ظهرت دفعة هامة من بيانات التضخم الأمريكية الثلاثاء ألقت الضوء على تباطؤ نمو أسعار المنتجين في الولايات المتحدة، وهو ما أدى إلى تصاعد توقعات بأن الفيدرالي في طريقه إلى خفض الفائدة في وقت قريب، مما انعكس سلبًا على حركة سعر الدولار الأمريكي لصالح الذهب.
وكان المستفيد الأكبر من هذه البيانات هو الذهب الذي حقق ارتفاعًا بحوالي 1.8% في ختام تعاملات جلسة الثلاثاء، وذلك نظرًا للعلاقة العكسية بين الذهب والدولار الأمريكي.
وتجاوز الذهب حاجز المقاومة عند 2500 دولار للأونصة مع افتتاح التعاملات في وول ستريت بعد أن تراجعت العملة الأمريكية إلى حدٍ كبيرٍ متأثرة بتوقعات خفض الفائدة التي تصاعدت عقب ظهور دفعة من بيانات التضخم.
وارتفعت العقود الآجلة للذهب إلى 2513 دولار للأونصة الثلاثاء مقابل الإغلاق المسجل في الجلسة الماضية عند 2470 دولار للأونصة. وسجل المعدن النفيس أدنى مستوى له في الجلسة الحالية عند 2462 دولار مقابل أعلى المستويات الذي سجل 2513 دولار.
وهبط مؤشر الدولار، الذي يقيس أداء العملة الأمريكية مقابل سلة العملات الرئيسية، إلى 102.70 نقطة مقابل الإغلاق اليومي الماضي الذي سجل 103.14 نقطة. وارتفع المؤشر إلى أعلى مستوى له في يوم التداول الجاري عند 103.27 نقطة مقابل أدنى المستويات الذي سجل 102.70.
وسجلت القراءة الشهرية لمؤشر أسعار المنتجين الأمريكيين ارتفاعًا بـ0.1% في يوليو الماضي مقابل القراءة السابقة التي سجلت 0.2%، وهو ما جاء متوافقَا مع توقعات السوق التي أشارت إلى نفس الرقم.
وتراجعت القراءة السنوية للمؤشر أيضًا إلى 2.2% في يوليو الماضي مقابل القراءة السابقة التي سجلت ارتفاعًا بـ2.7%، وهو ما جاء أقل من توقعات السوق التي أشارت إلى ارتفاع بـ2.3%.
وأثارت هذه البيانات تفاؤلًا في الأسواق أدى إلى ارتفاع مستويات الأسهم الأمريكية تزامناً مع هبوط الدولار الأمريكي الذي ينتظر أن تتراجع العائدات عليه وعلى أصوله.
العائدات على الدولار الأمريكي
تراجعت عائدات سندات الخزانة الأمريكية في ختام تعاملات جلسة الثلاثاء متأثرة ببيانات التضخم الأمريكية التي ألقت الضوء على تراجع أسعار المنتجين في الولايات المتحدة، وفقا للتقارير الصادرة عن مكاتب إحصاء العمالة.
وهبطت العائدات على سندات الخزانة الأمريكية لأجل عشر سنوات إلى 3848% مقابل الإغلاق اليومي الماضي الذي سجل 3.908%. وارتفعت العائدات على السندات الحكومية إلى أعلى مستوى لها على مدار الجلسة الحالية عند 3.928% مقابل أدنى المستويات الذي سجل 3.847%.
وعززت بيانات التضخم الأمريكية توقعات بإمكانية خفض الفائدة من قبل بنك الاحتياطي الفيدرالي في اجتماع سبتمبر المقبل. وهناك علاقة عكسية بين توقعات خفض الفائدة وعائدات سندات الخزانة الأمريكية، مما أد إلى هبوط هذه العائدات بعد تصاعد التوقعات بخفض الفائدة.
بيانات هامة
تنتظر الأسواق الأسبوع المقبل دفعة جديدة من بيانات التضخم التي تظهر وسط توقعات بالمزيد من هبوط الأسعار في الولايات المتحدة. وهناك ثلاثة مؤشرات تظهر الأسبوع المقبل من شأنها أن تلقي الضوء على أوضاع المستهلك في الولايات المتحدة.
وتتضمن هذه المؤشرات أسعار المستهلكين الأمريكيين، ومؤشر تضخم أسعار الجملة في الولايات المتحدة. وتشير أعلب التوقعات التي تسود الأسواق إلى إمكانية استمرار تراجع مؤشر أسعار المستهلك، أهم المؤشرات الثلاثة التي تظهر في الأسبوع الجديد، ليسجل 3.00%.
ولا يقتصر الأمر فيما يتعلق بتوقعات خفض الفائدة على بيانات التضخم فقط، إذ أن هناك وجه آخر للتكليف الثنائي للفيدرالي إلى جانب بيانات التضخم؛ هو بيانات التوظيف التي تعكس أوضاع سوق العمل في الولايات المتحدة.
وألقت الدفعة الأحدث من هذه البيانات الضوء على تراجع في أوضاع سوق العمل في الولايات المتحدة، وهو ما يعزز توقعات اقتراب الفيدرالي من خفض الفائدة في الفترة المقبلة.
الفيدرالي والبيانات الاقتصادية
قال رافاييل بوستيك، رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في أطنطا، الاثنين إن “الموقف الحالي للسياسة النقدية تشديدي، وهو ما لا نريده أن يستمر إلى الأبد”.
وأضاف: “أعطتني بيانات التضخم التي ظهرت في الفترة الأخيرة المزيد من الثقة في إمكانية أن نعود إلى 2.00%، لكننا نحتاج إلى بعض البيانات”، مؤكدًا أنه لابد من ضمان أن الاتجاه الحالي للتضخم حقيقي.
وتابع: “أنا على استعداد لأن أنتظر الخفض الأول للفائدة، لكنه قادم. فإذا سار الاقتصاد كما أتوقع، فسوف يكون هناك خفض للفائدة في نهاية هذا العام”.
وأشار إلى أن معدل البطالة الأمريكية لا يزال عند مستويات منخفضة قياسية، مما يلقي الضوء على أن أوضاع سوق العمل لا تزال جيدة.
وقال بوستيك: “نحتاج إلى أن نتأكد من أننا لا نترك وراءنا سوق عمل بقلب نابض ليكون لدينا سوق بارد متجمد”.
وأضاف أن “اتصالاتي توفر لي معلومات عن أن هناك المزيد من تسريح العمالة وإلغاء الوظائف، وإذا استمر ذلك فسوف نكون في وضع أفضل”.