نور تريندز / التقارير الاقتصادية / ماذا نتوقع لبيانات التوظيف الأمريكية عن شهر أغسطس 2024؟
التوظيف
التوظيف

ماذا نتوقع لبيانات التوظيف الأمريكية عن شهر أغسطس 2024؟

تصدر في وقت لاحق اليوم الجمعة بيانات التوظيف الأمريكية الأهم على مدار الشهر وسط توقعات بتراجع كبير في نمو الوظائف في الولايات المتحدة مع ثبات في معدل البطالة إضافة إلى تراجع محدود في نمو الأجور،

وفي الجمعة الأولى من كل شهر تصدر بيانات التوظيف، في مقدمتها مؤشر التغير في توظيف القطاعات غير الزراعية الأمريكية، والذي يضبط إيقاع الأسواق على مدار الشهر بعد أن يلقي الضوء على أوضاع سوق العمل الأمريكي الذي يرسم صورة واضحة لأداء أكبر اقتصادات العالم.

وتكمن أهمية بيانات التوظيف الأمريكية أيضا في أنها ليست فقط البيانات التي تحدد مدى قوة أداء الاقتصاد الأمريكي، لكنها أيضا البيانات التي تلقي الضوء على واحدة من مهمتين أساسيتين على الفيدرالي إنجازهما بنجاح من أجل تعزيز أداء الاقتصاد الأمريكي؛ هما استقرار الأسعار وتحقيق الحد الأقصى للتوظيف في البلاد.

وتشير أغلب التوقعات في الأسواق إلى إمكانية إضافة الاقتصاد الأمريكي 160000 وظيفة في أغسطس الماضي مقابل القراءة السابقة التي سجلت 114000 وظيف.

كما تشير التوقعات إلى إمكانية ارتفاع نمو الأجور على أساس شهري وسنوي بواقع 0.3% و3.7% مقابل 0.2% و3.6% على الترتيب.

الفيدرالي وسوق العمل

رجحت نتائج اجتماع يوليو الماضي لبنك الاحتياطي الفيدرالي، التي صدرت عن البنك المركزي الأربعاء الماضي، كفة خفض الفائدة في اجتماع اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة، مما من شأنه أن يضعف موقف الدولار الأمريكي بين الأصول مرتفعة العائد ويزيد الإقبال على الذهب.

أشارت نتائج اجتماع الفيدرالي الصادرة الأربعاء إلى أن هناك إمكانية لبدء البنك المركزي خفض الفائدة في اجتماع سبتمبر المقبل.

واكدت أن “الأغلبية العظمى من المشاركين في الاجتماع الذي انعقد في 30 و31 يوليو الماضي رأوا أنه حال استمرار البيانات في إظهار توافق مع توقعات الأسواق، قد يكون من المناسب أن يبدأ البنك المركزي التحول إلى التيسير  الكمي في الاجتماع المقبل”، وفقًا لملخص محضر اجتماع يوليو للجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة.

يأتي ذلك بينما تسود الأسواق توقعات بأن هناك خفض للفائدة في سبتمبر المقبل، الذي من شأنه أن يكون الخفض الأول منذ بدء الفيدرالي رفع الفائدة استجابة للارتفاعات الهائلة في التضخم الأمريكي في وقت الوباء.

وبينما صوت جميع الحضور في الاجتماع على الإبقاء على معدل الفائدة الفيدرالية دون تغيير، ظهر ميل واضح بين المشاركين إلى البدء في خفض الفائدة في اجتماع يوليو الماضي، وهو الميل الذي ظهر في حديث عدد غير محدد من أعضاء اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة، وذلك بدلا من الانتظار حتى سبتمبر المقبل.

كما تضمن حديث جيروم باول أمام منتدى جاكسون هول الجمعة الماضية أقوى إشارة إلى خفض الفائدة في الاجتماع المقبل للحنة الفيدرالية للسوق المفتوحة استنادًا إلى التراجع الملحوظ في قراءات التضخم الأمريكي والتدهور في أوضاع سوق العمل في الولايات المتحدة.

وقال باول: “تلاشى خطر ارتفاع التضخم تماماً تزامنًا مع ارتفاع خطر المزيد من التدهور في أوضاع سوق العمل”، وذلك أثناء حديثه أمام منتدى جاكسون هول الذي يضم كبار صناع السياسة النقدية والسياسات المالية والاقتصادية حول العالم.

وأضاف رئيس البنك المركزي، في أوضح إِشارة إلى تحويل مسار السياسة النقدية إلى التيسير الكمي: “حان الوقت لإعادة توجيه السياسة النقدية، وأصبح مسار الرحلة واضحًا”.

وجاءت هذه التصريحات لتعبد الطريق أمام البنك المركزي ليتجه إلى أول خفض للفائدة بعد رحلة طويلة استمر خلالها في رفع الفائدة لمكافحة الارتفاعات الحادة في معدلات التضخم في الولايات المتحدة.

ويشير ما سبق من تصريحات رئيس البنك المركزي وما تحمله فقرات بيان الفائدة الصادر عن اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة إلى ما يرجح أن الأوضاع الاقتصادية باتت مواتية للبدء في خفض الفائدة.

سيناريوهات بيانات التوظيف

نتوقع اثنين من السيناريوهات المتوقعة لبيانات التوظيف الأمريكية؛ أحدهما إيجابي بينما يشير الآخر إلى احتمالات سلبية البيانات الأمريكية الأهم على مدار الشهر.

وتستند تلك السيناريوهات إلى عدد من مؤشرات التوظيف الأولية التي من خلالها نستطيع رسم صورة واضحة لما قد تكون عليه بيانات التوظيف الأمريكية.

السيناريو الإيجابي

يدعم سيناريو تحسن بيانات التوظيف الأمريكية بعض المؤشرات الأولية التي نشير إليها فيما يلي

ارتفع مكون التوظيف في مؤشر مديري المشتريات التصنيعي الأمريكي الصادر عن معهد دراسات الإمدادات إلى 46.00 نقطة في إبريل الماضي مقابل القراءة السابقة التي سجلت 43.4 نقطة.

وانخفضت قراءة مؤشر مطالبات إعانات البطالة الأسبوعية في الولايات المتحدة في الأسبوع المنتهي في 30 أغسطس الماضي إلى 227000 مطالبة مقابل 232000 الرقم الذي سُجل الأسبوع السابق، وهو ما جاء أدنى من توقعات الأسواق التي أشارت إلى إمكانية الارتفاع إلى 230000 مطالبة.

وهبط إجمالي عدد المستفيدين من إعانات البطالة الأمريكية إلى 1.838 مليون مستفيدًا في الأسبوع المنتهي في 23 أغسطس الماضي مقابل قراءة الأسبوع السابق التي سجلت 1.860 مليون مستفيدًا.

وتراجع متوسط مطالبات العاطلين عن العمل لمدة 4 أسابيع في الأسبوع المنتهي في الأسبوع المنتهي في 30 أغسطس الماضي إلى 230000 مطالبة مقابل المتوسط السابق الذي سجل 231750 مطالبة.   

السيناريو السلبي

ارتفع مكون التوظيف في مؤشر مديري المشتريات الخدمي الأمريكي الصادر عن معهد دراسات الإمدادات إلى 50.2 نقطة في إبريل الماضي مقابل القراءة السابقة التي سجلت 51,1 نقطة.

وارتفع مؤشر تشالنجر لإلغاء الوظائف في الولايات المتحدة إلى 75891 وظيفة تم إلغاؤها في إبريل الماضي مقابل القراءة السابقة التي سجلت إلغاء 25885 وظيفة الشهر السابق.

وسجلت قراءة مؤشر التغير في توظيف القطاعات غير الزراعية في الولايات المتحدة، الصادر عن إدارة المعالجة الإلكترونية للبيانات (ADP)، ارتفاعًا 99000 وظيفة في أغسطس الماضي مقابل القراءة السابقة التي سجلت 111000 وظيفة، وهو ما جاء أدنى من توقعات الأسواق التي أشارت إلى 145000 وظيفة.

وهبط مؤشر فرص العمل JOLTS إلى 7.673 مليون فرصة عمل في يوليو الماضي مقابل القراءة السابقة التي سجلت 7.910 مليون فرصة عمل، وهو ما جاء أدنى من توقعات الأسواق التي أشارت إلى 8.100 مليون فرصة عمل.

وارتفع مؤشر ثقة المستهلك الصادر عن جامعة ميتشيجان الأمريكية إلى 67.9  نقطة في أغسطس الماضي مقابل القراءة السابقة التي سجلت 67.8 نقطة، وهو ما جاء أدنى من توقعات الأسواق التي أِشارت إلى 68.00 نقطة.

وبسيطرة السيناريو السلبي على المشهد، قد يؤدي التراجع في بيانات التوظيف الأمريكية الذي تشير إليه التوقعات إلى أن يرى الفيدرالي أنه نجح إلى حدٍ كبيرٍ في إحراز تقدم على صعيد المعركة ضد التضخم، مما قد يثير التفاؤل في الأسواق ويعمل لصالح أصول المخاطرة. على الجانب الآخر، قد تستمر أصول المخاطرة والدولار في التأثر سلبًا حال إظهار البيانات المزيد من تدهور أوضاع سوق العمل، وهو الاتجاه الحالي الذي تتخذه الأسواق منذ افتتاح تعاملات هذا الأسبوع.

وحال مخالفة نمو الوظائف التوقعات بارتفاع يتجاوز مستوى التوقعات، قد نرى تعافيا للدولار الأمريكي على حساب الذهب مع إمكانية تعافي محدود للأسهم الأمريكية.

تحقق أيضا

النفط

عوامل قد تؤدي إلى المزيد من هبوط أسعار النفط

ظهرت بعض العوامل في أسواق النفط العالمية من شأنها أن تؤجج هبوط الأسعار في الفترة …