أعرب مسؤول بمجلس الاحتياطي الفيدرالي يوم الاثنين عن تفاؤله بشأن مسار الاقتصاد الأمريكي، مؤكدًا أن البلاد لا تزال على المسار الصحيح لتحقيق هدف التضخم طويل الأجل البالغ 2%، رغم الارتفاع الأخير في ضغوط الأسعار.
بدأ الاحتياطي الفيدرالي جهدًا مكثفًا للسيطرة على التضخم، الذي ارتفع إلى أعلى مستوياته منذ عقود بعد جائحة كوفيد-19. لتحقيق ذلك، نفذ البنك المركزي سلسلة من الزيادات الحادة في أسعار الفائدة، بلغت ذروتها في معدل الفائدة الفيدرالية بين 5.25% و5.50% في يوليو 2023.
ومع ذلك، مع بدء التضخم في التراجع، غير الاحتياطي الفيدرالي موقفه، وبدأ في تخفيف السياسة النقدية تدريجيًا. أدى هذا التحول إلى تكهنات حول إمكانية خفض أسعار الفائدة بشكل أكبر في الأشهر المقبلة.
في حين أظهر الاقتصاد الأمريكي مرونة ملحوظة، مع نمو قوي في الوظائف وتوسع اقتصادي مستمر، أثبت التضخم أنه أكثر استمرارية مما كان متوقعًا في البداية. أثارت استمرارية ارتفاع الأسعار، خاصة في قطاعات الإسكان والخدمات، قلق صانعي السياسات والمشاركين في السوق على حد سواء.
وأقر رئيس الاحتياطي الفيدرالي في أتلانتا، رافائيل بوستيك، بـ “التقلبات” الأخيرة في مسار التضخم، لكنه أكد أن الاتجاه الأساسي لا يزال نحو الانخفاض. وأعرب عن ثقته في أن إجراءات السياسة النقدية للاحتياطي الفيدرالي، إلى جانب التعديلات الاقتصادية المستمرة، ستؤدي في النهاية إلى عودة الاستقرار السعري، وقال بوستيك: “أعتقد أن التضخم لا يزال على مسار، وإن كان متقلبًا، نحو هدف اللجنة البالغ 2%”. وأضاف: “لا أرى أن التقلبات الأخيرة علامة على أن التقدم نحو الاستقرار السعري قد توقف تمامًا”.
حاليًا، تسعر الأسواق المالية احتمالية عالية لخفض آخر في أسعار الفائدة بمقدار ربع نقطة في وقت لاحق من هذا الشهر، مما سيجعل معدل الفائدة الأساسي بين 4.25% و4.50%. ومع ذلك، لا يزال توقيت وحجم تخفيضات الفائدة المستقبلية غير مؤكد، حيث يقيم الاحتياطي الفيدرالي بعناية البيانات الاقتصادية الواردة وضغوط التضخم المتطورة.
اقترح بوستيك أن يتبنى الاحتياطي الفيدرالي الآن موقفًا أكثر حيادية في السياسة النقدية، لا يحفز ولا يقيد النشاط الاقتصادي. وأشار إلى أن الاقتصاد الأمريكي في وضع “عام” قوي، وأن نهجًا أكثر توازنًا مطلوب لضمان انتعاش اقتصادي مستدام.
بينما يتنقل الاحتياطي الفيدرالي في هذا المشهد الاقتصادي المعقد، سيحتاج صانعو السياسات إلى تحقيق توازن دقيق بين معالجة مخاوف التضخم ودعم النمو الاقتصادي. لا يزال الطريق أمامنا غير مؤكد، لكن التزام البنك المركزي بالاستقرار السعري وقدرته على معايرة السياسة النقدية بفعالية سيكونان حاسمين في تحديد النتيجة النهائية.
نور تريندز / مستجدات أسواق / تغطية لأسواق العملات / بوستيك: مسار التضخم في الولايات المتحدة لا يزال ثابتًا رغم الارتفاع الأخير
كلمات دلاليةالفيدرالي
تحقق أيضا
اليورو يتعافى على حساب الدولار الأمريكي
تمكن اليورو من تعويض بع الخسائر التي تكبدها في يوم التداول الأول من الأسبوع الجاري …