأنها سوف تتعرض لخفض كبير. ويتوقع على نطاق واسع أن تتراوح التعريفة الجمركية الأمريكية على الشركاء التجاريين من 10% إلى 15%.

لكن يبقى هناك العديد من السلبيات التي من قد تحول دون استمرار التفاؤل في الأسواق؛ مثل تراجع أوضاع سوق الإسكان الأمريكي، وتراجع ثقة المستهلك علاوة على خفض التصنيف الائتماني الأمريكي في ختام تعاملات الأسبوع المنتهي في 16 مايو الجاري.

كما يهدد الأسواق فشل الحزب الجمهوري في تمرير تشريع مقترح يتعلق بالضرائب، مما أثار مخاوف حيال قدرة إدارة ترامب على تمرير أدنتها التشريعية.

البيانات الاقتصادية

مؤشر أسعار المستهلك الأمريكي – سنوي – المصدر: tradingeconomics

سجلت قراءة مؤشر أسعار المستهلك الأمريكي ارتفاعًا بـ0.2% في إبريل الماضي مقابل القراءة السابقة التي سجلت 0.1-%، وفقًا للقراءة الشهرية للمؤشر. وجاءت هذه القراءة أدنى من توقعات السوق التي أشارت إلى 0.3%.

كما ارتفع التضخم السنوي بـ2.3% الشهر الماضي مقابل القراءة المسجلة في نفس الشهر من العام الماضي عند 2.4%، وهو ما جاء أدنى من توقعات الأسواق التي أشارت إلى 2.4%. 

وسجلت قراءة مؤشر أسعار المستهلك الأمريكي باستثناء أسعار الغذاء والطاقة ارتفاعًا بـ0.2% في إبريل الماضي مقابل القراءة السابقة التي سجلت 0.1%، وفقًا للقراءة الشهرية للمؤشر. وجاءت هذه القراءة أدنى من توقعات السوق التي أشارت إلى 0.3%.

كما ارتفع التضخم السنوي بـ2.8% الشهر الماضي، مما يعكس عدم تغير أي شيء مقارنة بالقراءة المسجلة في نفس الشهر من العام الماضي والتوقعات، وذلك وفقًا للبيانات الصادرة الثلاثاء الماضي.

وتراجعت قراءة مؤشر أسعار المنتجين الأمريكيين باستثناء أسعار الغذاء والطاقة في إبريل الماضي إلى 0.4-% مقابل القراءة السابقة التي سجلت ارتفاعًا بـ0.4%، وهو ما جاء أدنى من توقعات السوق التي أشارت إلى 0.3%، وفقًا للقراءة الشهرية للمؤشر.

وتراجعت القراءة السنوية لمؤشر أسعار المنتجين الأمريكيين باستثناء أسعار الغذاء والطاقة في إبريل الماضي إلى 3.1% مقابل القراءة السابقة التي سجلت ارتفاعًا بـ4.00%، وهو ما توافق مع توقعات الأسواق التي أشارت إلى نفس الرقم

وسجل مؤشر بناء منازل جديدة ارتفاعًا بواقع 1.6% إلى 1.361 مليون وحدة في إبريل الماضي مقابل التوقعات التي أشارت إلى 1.364 مليون وحدة، مما يشير إلى قراءات دون مستوى توقعات الأسواق.

في غضون ذلك، تراجع مؤشر تصاريح البناء بـ4.7-% إلى 1.412 مليون تصريحاً، وهو ما جاء دون توقعات السوق التي أشارت إلى 1.450 مليون تصريحًا.   

الدولار الأمريكي يتحدى السلبيات

مؤشر أسعار المنتجين الأمريكيين – شهري – المصدر: tradingeconomics

رغم الضغوط التي تعرضت لها العملة الأمريكية على مدار الأسبوع المنتهي في 16 مايو الجاري، لم يمنعها ذلك من تحقيق مكاسب أسبوعية في نهاية تلك الفترة. 

وكان الدافع الأهم على الإطلاق للدولار الأمريكي في الاتجاه الصاعد هو الإعلان عن اتفاق بين الولايات المتحدة والصين على خفض التعريفة الجمركية المتبادلة بين البلدين، مما أشاع تفاؤلًا في الأسواق حيال مستقبل التجارة العالمية.

وكان هذا الاتفاق هو أقوى محركات الأسواق على الإطلاق هذا الأسبوع، إذ دفع بالعملة الأمريكية إلى مستويات أعلى ومكنها من تحقيق مكاسب أسبوعية.

لكن كان من الممكن أن يحقق الدولار الأمريكي مكاسب أكبر، إلا أن هناك بعض العوامل السلبية التي أدت إلى الحد من صعوده على مدار تلك الفترة.

وتأثرت العملة سلبًا بمحادثات بين الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية تناولت سعر الصرف وشؤون العملات العالمية (فوركس)، والتي أaارت تكهنات بأن الإدارة الأمريكي قد تتبنى سياسة الدولار الضعيف.

التصنيف الائتماني الأمريكي

خفضت وكالة موديز للتصنيف الائتماني تصنيف الولايات المتحدة بدرجة واحدة إلى “Aa1” مقابل التصنيف السابق الذي سجل “Aaa”، وهو ما قالت الوكالة إنه يأتي بسبب ارتفاع مستويات الدين الأمريكي والفائدة الأمريكية التي “تسجل مستويات أعلى بكثير من نظيراتها من الأوراق المالية السيادية”.

وفشل مشروع قانون الضرائب الشامل للرئيس الأميركي دونالد ترامب في تجاوز عقبة إجرائية رئيسية الجمعة، إذ عرقل جمهوريون متشددون يتبنون خفض الإنفاق بشكل أعمق تمرير مشروع القانون فيما يُعد انتكاسة سياسية على صعيد التقدم في تحقيق الأجندة التشريعية للرئيس الجمهوري في الكونغرس قلما تحدث وسط سيطرة حوبه على الأغلبية في غرفتي البرلمان.

وقالت تقارير إن مشروع القانون الأمريكي للضرائب كان من شأنه أن يضيف ترليونات الدولارات إلى الديون الفيدرالية البالغة 36.2 ترليون دولار.

الأسهم الأمريكية

استفادت الأسهم الأمريكية على مدار أسبوع التداول المنتهي في 16 مايو الجاري من التفاؤل حيال مستقبل التجارية العالمية عقب الإعلان عن تفاصيل اتفاقات تجارية بين الولايات المتحدة وشركاء تجاريين رئيسيين.

وأعلنت الولايات المتحدة والصين، عقب محادثات تجارية انعقدت في سويسرا، خفض التعريفة الجمركية المتبادلة بين البلدين لمدة 90 يومًا تستمر على مدارها المحادثات والتفاوض بشأن التبادل التجاري بين أكبر اقتصادين على مستوى العالم.

وخلال هذه الفترة أيضًا، وافقت الولايات المتحدة على أن تخفض التعريفة الجمركية على المنتجات الصينية إلى 30%، من بينها 20% كانت واشنطن قد فرضتها لوقف إغراق الولايات المتحدة بمخدر الفنتانيل من الصين. وكانت واشنطن قد رفعت التعريفة الجمركية الموجهة إلى الصين إلى 145%.

كما أعلنت الصين خفض التعريفة الجمركية على المنتجات الأمريكية التي تدخل إلى السوق الصيني إلى 10% مقابل التعريفة الجمركية التي أُعلنت في إطار التصعيد ضد قرارات ترامب الخاصة بالقيود التجارية، والتي رفعتها الصين إلى 125%.

وحقق مؤشر داو جونز الصناعي مكاسب أسبوعية بلغت به مستوى 42655 نقطة بعد إضافة حوالي 3.4%. كما حقق ستاندردز آند بورس500 ارتفاعًا إلى 5958 نقطة بعد أن أضاف مكاسب أسبوعية بحوالي 5.3%. لكن ناسداك للصناعات التكنولوجية الثقيلة تحول إلى الاتجاه الهابط بعد خسائر أسبوعية بحوالي 0.5%.

الذهب والنفط

كعادته في أغلب الأحيان، سلك الذهب الاتجاه الهابط متأثرًا بالمكاسب الأسبوعية للدولار الأمريكي الذي تمكن من الاستفادة من التفاؤل حيال مستقبل التبادل التجاري بين أكبر اقتصاديْن على مستوى العالم.

وسجل المعدن النفيس خسائر بحوالي 3.75% في ختام تعاملات الأسبوع المنتهي في 16 مايو الجاري، وهو ما جاء بضغط من ارتفاع الدولار الأمريكي.

وعلى صعيد النفط، لم تكن هناك مؤثرات كثيرة في حركة سعر العقود الآجلة للخام الأسود باستثناء مخزونات النفط الخام وتفاؤل حيال مستقبل العلاقات التجارية بين الولايات المتحدة والصين علاوةً على تطورات إيجابية على صعيد محادثات السلام بين روسيا وأوكرانيا.

وأنهى النفط تعاملات الأسبوع الماضي في الاتجاه الصاعد بعد أن حقق مكاسب بدفعة من تراجع المخزونات الأمريكية من النفط ومشتقاته علاوة على الاتفاق التجاري بين واشنطن وبكين.

وارتفعت مخزونات النفط الأمريكية بواقع 3.454 مليون برميل مقابل القراءة السابقة التي سجلت هبوطًا إلى 1.078- مليون برميل، وهو ما أسهم في تراجع الأسعار.

وأشار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى إمكانية أن يحضر بنفسه الجولة المقبلة من مفاوضات السلام بين روسيا وأوكرانيا الخميس المقبل رغم أنه لم يتضح بعد إذا ما كان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد يحضر تلك الجولة أم لا، وهو ما يعطي المزيد من الأمل في التوصل إلى اتفاق ويؤثر سلبًا على أسعار النفط العالمية.

كما أعلن ترامب استعداده لإبرام اتفاق مع إيران شريطة أن تتخلى طهران عن برنامجها النووي.

مبيعات التجزئة الأمريكية – شهري – المصدر: tradingeconomics

العملات الأوروبية

كان أداء اليورو والإسترليني متباينًا الأسبوع الماضي، إذ حققت العملة البريطانية مكاسب أسبوعية بينما تعرضت العملة الأوروبية الموحدة لخسائر في نفس الفترة.

وتراجع اليورو في نهاية أسبوع التداول الماضي متأثرًا بقوة الدولار الأمريكي علاوة على تصريحات خرجت من أروقة البنك المركزي الأوروبي كشفت عن ميل إلى المزيد من خفض الفائدة.

وأعلن عضوا مجلس محافظي البنك المركزي الأوروبي جيديميناس سيمكوس وأولي رين دعمهما للمزيد من خفض الفائدة في الاجتماع المقبل للبنك المركزي.

كما تأثرت العملة الأوروبية الموحدة سلبًا بتصريحات من الجانب الأمريكي على صعيد المحادثات التجارية بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.

وقال الرئيس الأمريكي إن التوصل إلى اتفاق تجاري بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي “أصعب مما كان عليه مع الصين”.

وقال سكوت بيسنت، وزير الخزانة الأمريكية، في وقتٍ سابقٍ إن الاتحاد الأوروبي يعاني من “مشكلة إجراء شامل” تعطل تقدم المفاوضات التجارية مع الولايات المتحدة، مرجحًا أن المفاوضات التجارية بين البلدين قد تكون “أبطأ قليلًا”.

في المقابل، كان الإسترليني من الرابحين في أسواق المال بعد أن استفاد كثيرًا من قراءات الناتج المحلي الإجمالي، إذ ارتفعت القراءة ربع السنوية للناتج المحلي الإجمالي البريطاني إلى 0.7% في الربع الأول من هذا العام مقابل القراءة السابقة التي سجلت ارتفاعًا إلى 0.1%، وهو ما تجاوز توقعات السوق التي أشارت إلى 0.6%.

ورجحت هذه القراءة أن الاقتصاد في المملكة المتحدة بات أقوى من ذي قبل، وهو ما يضع المزيد من الضغوط على بنك إنجلترا في اتجاه الإبقاء على معدل الفائدة دون تغيير في الاجتماع المقبل.

العملات المشفرة

وقادت البيتكوين أغلب العملات المشفرة مكاسب أسبوعية بعد أن استفادا كثيرًا من زيادة الطلب المؤسسي على العملات الرقمية بصفة عامة، سواء من قبل شركات مشغلة لمنصات التداول في هذا القطاع أن اهتمام شرائي قوي من قبل صناديق الاستثمار المتداولة بالعقود الفورية للبيتكوين.

وحققت العملة المشفرة الأوسع انتشارًا على مستوى العالم مكاسب أسبوعية بواقع 1.5% لتستقر في نهاية أسبوع التداول الماضي عند 105851 دولار للوحدة مقابل الإغلاق الأسبوعي السابق الذي سجل 104129 دولار للوحدة.

ونجحت البيتكوين في اختراق المقاومة عند مستوى 100000 دولار للوحدة مرتين الأسبوع الماضي، وهو يدل على قوة زخم الصعود المصاحب لها في الوقت الحالي.

واشترت شركة “آرك إنفست” المشغلة لمنصة تداول في العملات المشفرة أسهم من شركة إيتورو بقيمة 9.4 مليون دولار، وذلك بعد أول طرح لأسهمها ضمن الشركات المدرجة في مؤشر ناسداك للصناعات التكنولوجية الثقيلة.

كما باعت “آرك إنفست” أسهم مملوكة لها من صندوقي “آرك إف” و”آرك دبليو” بقيمة 7.9 مليون دولار، إلا أنها لا تزال شركة “آرك بي” من بين أكبر الملاك للأصول الموجودة في الصندوقين.

 كما أسهمت أخبار إيجابية فيما حققته العملات المشفرة من مكاسب أسبوعية، إذ تتردد أنباء عن أن الشركة المشغلة لمنصة تداول كبرى في العملات المشفرة كوينبايز سوف تنضم قريبًا إلى مؤشر البورصة الأمريكية ستاندردز آند بورس500.

الأسبوع الجديد

تتصدر أجندة الأسبوع المقبل بيانات هامة، أبرزها سلسلة مؤشرات مديري المشتريات العالمية التي تصدرها مؤسسة ستاندردز آند بورس. كما تظهر بيانات إٍسكان هامة علاوة على مطالبات إعانات البطالة، وبيانات أخرى تصدر بشأن قطاع الصناعة.

كما تصدر تقارير أرباح عن شركات مثل هوم ديبوت، ولويس، وتارجت، وتي جيه إكس، وبالو ألتو، ونيوزركس.

ويدلي عدد من مسؤولي بنك الاحتياطي الفيدرالي بتصريحات من شأنها أن تحرك الأسواق، من بينهم فيليب جيفرسون، وميشيل بومان، وجون وليامز.

تحقق أيضا

الأسهم الأمريكية

الأسهم الأمريكية تفقد مئات النقاط بعد تهديدات ترامب بزيادة التعريفة الجمركية على الاتحاد الأوروبي

تتراجع الأسهم الأمريكية منذ مستهل التعاملات اليومية الجمعة متأثرةً بتهديد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بزيادة …