عاد مؤشر ناسداك للصناعات التكنولوجيا الثقيلة إلى رقم قياسي لم يسجله إلى في 11 ديسمبر الماضي بعد أن تجاوز 20000 نقطة، وهو المستوى الذي كان كسره للمرة الأولى في 53 سنة. وهناك بعض العوامل التي تدعم ارتفاع الأسهم الأمريكية في الفترة الأخيرة، أبرزها تصاعد توقعات بالمزيد من خفض الفائدة من قبل بنك الاحتياطي الفيدرالي علاوة على تقارير الأرباح التي أثبتت تقدمًا هائلاً في الأداء المالي منذ بداية الموسم الجاري.
وأشارت تقارير الأرباح الصادرة بخصوص الأداء المالي لكبرى الشركات المدرجة في مؤشرات بورصة نيويورك إلى تقدم كبير لعمالقة القطاع المصرفي، إذ سجلت شركات جيه بي مورجان تشايز، وجولدمان ساكس، ومورجان ستانلي، وسيتي جروب، ويلز فارجو، وشركات أخرى في قطاع الخدمات المالية أرباحًا فاقت توقعات الأسواق.
رغم هذا التقدم، تتعالى بعض الأصوات – من بينهم مسؤولين في الفيدرالي ومراقبين لأسواق المال العالمية – بالتحذير من إمكانية أن ترتفع الأسهم الأمريكية إلى مستويات تجعل قيمتها مبالغ فيها في الفترة المقبلة.
قالت عضوة مجلس ليزا كوك أوائل الشهر الجاري: “ترتفع قيمة عدد كبير من فئات الأصول المتداولة في الأسواق، بما في ذلك الأسهم وسندات الشركات، إذ تقترب المخاطرة التي ينطوي عليها التداول في هذه الأصول من أدنى مستويات التاريخية، مما يشير إلى أن الأسواق قد تكون وصلت إلى حالة من الكمال، مما يزيد من حساسيتها للأخبار الاقتصادية السيئة أو التغيير المفاجئ في معنويات المستثمرين، مما يؤدي إلى انخفاضها”.
ويعتبر هذا التحذير هو الأكثر وضوحًا بين التحذيرات التي أطلقها صناع السياسات النقدية على الإطلاق. لكنه قد يكون في محله، إذ حقق مؤشر ستاندردز آند بورس500 الارتفاع السنوي الثاني على التوالي في 2024 بمكاسب بلغت حوالي 20% على الأقل. وقالت جولدمان ساكس إن هذه الارتفاعات، في ضوء القيمة الدفترية والمبيعات لهذا المؤشر، أعلى بمقدار انحرافين معياريين من متوسط ما حققه المؤشر في العشر سنوات الماضية.
ولم تصدر مثل هذه التحذيرات من حركة السعر في أسواق المال من قبل أي من مسؤولي الفيدرالي منذ أواخر 1996 عندما حذر آلان جرينسبان، رئيس مجلس محافظي بنك الاحتياطي الفيدرالي 1987 – 2006، والتي كان لها أثر كبير على الأسواق أدى في نهاية الأمر إلى إضعاف أداء بورصة نيويورك لسنوات. يأتي ذلك على النقيض من تصريحات كوك التي مرت على أسواق الأسهم الأمريكية مرور الكرام.
يدل على ذلك أن الأسهم الأمريكية حققت ارتفاعات كبيرة في الفترة الأخيرة، متجاهلة التحذيرات من المزيد من ارتفاعات الأسهم. واقتصر أثر تصريحات عضوة مجلس الاحتياطي الفيدرالي على داو جونز الصناعي الذي تراجع بحوالي 25 نقطة أو أقل من 0.1% في ختام التعاملات اليومية. مع ذلك، لامس ستاندردز آند بورس500 مستوى 6000 نقطة القياسي.
وحذر جرينسبان في ديسمبر 1969 من إمكانية أن تؤدي “الوفرة غير العقلانية” إلى “ارتفاعات حادة غير مبررة في قيمة الأصول، مما يجعلها عرضة لتراجع كبير مفاجئ وممتد كما حدث في اليابان في القرن الماضي”، وهي التصريحات التي تشبه إلى حدٍ كبيرٍ ما صدر عن عضوة الفيدرالي ليزا كوك من تحذيرات.
والوفرة غير العقلانية هي حالة من التفاؤل والحماس المتزايد التي تدفع المستثمرين إلى الإقبال على شراء الأصول بكثافة لترتفع أسعارها إلى مستويات تتجاوز قيمتها الحقيقية، وهو ما يؤدي إلى ارتفاعات بالغة الحدة غير مستدامة قد يتبعها تصحيح كبير في حركة السعر.
رغم ذلك، هناك من يرى أن الارتفاعات التي تحققها مؤشرات بورصة نيويورك لا تشكل خطرًا على الأسواق لأنهم يعتقدون أن هذا ليس بالتوقيت المناسب التي تتراجع فيه الأسهم الأمريكية عن المستويات الحالية. كما يرجحون أن الأسهم الأمريكية قضت سنوات طويلة عند مستويات منخفضة للغاية، مما يجعل الصعود الحالي مبررًا.
ناسداك وقطاع التكنولوجيا
قاد قطاع التكنولوجيا الأسهم الأمريكية إلى ارتفاعات قياسية الأربعاء عقب إعلان تجاوز أرباح شركة نتفليكس توقعات الأسواق علاوة على إعلان شركات علاقة بدء العمل في تحالف ضخم لتطوير الذكاء الاصطناعي.
وحقق مؤشر ستاندردز آند بورس500 ارتفاعا إلى أعلى المستويات في ستة أسابيع في حقق داو جونز ناسداك مكاسب هي الأكبر في خمسة أسابيع.
وارتفع داو جونز الصناعي إلى 44162 نقطة بعد إضافة حوالي 145نقطة أو 0.4٪.كما أرتفع مؤشر ستاندردز آند بورس500 إلى 6091 نقطة بعد أن حقق مكتسب بحوالي 42 نقطة أو 0.7٪. وأضاف ناسداك للصناعات التكنولوجية الثقيلة حوالي 2004 نقطة، مما يشير مستوى قياسي حققه المؤشر للمرة الأولى منذ 53 سنة في ديسمبر الماضي.
وارتفع سهم نتفليكس باكثر من 11.00٪ يعد إعلان الشركة تحقيق أرباح فاقت توقعات الأسواق.
كما أعلنت شركة أوراكي عن مبادرة بقيمة 100مليون دولار لتطوير الذكاء الاصطناعي بالتعاون مع مجموعة سوفتبانك وشركة أوبن أيه آي.