كان تصاعد التوترات في الشرق الأوسط وسط استمرار تحول الصراع بين إسرائيل وحزب الله إلى اجتياح بري إسرائيلي لجنوب لبنان بالإضافة إلى دفعة من بيانات التوظيف الأولية هي المحركات الأقوى على الإطلاق للسوق على مدار الثلاثاء.
وتصاعدت حدة التوترات في الشرق الأوسط وسط الصراع المستمر بين إسرائيل وحزب الله اللبناني بعد ظهور تقارير أشارت إلى اجتياح بري إسرائيلي لجنوب لبنان وسط استمرار الغارات الجوية الإسرائيلية على المنطقة وإعلان الحرس الثوري الإيراني استهداف قواعد عسكرية داخل إسرائيل بصواريخه.
جاء ذلك بعد أيام قليلة من اغتيال الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله جراء غارة جوية، وهو ما جاء في إطار تصعيد إسرائيلي ضد الجماعة يستمر في الفترة الأخيرة بعد حوالي عام من الاشتباكات بين القوتين في المنطقة الحدودية بين البلدين، تحديدًا منذ هجوم حركة حماس الفلسطينية على أهداف داخل إسرائيل في أكتوبر 2023 فيما يُعرف إعلاميا بعملية “طوفان الأقصى”.
قالت إسرائيل إنها شنت غزواً برياً في جنوب لبنان ضد جماعة حزب الله المسلحة، مما يمثل تصعيداً كبيراً جديداً في الصراع الطويل الدائر بين القوتين، مما يهدد بنشوب حرب إقليمية واسعة النطاق في المنطقة.
وأكد جيش إسرائيل أن قواته تنفذ مداهمات “محدودة” في القرى القريبة من الحدود، فيما واصلت الطائرات شن غارات جوية مكثفة على جميع أنحاء لبنان.
يأتي ذلك بعد أسابيع من الضربات العنيفة التي وجهتها إسرائيل للتنظيم العسكري والسياسي الإسلامي الشيعي المدعوم من إيران، بما في ذلك مقتل زعيمها حسن نصر الله.
وشنت إسرائيل هجومها بعد ما يقرب من عام من الأعمال العدائية عبر الحدود بسبب الحرب في غزة، قائلة إنها تريد ضمان العودة الآمنة لسكان المناطق الحدودية الذين نزحوا بسبب هجمات حزب الله.
وعلى الرغم من ضعف حزب الله، لا يزال التنظيم صامداً في وجه تلك الضربات. كما يصر على مواصلة إطلاق وابل من الصواريخ على شمال إسرائيل بين الحين والآخر، معلناً استعداده للمعركة القادمة.
بيانات التوظيف
وتراجع مكون التوظيف في مؤشر مديري المشتريات التصنيعي الأمريكي الصادر عن معهد دراسات الإمدادات (ISM) إلى 43.9 نقطة في سبتمبر الماضي مقابل القراءة السابقة التي سجلت 46 نقطة، وهو ما جاء أقل من توقعات الأسواق التي أشارت إلى47 نقطة.
كما ارتفع مؤشر فرص العمل JOLTS إلى 8.04 مليون فرصة عمل في أغسطس الماضي مقابل القراءة السابقة التي سجلت 7.711 مليون فرصة عمل، وهو ما جاء أدنى من توقعات الأسواق التي أشارت إلى 7.655 مليون فرصة عمل.
وانخفض مؤشر مديري المشتريات التصنيعي الأمريكي الصادر عن معهد دراسات الإمدادات (ISM) إلى 47.2 نقطة في سبتمبر الماضي مقابل القراءة السابقة التي سجلت نفس الرقم، وهو ما جاء أقل من توقعات الأسواق التي أشارت إلى 47.5 نقطة.
وحققت قراءة مؤشر الإنفاق على القطاع الإنشائي في الولايات المتحدة إلى 0.1-% مقابل القراءة السابقة التي سجلت هبوطًا بواقع 0.5-%، وهو ما جاء أقل من توقعات الأسواق التي أشارت إلى 0.1%.
رد فعل الأسواق
استمر الدولار الأمريكي في الصعود منذ مستهل التعاملات اليومية الثلاثاء بدفعة من تحسن أوضاع سوق العمل في الولايات المتحدة عكسته بعض البيانات الصادرة في المفكرة الاقتصادية. كما استفادت العملة الأمريكية من بعض التطورات السلبية على صعيد الاقتصاد، إذ تراجعت قراءات النشاط التصنيعي في البلاد.
وارتفع مؤشر الدولار، الذي يقيس أداء العملة الأمريكية مقابل سلة العملات الرئيسية، إلى 101.23 نقطة مقابل الإغلاق اليومي الماضي الذي سجل 100.78 نقطة. وسجل أدنى مستوى للمؤشر على مدار يوم التداول الجاري 100.70 نقطة مقابل أعلى المستويات الذي سجل 101.31 نقطة.
ونظرًا للإقبال على شراء السندات الأمريكية السيادية، بدأت عائدات سندات الخزانة المعيارية رحلة هبوط جديدة بسبب وجود علاقة عكسية بين قيمة وعائدات هذا النوع من الأوراق المالية تتحقق في أغلب الأحيان أثناء تعاملات السوق.
وازداد الإقبال على أصول الملاذ الآمن بصفة عامة، من بينها السندات الحكومية الأمريكية، منذ مستهل التعاملات اليومية الثلاثاء بسبب تصاعد التوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط علاوة على ظهور بيانات اقتصادية ألقت الضوء على تحسن في أوضاع سوق العمل الأمريكية.
وتراجعت عائدات سندات الخزانة الأمريكية لأجل عشر سنوات إلى 3.744% مقابل الإغلاق اليومي الماضي الذي سجل 3.787%. وارتفعت العائدات إلى أعلى مستوى لها في الجلسة الحالية عند 3.794% مقابل أدنى المستويات الذي سجل 3.690%.
وهبط داو جونز الصناعي بحوالي من 320 نقطة أو 0.8%، مستقراً في نهاية الجلسة الثانية من أسبوع التداول الجديد عند 42005 نقطة مع تراجع مؤشر ستاندردز آند بورس500 إلى 5686 نقطة بعد أن تعرض لخسائر بحوالي 74 نقطة أو 1.4%. كما هبط مؤشر ناسداك للصناعات التكنولوجية الثقيلة إلى 17800 نقطة بعد أن تراجع بحوالي 400 نقطة أو 2.2%.
وطالت موجة الهبوط الأسهم الأوروبية أيضًا، إذ تراجع مؤشر ستوكس يوروب600 إلى 520 نقطة بعد أن خسر أكثر من نقطتين أو 0.4%. كما هبط مؤشر داكس30 الألماني إلى 19213 نقطة بعد أن تراجع بحوالي 111 نقطة أو 0.9%.
كما هبطت مؤشرات كاك40 للبورصة الفرنسية، وفوتسي ميلانو للبورصة الإيطالية، وإيبيكس35 لبورصة إسبانيا إلى 7574 نقطة، و33771 نقطة، و11673 نقطة، مما يشير إلى خسائر بحوالي 0.9%، و1.00%، و1.8% على الترتيب.
النفط هو الرابح الأكبر
تواصل العقود الآجلة للنفط الصعود بقوة مستفيدة من زيادة حدة التوترات في الشرق الأوسط وسط الصراع المستمر بين إسرائيل وحزب الله اللبناني بعد ظهور تقارير أشارت إلى اجتياح بري إسرائيلي لجنوب لبنان وسط استمرار الغارات الجوية الإسرائيلية على المنطقة وإعلان الحرس الثوري الإيراني استهداف قواعد عسكرية داخل إسرائيل بصواريخه.
وارتفعت العقود الآجلة للنفط إلى 70.52 دولار للبرميل مقابل الإغلاق اليومي الماضي الذي سجل 68.23 دولار للبرميل. وهبطت عقود الخام الأمريكي إلى أدنى مستوى لها في يوم التداول الجاري عند 71.90 دولار مقابل أدنى المستويات الذي سجل 66.31 دولار.
وبلغ ارتفاع النفط حوالي 3.5% في جلسة الثلاثاء بدفعة من التوترات في الشرق الأوسط التي تحمل بين طياتها مخاوف حيال إمكانية تعرض إمدادات النفط من دول الشرق الأوسط إلى خارج المنطقة لاضطرابات بسبب الحرب.