تراجعت عملات أوروبا، اليورو والإسترليني، في ختام التعاملات اليومية الاثنين بعد أن تمكن الدولار الأمريكي من إحراز تقدم كبير بدعم من أنباء إيجابية عن مستقبل العلاقات التجارية بين الولايات المتحدة والصين والإعلان عن توصل الجانبين إلى اتفاق مؤقت من شأنه أن يخفف من وطأة التوترات التجارية فيما بينهما.
ووصلت إلى ذروتها منذ الثاني من إبريل الماضي – أو ما يُعرف “بيوم التحرير” – الذي شهد الإعلان عن فرض تعريفات جمركية من قبل الإدارة الأمريكية على عدد كبير من دول العالم.
كما تأثرت العملتان بتصريحات وتوقعات خرجت من البنوك المركزية، إذ صرح أعضاء في مجلس محافظي المركزي الأوروبي بدعمهما للمزيد من خفض الفائدة في حين خفض بنك إنجلترا معدل الفائدة بالفعل الخميس الماضي.
ويُعد خفض الفائدة أو حتى مجرد الإشارة إليه من الإجراءات والعوامل التي من شأنها أن تضعف العملة التي يصدر بشأنها القرار من البنك المركزي المعني، وذلك لما تشهده عائدات تلك العملة وأصولها من تراجع بعد الخفض.
وتراجع اليورو مقابل الدولار الأمريكي منذ مستهل التعاملات اليومية متأثرًا بارتفاع الدولار الأمريكي الذي يستفيد من التفاؤل حيال مستقبل العلاقات التجارية بين الولايات المتحدة والصين بعد الإعلان عن اتفاق على خفض مؤقت للتعريفة الجمركية المتبادلة بين البلدين.
كما أسهم في الحالة السلبية التي يتعرض لها اليورو تصريحات خرجت من أروقة البنك المركزي الأوروبي عكست ميلًا إلى خفض الفائدة في الاجتماع المقبل.
وأعلن عضوا مجلس محافظي البنك المركزي الأوروبي جيديميناس سيمكوس وأولي رين دعمهما للمزيد من خفض الفائدة في الاجتماع المقبل للبنك المركزي.
وهبط اليورو/ دولار إلى 1.0867 مقابل الإغلاق اليومي الماضي الذي سجل 1.1249. وارتفع الزوج إلى أعلى مستوى لها في يوم التداول الاثنين عند 1.1242 مقابل أدنى المستويات الذي سجل 1.1046.
وكان رد فعل الأسواق تجاه الاتفاق الذي توصل إليه الجانبان الأمريكي والصيني قويًا وواسع النطاق إلى حدٍ كبيرٍ ليشمل أغلب الأصول المتداولة، في مقدمتها أصول المخاطر التي من بينها الإسترليني الذي تراجع بقوة الاثنين.
وهبط الإسترليني/ دولار إلى 1.3176 مقابل الإغلاق اليومي الماضي الذي سجل 1.3305.
وارتفع الزوج إلى أعلى مستوى له في يوم التداول الجاري عند 1.3299 مقابل أدنى المستويات الذي سجل 1.3140.
واستهل الدولار الأمريكي تعاملات الأسبوع الجديد في الاتجاه الصاعد بدفعة من تفاؤل حيال مستقبل العلاقات التجارية بين الولايات المتحدة والصين بعد انطلاق المحادثات التجارية بين البلدين في نهاية الأسبوع الماضي.
ووافقت الولايات المتحدة والصين على خفض التعريفة الجمركية الهائلة المتبادلة فيما بينهما بشكل مؤقت، وهو ما أدى إلى تخفيف وطأة التوترات التجارية بين واشنطن وبكين، ومن ثم زاد من احتمالات استمرار بنك الاحتياطي الفيدرالي على نفس النهج الحالي للسياسة النقدية وعدم خفض الفائدة في وقتٍ قريبٍ.
وارتفع مؤشر الدولار، الذي يرسم صورة أوضح لأداء العملة الأمريكية مقابل سلة العملات الرئيسية الستة، إلى 101.51 نقطة مقابل 100.34 نقطة.
وهبط المؤشر إلى أدنى مستوى له في يوم التداول الجاري عند 100.15 نقطة مقابل أعلى المستويات الذي سجل 101.94.
وقال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب: “قمنا بإعادة ضبط كاملة” للعلاقات مع الصين، وهو ما جاء بعد ما توصل الجانبان إلى اتفاق على خفض التعريفة الجمركية المتبادلة فيما بينهما لمدة 90 يومًا.
وارتفع الدولار الأمريكي بعد أن بدأت الأسواق تدرك أن ما حدث يُعد تقدم كبير على صعيد مستقبل التجارة العالمية وتخفيف من وطأة مخاوف الحرب التجارية بين أكبر اقتصادين على مستوى العالم.
وقال الرئيس ترامب إنه يتوقع أن يلتقي الرئيس الصيني شي جينبينج، مؤكدًا أنه لا يعتقد أن “التعريفة الجمركية المتبادلة بين البلدين قد تصل إلى نفس الارتفاعات التي وصلت إليها من قبل”.
ويعتبر الارتفاع الكبير الحالي الذي تظهره مؤشرات بورصة نيويورك تعافي كبير للأسهم الأمريكية إلى أعلى المستويات على الإطلاق منذ إعلان الرئيس الأمريكي فرض التعريفة الجمركية في ما أسماه “يوم التحرير” الموافق الثاني من إبريل الماضي.