نور تريندز / التقارير الاقتصادية / ماذا وراء هبوط البيتكوين المفاجئ؟ وكيف أثر في بقية العملات المشفرة؟
البيتكوين
البيتكوين

ماذا وراء هبوط البيتكوين المفاجئ؟ وكيف أثر في بقية العملات المشفرة؟

تعرضت البيتكوين في الفترة الأخيرة لتقلبات حادة في جعل سعرها في نطاق يمتد من 60000 دولار إلى 65000 دولار للوحدة، وهو ما أثر على العملات المشفرة الأقل قيمة وأهمية منها. كما تم تداول عملة “بي إن بي” المشفرة في نطاق تداول بين 460 دولار و635 دولار للوحدة مع وجود الدعم في منطقة 460 – 495 دولار.

كما واجهت عملتا السولانا والريبل تراجعًا ملحوظًا في الفترة الأخيرة مع وجود مستويات دعم ومقاومة للعملتين عند مستويات تشير إلى أن التداول عليهما لا يزال في نطاق تداول ضيق، وهو ما يعرضهما لضغوط قوية في الاتجاه الهابط.

وبينما لا تزال هناك تساؤلات ظهرت على السطح في الأيام القليلة الماضية عن السر وراء ارتفاع البيتكوين إلى 65000 دولار وهبوطها مرة ثانية إلى مستوى 60000 دولار للوحدة، أثر هذا الهبوط أيضًا على العملات المشفرة الأقل حجماً، من بينها السولانا و”البي إن بي”، والريبل، خاصة بعد أن كسرت العملة المشفرة الأوسع انتشارًا حول العالم الدعم عند 60000 دولار.  

لماذا هبطت البيتكوين؟

توافرت في الأسواق عدة عوامل تكافت فيما بينها لتدفع بالبيتكوين في الاتجاه الهابط؛ أبرزها أن ولاية تكساس الأمريكية أعربت عن قلقها حيال زيادة الطلب على الكهرباء بسبب نشاط التعدين في البيتكوين. وحذر مجلس الاعتمادية الكهربائية في تكساس من ارتفاع الطلب على الكهرباء بسبب التعدين في البيتكوين، متوقعًا وصول معدل الحالي إلى ضعف ما هو عليه في الوقت الراهن في 2030.

وأرجع المجلس هذه الزيادة المتوقعة في الطلب إلى زيادة عدد سكان الولاية الأمريكية، والتقلبات الحادة في درجات الحرارة هناك أثناء أشهر فصلي الصيف والشتاء، والزيادة الدرامية في أعداد مراكز البيانات المخصصة لخدمات تشغيل الذكاء الاصطناعي، علاوة على ازدهار نشاط التعدين في البيتكوين في الولايات التي باتت معروفة بأنها وجهة لهذا النشاط.  

هروب من صناديق البيتكوين

كما شهدت صناديق الاستثمار المتداولة بالعقود الفورية للبيتكوين خروج تدفقات كبيرة من الأموال في 27 أغسطس الجاري، وهو ما جاء بعد أسبوعين من توالي دخول تدفقات مالية إلى هذه الصناديق لأسبوعين متتالين. وتقدر التدفقات التي خرجت من صناديق الاستثمار المتداولة 127 مليون دولار في يوم واحد، مما يشير إلى تسجيل التدفقات أرقامًا سالبة للمرة الأولى في فترة طويلة.

ولم يسجل صندوق استثمار “بلاكروك آيشير” المتداول بالعقود الفورية للبيتكوين دخول أو خروج أي تدفقات مالية في 27 أغسطس 2024 مثله مثل صندوق “فيديليتي”. في نفس الوقت، كان صندوق استثمار “ARK” هو صاحب النصيب الأكبر من التدفقات الخارجة التي بلغت في نفس اليوم 102 مليون دولار في حين بلغت التدفقات التي خرجت من صندوق “بيتوايز” 6.8 مليون دولار.

الأسهم الأمريكية

منذ عدة أشهر، تزداد العلاقة الطردية بين البيتكوين ومؤشر ستاندردز آند بورس500 قوة لتتخذ العملة المشفرة الأوسع انتشارًا والأكبر من حيث حجم التعاملات نفس الاتجاه الذي يتخذه هذا المؤشر الرئيسي الهام من مؤشرات بورصة نيويورك. وتجلت هذه العلاقة، أو بالأحرى بلغت ذروة قوتها، منذ مارس الماضي عندما بدأت الأسهم الأمريكية في إظهار رد فعل إيجابي لزيادة فرص الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في الفوز بانتخابات الرئاسة الأمريكية.

وختمت مؤشرات البورصة في وول تعاملات الأربعاء في الاتجاه الهابط بسبب حالة ترقب لتقرير أرباح شركة “إن فيديا”، عملاق الشرائح الإلكترونية، التي تُعد معيارًا للأداء المالي لقطاع التكنولوجيا في الفترة الأخيرة.

ويرى المستثمرون في أسواق الأسهم الأمريكية أن الأداء المالي لـ “إن فيديا” من شأنه أن يلقي الضوء على الحالة العامة للأداء المالي لأكبر الشركات المسجلة في مؤشرات بورصة نيويورك، وهو ما يزيد من أهمية تقارير أرباح عملاق الشرائح الإلكترونية.

ويرى المستثمرون في أسواق الأسهم الأمريكية أن الأداء المالي لـ “إن فيديا” من شأنه أن يلقي الضوء على الحالة العامة للأداء المالي لأكبر الشركات المسجلة في مؤشرات بورصة نيويورك، وهو ما يزيد من أهمية تقارير أرباح عملاق الشرائح الإلكترونية.

وتراجع مؤشر داو جونز الصناعي، الذي حقق أعلى الارتفاعات في تاريخه في ختام جلسة الثلاثاء الماضي، بحوالي 0.3% في خين خسر ستاندردز آند بورس500 حوالي 0.6% من مستوى إغلاق الحلسة الماضية. لكن ناسداك للصناعات التكنولوجية الثقيلة كان الخاسر الأكبر في بورصة نيويورك، إذ تنازل عن 1.2% مقارنة بالإغلاق اليومي الماضي.

عملات أصغر حجمًا

أنهت عملة الريبل المشفرة تعاملات الخميس بهبوط إلى 0.5694 دولار للوحدة مقابل الإغلاق اليومي الماضي الذي سجل 0.5673، مما يشير إلى ارتفاع محدود قد يكون بداية لتحسن في حركة السعر. لكن هذا الارتفاع الذي بدأ بعد يوم من الهبوط يحمل بين طياته إشارة إلى أنه من الممكن أن يكون المستثمرون يشترون الريبل من مستويات منخفضة لتحقيق أرباح، وهو ما يرجح أن العملة كانت تعاني في الفترة الأخيرة من ضغط هبوط.

وطال الضغط الذي تسبب فيه هبوط البيتكوين عملة السولانا أيضًا، إذ ختمت تعاملات الخميس في الاتجاه الهابط 143.49 دولار للوحدة مقابل الإغلاق اليومي الماضي الذي سجل 146.81 دولار للوحدة.

كما ظهرت عمليات شراء من القاع لعملة بي إن بي المشفرة يقوم بها المستثمرون استغلالا للهبوط الذي أحدثه تراجع البيتكوين.

رغم ذلك، تعافت البيتكوين بافتتاح تعاملات الخميس بعد الهبوط الذي دفعها إلى كسر الدعم القوي عند 60000 دولار للوحدة في محاولة لاستعادة المستويات القوية التي كانت عليها قبل الهبوط.

تحقق أيضا

باول

باول: الأداء القوي للاقتصاد الأمريكي يساعد الفيدرالي في مهمته

قال جيروم باول، رئيس مجلس محافظي بنك الاحتياطي الفيدرالي، أثناء المشاركة في مؤتمر المنظور العالمي …