ختم الذهب تعاملات اليوم الأول من أسبوع التداول الجديد في الاتجاه الهابط بسبب بعض تطورات على صعيد التعريفة الجمركية، من بينها ما حدث على مدار الأسبوع الماضي علاوة على تطورات جيدة تضمنها إعلان ترامب قرارات جديدة في عطلة نهاية الأسبوع.
وكان المدن النفيس قد حقق ارتفاعات هائلة على مدار الأسبوع الماضي بسبب التطورات على صعيد التعريفة الجمركية والتصعيد التجاري بين الولايات المتحدة والصين.
وبدأت هذه الدراما بتهديدات من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الصين بزيادة التعريفة الجمركية على واردات الولايات المتحدة من الصين بواقع 50% ما لم تتراجع الصين عن تعريفة مضادة على وارداتها من الولايات المتحدة بقيمة 34% قبل التاسع من إبريل الجاري.
وردت الصين بقوة رافضة ما وصفته “باتزاز” ترامب، وهو ما دفعه إلى تنفيذ تهديداته لترتفع التعريفة الجمركية التي تفرضها واشنطن على بكين إلى 104%. لكن الصين صعدت من جديد وأقرت زيادة في الرسوم التجارية على السلع والمنتجات الأمريكية إلى 84% بعد أن أكدت أنها “ستقاتل حتى النهاية”.
وكانت المحطة الأخيرة، حتى الآن، في هذا التصعيد هي إعلان البيت الأبيض زيادة في الرسوم التجارية المفروضة على الواردات من الصين إلى 145% مقابل تصعيد صيني وصل بالرسوم التجارية المفروضة على واردات الصين من الولايات المتحدة بقيمة 125%.
مستويات قياسية
وتراجعت العقود الآجلة للذهب إلى 3223 دولار للأونصة مقابل الإغلاق اليومي الماضي الذي سجل 3254 دولار للأونصة. وارتفعت عقود المعدن النفيس إلى أعلى مستوى لها في يوم التداول الجاري عند 3261 دولار مقابل أدنى المستويات الذي سجل 3208 دولار.
ويتراجع الدولار الأمريكي الاثنين لاستمرار تدهور الثقة الأصول الأمريكية المتداولة في أسواق المال العالمية، في مقدمتها العملة التي تمثل أكبر اقتصادات العالم، وهو ما جاء نتيجة للصراعات التجارية التي أطلقت شرارتها الإدارة الأمريكية.
وهناك علاقة عكسية بين الدولار الأمريكي والذهب، لكنها لم تتحقق أثناء تعاملات اليوم الأول من أسبوع التداول الجديد، وهو ما يلقي الضوء إلى تراجع كبير في شهية المخاطرة بسبب انعدام اليقين حيال السياسات التجارية للبيت الأبيض.
وتمكنت العقود الآجلة للذهب الخميس الماضي من تحقيق ارتفاع غير مسبوق في تاريخ المعدن النفيس مستندةً إلى ضعف الثقة في الدولار الأمريكي في الفترة الأخيرة بسبب التصعيد التجاري بين الولايات المتحدة وعدة دول، خاصة الصين، وذلك في ختام جلسة الخميس الماضية.
ولم يتوقف المعدن النفيس عند هذا الحد، إذ استمر في التحليق عاليًا، محققًا مستوى جديد غير مسبوق 3254 دولار للأونصة الجمعة الماضية بعد إضافة حوالي 2.00% إلى قيمة الإغلاق اليومي السابق.
وارتفعت العقود الآجلة للذهب إلى 3174 دولار للأونصة الخميس الماضية مقابل الإغلاق اليومي السابق الذي سجل 3099 دولار للأونصة.
وتؤدي التعريفة الجمركية وغيرها من القيود التجارية إلى تصاعد مخاوف ارتفاع التضخم إلى مستويات أعلى في الفترة المقبلة، وهو ما يدفع المستثمرين إلى التحوط بالذهب لحماية رؤوس الأموال من تقلبات السوق.
وحققت العقود الآجلة للذهب مكاسب أسبوعية بحوالي 6.5% في الأسبوع المنتهي الجمعة 11 إبريل الجاري مقابل خسائر بحوالي 2.00% سجلتها تعاملات الأسبوع السابق.
جني الأرباح
ومن المرجح أن عمليات بيع مكثفة تعرض لها الذهب على مدار اليوم الأول من تعاملات الأسبوع الجديد كانت هي أيضًا وراء هذا الهبوط، إذ استغل المستثمرون في المعدن النفيس فرصة الارتفاعات غير المسبوقة في تاريخه في تحقيق أرباح كبيرة.
وتشهد أسواق المال العالمية تطورات هامة الأسبوع المقبل، أبرزها بيانات تأتي إلى الأسواق من قطاعي الإسكان والصناعة علاوة على مؤشرات مبيعات التجزئة في الولايات المتحدة.
كما تصدر شركات هامة تقارير أرباح الربع الأول من هذا العام، أهمها جولدمان ساكس، وبانك أوف أميركا، وسيتي جروب، ونتفليكس، وتي إس إم سي، ويونايتد أيرلاينز.
وقد تسهم هذه الأحداث في توجيه حركة سعر الذهب إلى حدٍ كبيرٍ. فحال حدوث تطورات إيجابية على صعيد العلاقات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، قد نشاهد المزيد من هبوط الذهب.