يواصل الدولار الأمريكي تحقيق مكاسب قياسية الخميس بدفعة من إعلان خفض الفائدة في نهاية اجتماع بنك الاحتياطي الفيدرالي الأربعاء الماضي، وهو القرار الذي كانت الأسواق تتوقعه على نطاق واسع في الأيام القليلة الماضية. لكن العملة الأمريكية ارتفعت لأسباب تتعلق بما جاء بين سطور بيان الفائدة الصادر عن البنك المركزي.
وظهرت فروق بين ما جاء في بيان الفائدة الصادر عن مجلس محافظي بنك الاحتياطي الفيدرالي الأربعاء بعد إعلان خفض الفائدة بـ25 نقطة أساس توافقًا مع توقعات الأسواق التي أشارت إلى نفس المعدلات.
ويكمن الفرق الأول بين البيان الصادر الأربعاء وبيان الفائدة الصادر في نهاية الاجتماع الماضي في أن هذه النسخة أشارت إلى حجم وتوقيت التحرك المستقبلي للسياسة النقدية، وهو ما أثار تكهنات في الأسواق بإمكانية الإبقاء على معدل الفائدة دون تغيير في الاجتماع المقبل.
وقال بيان الفيدرالي: “ومن أجل دعم أهدافها، قررت اللحنة خفض الفائدة بواقع 0.25% إلى 4.25% على الإيداعات و4.50% على الإقراض. وأثناء دراسة حجم وتوقيت التحرك المقبل لمعدل الفائدة، سوف تقيم اللجنة البيانات الاقتصادية التي تظهر في الفترة المقبلة، وأي تطورات تستجد على صعيد النظرة المستقبلية للاقتصاد، ومدى توازن المخاطر”.
كما أشار البيان إلى أن قرار خفض الفائدة الصادر عن اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة لم يُتخذ بالإجماع، إذ صوتت عضوة اللجنة بث إم هاماك ضد القرار، معلنة أنها تفضل الإبقاء على معدل الفائدة دون تغيير.
وعزز الفارقان التوقعات بإمكانية أن يكون هناك تثبيت للفائدة في اجتماع يناير المقبل لبنك الاحتياطي الفيدرالي.
وارتفع مؤشر الدولار، الذي يقيس أداء العملة الأمريكية مقابل سلة العملات الرئيسية، إلى 108.37 نقطة مقابل الإغلاق اليومي الماضي الذي سجل 108.03 نقطة. وهبط المؤشر إلى أدنى مستوى له في يوم التداول الأربعاء عند 107.82 نقطة مقابل أعلى المستويات الذي سجل 108.46 نقطة.
أشارت توقعات الفائدة الصادرة عن اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة إلى إمكانية خفض الفائدة بـ25 نقطة أساس مرتين فقط عام 2025، وهو ما جاء أقل مما أشارت إليه التوقعات الرسمية السابقة.
وتوقع أعضاء اللحنة أن معدل الفائدة قد يكون عند مستوى 3.9% في نهاية 2025. وكان الفيدرالي قد توقع في وقت سابق أن تُخفض الفائدة أربع مرات – 25 نقطة أساس في كل مرة منها – أو 1.00% العام المقبل، وذلك وفقًا للتوقعات التي نشرها البنك المركزي في سبتمبر الماضي.
وصوت 14 عضوًا من أصل 19 عضوًا، هو إجمالي أعضاء اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة، لصالح خفض الفائدة مرتين، 25 نقطة أساس في كل مرة، أو أقل من ذلك على مدار العام المقبل.
والتوقعات الرسمية للفائدة هي توقعات تُبنى على أساس تصويت تجريه الجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة بمشاركة 19 عضوًا، هم كامل هيئة اللجنة، على توقعات المستويات المستقبلية للفائدة.