نور تريندز / التقارير الاقتصادية / كيف تعامل الدولار الأمريكي مع مستجدات السوق المتناقضة؟
الدولار الأمريكي
الدولار الأمريكي

كيف تعامل الدولار الأمريكي مع مستجدات السوق المتناقضة؟

واصل الدولار الأمريكي الصعود حتى منتصف التعاملات في وول ستري في اليوم الأول من أسبوع التداول الجديد، وهو ما جاء نتيجة لتوافر أكثر من عامل أدى إلى الدفع بالعملة الأمريكية في الاتجاه الصاعد تتمثل في استمرار مخاوف التصعيد ضد تعريفات ترامب الجمركية التي وقع بشأنها أمرًا تنفيذيًا السبت الماضي. كما صدرت تصريحات من أروقة الفيدرالي أيدت ما جاء في بيان الفائدة وتصريحات جيروم باول، رئيس مجلس محافظي بنك الاحتياطي الفيدرالي، الأربعاء الماضي.

لكن أنباء عن تأجيل فرض التعريفة الجمركية على الواردات الأمريكية القادمة إلى الولايات المتحدة من كندا تصدى لصعود الدولار والزخم الصاعد القوي الذي تتمتع به العملة منذ الأسبوع الماضي.

تصريحات خرجت من الفيدرالي

كانت أغلب تصريحات أعضاء مجلس محافظي بنك الاحتياطي الفيدرالي تصب في صالح ارتفاع الدولار الأمريكي، إذ رجحت أغلبها أنه لابد من التمهل وتوخي الحيطة والحذر وعدم التسرع والابتعاد عن العجلة أثناء دراسة قرارات حفض الفائدة.

وألقت تلك التصريحات الضوء على أن البيانات الاقتصادية في الولايات المتحدة لا تزال تعكس أداء إيجابيًا للاقتصاد في الفترة الأخيرة. كما أشار بعضها إلى أن قوة سوق المال لم تعد تشكل خطرًا على الاقتصاد في الوقت الراهن. لكن بعضها الآخر أشار إلى أنه لا تزال هناك إمكانية لارتفاع التضخم.  

وقالت ميشيل كولينز، عضوة مجلس محافظي بنك الاحتياطي الفيدرالي: “الفيدرالي قد يحاول دراسة زيادات الأسعار لمرة واحدة”، وذلك في إطار الحديث عن خفض الفائدة في المستقبل.

وأكدت أن الولايات المتحدة “لديها خبرة محدودة في التعامل مع التعريفات الجمركية الكبيرة”، مرجحة أن أوضاع الاقتصاد الأمريكية جيدة. وأشارت إلى أنه من المناسب أن “تتحلى السياسة النقدية بالصبر، والحذر، ولا أرى أن هناك أي حاجة للعجلة في تغيير معدل الفائدة. لا داعي للتعجيل بخفض المعدلات”.

وأكدت على ضرورة أن يوازن بنك الاحتياطي الفيدرالي بين وجهي التكليف الثنائي المنوط به.

وقال رافاييل بوستيك، عضو مجلس محافظي بنك الاحتياطي الفيدرالي، الاثنين: “اتسع نطاق انعدام اليقين الذي نعيشه في الفترة الأخيرة إلى حدٍ كبيرٍ. والتعريفة الجمركية تمثل أحد أوجه انعدام اليقين، وينطوي التوصل إلى الطريقة المثلى لتطبيقها على تحدي كبير”.

ورأى أنه “في ضوء الطبيعة سريعة التغير في الأوضاع الاقتصادية الحالية، يُعد الإجراء الأهم على الإطلاق هو توجيه الأسئلة للقائمين على مؤسسات الأعمال ودراسة إجاباتهم”.

وأكد أن الفيدرالي “يحتاج إلى التعرف على الطريقة التي قد يصدر بها رد فعل مؤسسات الأعمال والأسر الأمريكية تجاه الأوضاع المتغيرة باستمرار”، مشددًا على أن التضخم لا يزال يحتل مركز اهتمام الفيدرالي”.

وأشار إلى أن “الفيدرالي يحتاج إلى أن يحقق هدف التضخم المحدد بـ2.00%حتى يحافظ على مصداقية المؤسسات. ويمكن للولايات المتحدة أن تدعم سوق عمل أكثر قوة مما سبق”.

وقال بوستيك: “النظرة المستقبلية للتضخم تستمر في ترجيح كفة المزيد من الهبوط. ويتوقع الفيدرالي أن يتراجع تضخم أسعار الإسكان في حين يحتفظ بنظرة مستقبلية إيجابية لسوق العمل الأمريكي”.

وشدد عل أن قوة سوق العمل في الوقت الراهن لا تمثل أي عقبة أمام الشركات، معربًا عن رغبته في أن يرى “خفض الفائدة بواقع 100 نقطة العام الماضي وهو يُترجم في شكل آثار تظهر على الاقتصاد”.

وقال إن “التعريفة الجمركية نوع من الضرائب، وتعتمد آثارها على تفاصيل وطريقة تطبيقها ومدى ما يمكن أن تواجه به من تصعيد”.

وقال أوستان جولسبي، عضو مجلس محافظي بنك الاحتياطي الفيدرالي، الاثنين إن مخاطر التضخم في الوقت الراهن تميل نحو الصعود، مؤكدا أن انعدام اليقين الحالي يعني أن الفيدرالي قد يحتاج إلى أن يتوخى المزيد من الحذر والتعقل أثناء التعامل مع خفض الفائدة.

وأضاف: “تمثل المخاطر التي تواجه الاقتصاد في الوقت الحالي إلى إمكانية ارتفاع التضخم مرة ثانية”، محذرا من سرعة اتخاذ قرارات خفض الفائدة في حالة تأثير الخيارات المالية على الأسعار أو التوظيف.

وتابع: “شاهدنا نموا أقوى واستهلاكًا أقوى بينما لا تزال هناك مخاوف حيال التضخم”، مرجحًا أن الفيدرالي قد يواجه صعوبة في التفريق بين الحالة التي يكون فيها ارتفاع الأسعار إشارة إلى انتعاش النشاط الاقتصادي ولحالة الأخرى التي ينتج فيها هذا الارتفاع عن التعريفة الجمركية.

التعريفة الجمركية

تداولت الأسواق عناوين أخبار عن تأجيل التعريفة الجمركية التي وقع الرئيس الأمريكي بشأنها أمرًا تنفيذيًا السبت الماضي، والتي أشارت إلى تأجيل فرض التعريفة الجمركية على المكسيك وكندا لمدة شهر.

وكانت أغلب التوقعات حتى نهاية الأسبوع الماضي تشير إلى أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد يرجئ فرض التعريفة الجمركية على الواردات من المكسيك وكندا حتى الأول من مارس المقبل.

وقال رئيس وزراء كندا المستقيل جاستن ترودو، الذي لا يزال يقوم بمهام وظيفته حتى انتخاب من يخلفه، إنه أجرى اتصالًا مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي أكد له “تأجيل فرض التعريفة الجمركية الإضافية على كندا لثلاثين يومًا”.

وأضاف ترودو أن الاتصال بين الزعيمين سادته أجواء إيجابية، مؤكدًا أن “حوالي 10000 من جندي سوف يقومون بمهام حماية الحدود على مدار الساعة.

كما أشار إلى أنه سوف يتخذ إجراءات على صعيد تنظيم نقل الفنتانيل من كندا إلى الولايات المتحدة. وأكد أيضًا أن الحكومة الكندية سوف “تُدرج العصابات المكسيكية على قوائم الكيانات الإرهابية”.

وأشار إلى أنه تحدث مع الرئيس الأمريكي بخصوص تشكيل قوات مشتركة لمكافحة الجريمة المنظمة، وتهريب الفنتانيل، وغسل الأموال.  

تحقق أيضا

المركزي الأوروبي

ماذا نتوقع من البنك المركزي الأوروبي؟

من المتوقع أن يتمسك البنك المركزي الأوروبي بالنهج التدريجي الذي يتبعه في التعامل مع السياسة …