كيف تعاملت الأسواق مع تجدد مخاوف الحرب التجارية؟

كانت الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين هي العنوان الرئيسي الذي يتحكم في حركة سعر الأسواق في اليوم الأول من تعاملات الأسبوع الجديد.

واختلفت الطريقة التي تعاملت بها الأسواق مع الحرب التجارية في مستهل الأسبوع الجديد عن ردود الأفعال الإيجابية التي أثارتها التوترات التجارية بين واشنطن وبكين الجمعة الماضية.

ولا تزال التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين من بين العوامل التي تضغط على الدولار الأمريكي، وهو ما ظهر جليًا في تصريحات وزير الخزانة الأمريكية سكوت بيسنت الذي قال إن بلاده بدأت محادثات تجارية ثنائية مع 17 من شركائها التجاريين، الصين ليست بينهم.

وقال وزير الخزانة الأمريكي إن الرئيس ترامب أكد أنه لن تكون هناك محادثات تجارية دولية مع الصين إلا بعد أن تقدم بكين شيئًا ملموسًا.  

العملات

وارتبطت أغلب ردود الأفعال في سوق العملات بالتصريحات السلبية التي صدرت من البيت الأبيض، إذ بدأ الدولار الأمريكي تعاملات الأسبوع الجديد في الاتجاه الهابط متأثرًا بالبيانات الاقتصادية التي أثارت مخاوف حيال إمكانية تباطؤ الاقتصاد بعد ظهور بيانات سلبية من قطاع التصنيع.

وهبط مؤشر الدولار، الذي يقيس أداء العملة الأمريكية مقابل سلة العملات الرئيسية، إلى 99.28 نقطة مقابل الإغلاق اليومي الماضي الذي سجل 99.47 نقطة.

وارتفع المؤشر إلى أعلى مستوياته في يوم التداول الجاري عند 99.84 نقطة مقابل أدنى المستويات الذي سجل 99.08 نقطة.

وتراجع مؤشر دالاس التصنيعي لنشاط الأعمال العامة إلى 35.8- نقطة في إبريل الجاري مقابل القراءة السابقة التي سجلت 16.3- نقطة، وهو ما جاء أدنى من توقعات السوق التي أشارت إلى 17.00- نقطة.

ويتراجع زوج الدولار/ ين منذ افتتاح التعاملات اليومية الاثنين سيرًا على خطى عائدات سندات الخزانة الأمريكية التي تربطها بالزوج علاقة طردية بينهما.

وهبط زوج الدولار/ ين إلى 142.06 مقابل الإغلاق اليومي الماضي الذي سجل 143.67. وارتفع الزوج إلى أعلى مستوى له في يوم التداول الجاري عند 143.89 مقابل أدنى المستويات الذي سجل 142.04.

وهبطت عائدات سندات الخزانة الأمريكية لأجل عشر سنوات إلى 4.232% مقابل الإغلاق اليومي الماضي الذي سجل 4.219%. وارتفعت العائدات إلى أعلى مستوى لها في يوم التداول الجاري عند 4.299% مقابل أدنى المستويات الذي سجل 4.219%.

وتتلقى سندات الخزانة الأمريكية دفعة في الاتجاه الصاعد الاثنين من توقعات بأن تبقي وزارة الخزانة الأمريكية على الاحتياجات التمويلية لتي تحصل عليها من خلال إصدار الأوراق المالية السيادية عند نفس المستويات في وقتٍ لاحقٍ من هذا الأسبوع.

وهناك علاقة عكسية بين قيمة سندات الخزانة الأمريكية والعائدات عليها، وهو ما جعل العائدات تتراجع في الجلسة الأولى من تعاملات هذا الأسبوع بسبب توقعات استمرار إصدار نفس الحجم من السندات دون زيادة، مما قد يحافظ على القيمة مرتفعة بينما يوصل العائد الهبوط.

وتراجع اليوان الصيني في ختام تعاملات الاثنين بسبب ارتفاع حدة التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين منذ مستهل أسبوع التداول الجديد.

الذهب

استغل الذهب ضعف الدولار الأمريكي في استعادة الاتجاه الصاعد مع انطلاق جرس التعاملات في وول ستريت الاثنين، وذلك بسبب العلاقة العكسية بين العملة الأمريكية والمعدن النفيس.

وارتفعت العقود الآجلة للذهب إلى 3360 دولار للأونصة مقابل الإغلاق اليومي الماضي الذي سجل 3330 دولار للأونصة. وهبطت العقود الآجلة للمعدن النفيس إلى أدنى مستوى لها في يوم التداول الجاري عند 3278 دولار مقابل أعلى المستويات الذي سجل 3362 دولار.

الأسهم الأمريكية

وتتراجع الأسهم الأمريكية متأثرًة بمخاوف التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين علاوة على بيانات سلبية ظهرت في اليوم الأول من تعاملات الأسبوع الجديد.

وفقد داو جونز الصناعي حوالي 300 نقطة أثناء تعاملات الاثنين متأثرًا بتصريحات رسمية جاءت على لسان وزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسنت.

وتراجع داو جونز إلى 39989 دولار بعد أن خسر حوالي 128 نقطة أو 0.4%. كما هبط مؤشر ستاندردز آند بورس إلى 5487 نقطة بعد أن تنازل عن 0.7% أو 39 نقطة.

وخسر ناسداك للصناعات التكنولوجية الثقيلة 185 نقطة أو أكثر من 1.00%، مستقرًا عند 17201 نقطة.

ولا يزال المستثمرون في حالة ترقب، إذ تقع أحداث هذا الأسبوع على قدر كبير من الأهمية، والتي تضمن تقارير أرباح عمالقة التكنولوجيا، وقراءات التوظيف والتضخم في الولايات المتحدة.