نور تريندز / مستجدات أسواق / أسواق الأسهم العالمية / ملخص الأسبوع: إلى أين أخذت البنوك المركزية أسواق المال؟
البنوك المركزية

ملخص الأسبوع: إلى أين أخذت البنوك المركزية أسواق المال؟

أنهى الدولار الأمريكي تعاملات الأسبوع الماضي في الاتجاه الصاعد في بدفعة من مخاوف التعريفة الجمركية، وقرار الفيدرالي وخطابه عن المسار المستقبلي للسياسة النقدية، وبيانات أمريكية ظهرت الجمعة الماضية. وفيما يلي ملخص الأسبوع الماضي وما شهده من أحداث اقتصادية هامة، تصدرتها قرارات عدد من البنوك المركزية الرئيسية، وأهم ما يمكن أن تتعرض له الأسواق في الأسبوع الجديد.

وكان محركات السوق الموضحة في المقدمة من أهم المؤثرات في حركة سعر الأصول المتداولة في أسواق المال بصفة عامة، لا تحركات الدولار الأمريكي فقط. ويدل على، على سبيل المثال، ظل الذهب لوقت طويل على مدار التعاملات الأسبوع الماضي في حالة من التذبذب الشديد غير قادر على اتخاذ اتداه محدد بسبب تضارب تأثيرات تلك العوامل.

وأبقى بنك الاحتياطي الفيدرالي على معدل الفائدة دون تغيير 4.5% الأربعاء، وهو ما جاء متوافقًا مع توقعات الأسواق.

وقال بنك الاحتياطي الفيدرالي في بيان الفائدة الصادر الأربعاء: “ترجح المؤشرات الاقتصادية الصادرة في الفترة الأخيرة أن النشاط الاقتصادي يستمر في إطهار تقدم بخطى ثابتة. ووصل معدل البطالة إلى حالة من الاستقرار عند مستويات منخفضة في الأشهر القليلة الماضية بينما تستمر أوضاع سوق العمل في التحسن مع استمرار التضخم عند مستويات مرتفع”.

 وقال جيروم باول، رئيس مجلس محافظي بنك الاحتياطي الفيدرالي، الأربعاء عقب إعلان الإبقاء على الفائدة دون تغيير:: “لا داعي للعجلة في تغيير الموقف الحالي للسياسة النقدية فهي الآن في وضع جيد، وأرى أن مراجعة الإطار الحالي للسياسة قد يكون في الصيف المقبل”.

واستقرت العملة الأمريكية عند مستويات مرتفعة نهاية الأسبوع الماضي بعد أن حققت مكاسب أسبوعية استقرت بمؤشر الدولار فوق مستوى 108.50 نقطة مقابل الإغلاق الأسبوعي السابق الذي سجل 107.57 نقطة. وبلغ المؤشر أدنى مستوى له الأسبوع الماضي عند 107.16 نقطة مقابل أعلى المستويات الذي سجل 109.33.

كما دفعت مخاوف التعريفة الجمركية الدولار الأمريكي في الاتجاه الصاعد حتى تحول من مجرد مخاوف إلى حقيقة على أرض الواقع الجمعة الماضية.

وأعلنت كارولين ليفيت، مديرة المركز الإعلامي في البيت الأبيض، أن التعريفة الجمركية الإضافية سوف يبدأ العمل بها على الواردات الأمريكية من كندا والمكسيك بنسبة 25% وعلى الواردات من الصين بنسبة 10% في الأول من فبراير الجاري.

وجاءت هذه التصريحات الرسمية لتنفي جميع ما جاء في تقارير نُشرت في وقت سابق عن إمكانية تأجيل إدارة ترامب فرض التعريفة الجمركية الإضافية في أوائل مارس المقبل.

وأوضحت ليفيت أن التعريفة الحمركية سوف يبدأ تطبيقها على المستهلك السبت، إلا أنها لم تذكر أي تفاصيل بخصوص ما يمكن أن يُستثنى من السلع والخدمات من هذه الرسوم الجديدة.

ويعكف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على دراسة خطط من شأنها أن تسمح بوجود بعض الاستثناءات من التعريفة الجمركية الإضافية، لكنها قد تكون محدودة.

معدل الفائدة الفيدرالية وهدف التضخم من بنك الاحتياطي الفيدرالي ومؤشر نفقات الاستعلاك الشخصي – المصدر: FactSet

الأسهم الأمريكية

 كان الأسبوع الماضي حافلًا بالأحداث التي أثرت في تعاملات الأسهم الأمريكية التي اتخذت اتجاهات عدة حتى نهاية تلك الفترة، لكنها في نهاية الأسبوع حسمت أمرها لتختار الاتجاه الصاعد.

وكان هناك عدة عوامل أدت إلى أن تكون المكاسب الأسبوعية لأغلب مؤشرات بورصة نيويورك محدودة؛ والتي تتضمن صدمة سببتها شركة صينية لقطاع الذكاء الاصطناعي أثارت مخاوف حيال مستقبل المنافسة في هذا القطاع علاوة على قرار الفيدرالية بالإبقاء على معدل الفائدة دون تغيير. لكن الأسواق تداركت تلك الصدمة بعد استفادتها من تقارير أرباح إيجابية على مدار الأسبوع، خاصة شركات قطاع التكنولوجيا.

وارتفع داو جونز بأكثر من 200 نقطة أو 0.3% في نهاية الأسبوع الماضي. وحقق ستاندردز آند بورس500 ارتفاعًا ببضع نقاط إلى 6033 نقطة مقابل الإغلاق الأسبوعي الماضي الذي سجل 6016 نقطة في حين حقق ناسداك للصناعات التكنولوجية الثقيلة صعودًا بأكثر من 300 نقطة الأسبوع الماضي بعد.

صدمة DeepSeek

ظهرت مخاوف الاثنين الماضي حيال بداية مرحلة من المنافسة الشرسة بين الشركات الغربية (في وادي السيليكون في الولايات المتحدة ومنطقة اليورو) من جهة وبين الصين في قطاع الذكاء الاصطناعي.

وجاءت هذه المخاوف نتيجة طرح شركة صينية صغيرة، أُسست منذ فترة قصيرة، تطبيق “مساعد ذكاء اصطناعي” (Chatbot) يضاهي في إمكانياته التطبيقات التي تنتجها شركات مثل Open AI و Meta Platforms، لكن بتكلفة أقل بكثير جدًا من تكلفة التطبيقات الغربية مثل Chat GPT.

وقد أذهلت شركة DeepSeek المستثمرين بتكلفة تطوير تطبيقها للذكاء الاصطناعي المنخفضة للغاية، والتي قالت إنها 6 مليون دولار تقريبًا. وعلى النقيض. وكان هذا الرقم مثارًا للدهشة، خاصة أنه يأتي بعد إعلان شركات أمريكية كبرى مثل  OpenAI  وجوجل  وغيرها للاستثمار بما يقرب من تريليون دولار في تقنيات الذكاء الاصطناعي خلال السنوات المقبلة، وفقًا لتوقعات مجموهة جولدمان ساكس.

لكن الأسهم الأمريكية تمكنت من تدارك هذه الصدمة استنادًا إلى الإيجابية التي أثارتها أخبار الشركات وتقارير الأرباح الجيدة التي ظهرت على مدار تلك الفترة. وأعلنت أبل نظرة مستقبلية أفضل من توقعات السوق فيما يتعلق بالأداء المالي لفترة القياس المقبلة.

كما حققت شركات عملاقة في قطاعات مختلفة أرباحًا وإيرادات تجاوزت توقعات الأسواق، أبرزها إكسون موبيل وشيفرون من قطاع الطاقة، ونوفارتس فارما السويسرية من قطاع الأدوية.

نمو أرباح الشركات المدرجة في مؤشر ستاندردز آند بورس 500 – المصدر: FactSet

البيانات الاقتصادية

وعلى صعيد البيانات الاقتصادية، ارتفع إنفاق المستهلك الأمريكي في ديسمبر الماضي، وهي البيانات التي تصب في صالح توقعات الإبقاء على معدلات الفائدة دون تغيير، ومن ثم تواصل العملة الأمريكية الصعود.

رغم ذلك، جاءت قراءات سلسلة مؤشرات نفقات الاستهلاك الشخصي، التي يعدها الفيدرالي القراءات الأكثر مصداقية واعتمادية في حساب التضخم الأمريكي، متوافقة مع توقعات الأسواق، مما تسبب في حالة من الارتياح في الأسواق لما رجحته من أن التضخم في البلاد يسير بخطى ثابتة نحو هدف البنك المركزي.  

الناتج المحلي الإجمالي الأمريكي – المصدر: FactSet

لاجارد واليورو

تعرض اليورو لخسائر أسبوعية متأثرًا بقرار البنك المركزي الأوروبي خفض الفائدة والإشارة إلى تمسكه بالنهج التدريجي في التيسير الكمي الذي يتبعه في الفترة الأخيرة بعد وصول التضخم إلى مستويات مرضية للسلطات النقدية الأوروبي.

وتراجع اليورو/ دولار بحوالي 1.3% في نهاية الأسبوع الماضي، مستقرًا عند 1.0356 مقابل الإغلاق اليومي الماضي الذي سجل 1.0491. وارتفع الزوج إلى أعلى مستوى له في يوم التداول الجاري عند 1.0532 مقابل أدنى المستويات الذي سجل 1.0349.

وخفض البنك المركزي الأوروبي معدل الفائدة 25 نقطة أساس في نهاية اجتماع يناير الجاري، وهو ما جاء متوافقًا مع توقعات الأسواق. بذلك يصل معدل الفائدة الرئيسي، ومعدل الفائدة على الإقراض، ومعدل الفائدة على الإيداعات إلى 2.9%، و3.15%، 2.75%. كما أدلت كريستين لاجارد، رئيسة المركزي الاوروبي، بتصريحات أكدت رجحت كفة المزيد من خفض الفائدة.

وقالت كريستين لاجارد، رئيسة مجلس محافظي البنك المركزي الأوروبي، الخميس عقب إعلان خفض الفائدة بـ25 نقطة أساس إن الطريق إلى المزيد من خفض الفائدة بات واضحًا، إذ تظل الأوضاع النقدية في منطقة اليورو تشديدية وسط توقف الاقتصاد عن النمو في الربع الأخير من العام الماضي.

وركزت رئيسة المركزي الأوروبي، في المؤتمر الصحفي الذي عقدته عقب إعلان خفض الفائدة على أن السلطات النقدية الأوروبية منفتحة على المزيد من الخفض في الفترة المقبلة مع التأكيد على أي التحركات المستقبلية على صعيد السياسة النقدية سوف تعتمد على ما يستجد من بيانات اقتصادية.

وأكدت لا جارد أن البنك المركزي سوف يستمر في خفض الفائدة طالما تراجعت معدات التضخم ودعمت الأوضاع الاقتصادية قرارات الخفض، قائلةً: “حددنا اتجاه رحلتنا جيدًا”، مشددة على أن توقيت وحجم أي خفض مستقبلي للمعدلات سوف يتوقف على ما توفره البيانات من معلومات عن واقع الاقتصاد الأوروبي.

الدولار الكندي

كان بنك كندا أيضًا محط الأنظار الأسبوع الماضي بعد أن خفض الفائدة، لكن بيان الفائدة جاء بتحذيرات سبقت إليها السلطات النقدية الكندية الجميع من السياسات التجارية لإدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

ولم تمض ساعات من حتى أعلن البيت الأبيض بدء تفعيل التعريفة الجمركية في الأول من فبراير الجاري الجمعة الماضية، وفي اليوم التالي وقع الرئيس الأمريكي أمرًا تنفيذيًا بفرض تعريفة جمركية 25% على جميع الواردات التي تدخل الولايات المتحدة من كندا باستثناء منتجات الطاقة التي تخضع بموجب هذا الأمر التنفيذي لتعريفة جمركية بقيمة 10% فقط.

كما تضمن الأمر التنفيذي فرض تعريفة جمركية على الواردات الأمريكية من المكسيك بقيمة 25% بلا أي استثناءات. وفرضت إدارة ترامب تعريفة جمركية إضافية على الواردات الأمريكية من الصين بقيمة 10% إضافة إلى التعريفة الجمركية الحالية.

واستخدم الأمر التنفيذي أيضَا مطالبة بالمزيد من الإجراءات التجارية، والتي يبدو أنها قد تكون تعريفات جمركية أخرى. كما أشار الأمر الصادر عن البيت الأبيض إلى قانون صلاحيات حالة الطوارئ الاقتصادية الدولية.

وكانت تلك التحذيرات بمثابة ضربة للدولار الكندي الذي أنهى تعاملات الأسبوع الماضي في الاتجاه الهابط بعد خسائر أسبوعية بحوالي 1.8%.

وأعلن بنك كندا الأربعاء خفض الفائدة بـ25 نقطة أساس إلى 3.00%، وفقًا لتوقعات الأسواق. بذلك يكون البنك المركزي قد خفض المعدل الرئيسي بواقع 50 نقطة أساس منذ ديسمبر الماضي ليكون الأسرع بين البنوك المركزية الرئيسية في عملية التيسير الكمي التي تأتي بعد سنوات من العمل بمعدل فائدة مرتفع من أجل مكافحة التضخم.

وبعد الارتفاعات الحادة للدولار الأمريكي بسبب العوامل التي تصب في صالح العملة الأمريكية، تكبد الذهب خسائر بحوالي 0.7% في نهاية الأسبوع الماضي بسبب العلاقة العكسية بينهما.

الأسبوع الجديد

بعد الأسبوع الماضي، الذي جاء حافلًا بالأحداث الهامة المؤثرة في حركة السعر، ننتظر أسبوعًا أكثر هدوءً يشهد ظهور بعض البيانات الاقتصادية الحاصة بالقطاعات الرئيسية في الولايات المتحدة ومنطقة اليورو.

وتتصدر هذه البيانات مؤشرات التوظيف الأمريكية، التي تُعد الدفعة الأهم على الإطلاق بين القراءات الاقتصادية على مدار الشهر التي تتحكم إلى حدٍ كبيرٍ في المسار المستقبلي للفائدة نظرًا لما تلقيه من ضوء على معدلات نمو الوظائف ونمو الأجور.

وتصدر في الأسبوع الجديد أيضًا مجموعة من تقارير أرباح عمالقة التكنولوجيا والترفيه والأدوية على مستوى العالم، في مقدمتهم ألفابيت، الشركة الأم لجوجل، وأمازون، عملاق التجزئة الأمريكي علاوة على ديزني، عملاق الترفيه، وبالانتير، وآرم للشرائح الإلكترونية، وميكروستراتيجي للعملات المشفرة.   

تحقق أيضا

الأسهم الأمريكية

ما الذي حد من المكاسب الأسبوعية في تعاملات الأسهم الأمريكية؟

كان هناك عدة عوامل أدت إلى أن تكون المكاسب الأسبوعية لأغلب مؤشرات بورصة نيويورك محدودة؛ …