هل يستأنف الدولار الأسترالي الاتجاه الصاعد؟

نشر بنك كريديه أجريكول تقريرًا يتضمن توقعات حركة سعر الدولار الأسترالي في ضوء خطاب السياسة النقدية الذي جاء في بيان الفائدة وتصريحات رئيس مجلس محافظي بنك الاحتياطي الأسترالي عقب إعلان الإبقاء على الفائدة دون تغيير الأسبوع الماضي.

وفي إطار التقرير، ناقش كريديه أجريكول أثر الإبقاء على الفائدة دون تغيير من قبل بنك أستراليا وتفضيل صناع السياسات تفادي خفض الفائدة في اجتماع يونيو الجاري، مرجحا أن هذا القرار قد يأتي في صالح زوجي الأسترالي/ دولار والأسترالي/ نيوزيلندي من خلال عمليات شراء مكثفة للزوجين.

وأشار التقرير إلى أن القرار الذي أعلنه البنك المركزي الأسبوع الماضي أدى إلى تراجع التكهنات بخفض الفائدة في وقتٍ قريبٍ، بل “أدى أيضًا إلى أن يثمن البعض رفع مجتمل لمعدل الفائدة”، مرجحا أن “موقف كبير خبراء الاقتصاد ببنك نيوزيلندا من السياسة النقدية – الذي كان أقل دعمًا لرفع الفائدة – قد يؤدي إلى عمليات شراء مكثفة لزوج الأسترالي/ نيوزيلندي”.

خطاب داعم لتثبت الفائدة

أبقى بنك الاحتياطي الأسترالي على معدل الفائدة دون تغيير في اجتماع يونيو الجاري مع تبني البنك المركزي خطابًا داعمًا لرفع الفائدة، مما أدى تبدد التوقعات بخفض الفائدة هذا العام.

وكان ذلك أيضًا من بين العوامل التي أدت إلى إثارة تكهنات لدى المستثمرين الذين يركزون على الاستفادة من فروق الفائدة بأن البنك المركزي قد يلجأ إلى رفع الفائدة بدلًا من خفضها.

وتحدث التقرير أيضًا عن الأوضاع الاقتصادية في نيوزيلندا بهدف التدليل على إمكانية تراجع الدولار النيوزيلندي مقابل نظيره الأسترالي. وذكر أن الاقتصاد النيوزيلندي خرج من حالة ركود، “مع ذلك، كان محافظ البنك المركزي النيوزيلندي أقل دعمًا لرفع الفائدة أو الإبقاء عليها عند نفس المستويات الحالية، وهي اللغة التي أثرت كثيرًا في الأسواق”.

وكان رد فعل الأسواق حيال تلك التطورات على صعيد السياسة النقدية هو تفضيل المستثمرين في أسواق العملات شراء زوج الأسترالي/ نيوزيلندي مع اكتساب الدولار الأسترالي المزيد من القوة مقابل نظيره الأمريكي، خاصة عقب إصدار قراءات مبيعات التجزئة الأمريكية التي ألقت الضوء على تراجع في الإنفاق الاستهلاكي، مما أدى إلى استمرار الأسواق في تثمين خفض الفائدة من قبل بنك الاحتياطي الفيدرالي.

وسجلت مبيعات التجزئة الأمريكية ارتفاعًا بـ0.1% في مايو الماضي مقابل القراءة السابقة التي سجلت ارتفاعًا بـ0.2-%، وهو ما جاء أدنى من التوقعات التي أشارت إلى إمكانية تحقيق المبيعات ارتفاعًا أكبر بـ0.2%.

وتراجع قراءة مبيعات التجزئة الأمريكية باستثناء مبيعات السيارات إلى 0.1-% في مايو الماضي مقابل القراءة السابقة التي سجلت نفس الرقم، لكن ذلك جاء أدنى من توقعات الأسواق التي أشارت إلى إمكانية الارتفاع بـ0.2%.

التضخم الأمريكي

تناول التقرير أيضًا بيانات التضخم الأمريكية المنتظر إصدارها الجمعة المقبلة وما يمكن أن تحدث في حركة سعر الزوجيْن المعنييْن بهذا التحليل، قائلا: “سوف يكون إصدار بيانات نفقات الاستهلاك الشخصي حدثًا هاما تترقبه الأسواق” الجمعة المقبلة.

وأضاف: “من المتوقع أن يؤدي أي انخفاض في مستويات نفقات الاستهلاك الشخصي إلى توفير المزيد من زخم الصعود للدولاريْن الأسترالي والنيوزيلندي على حدٍ سواءٍ”.

وخلص تقرير كريديه أجريكول إلى أن البنك يدعم نظرة مستقبلية إيجابية لحركة سعر زوجي الأسترالي/ دولار والنيوزيلندي/ دولار استنادًا إلى موقف السياسة النقدية لبنك الاحتياطي الأسترالي، ورد فعل الأسواق للبيانات الاقتصادية الأمريكية، وتوقعات الفائدة الخاصة بالزوجين. ورجح البنك أيضًا أن بيانات نفقات الاستهلاك الشخصي قد تمثل اختبارًا صعبًا للزوجيْن.  

وأنهى الدولار الأمريكي تعاملات الثلاثاء في الاتجاه الصاعد بدفعة من تصريحات خرجت من أروقة الفيدرالي، إذ أكدت عضوة في مجلس محافظي الاحتياطي الفيدرالي أن الأمر فيما يتعلق بخفض الفائدة يتوقف على ما يستجد من تطورات على صعيد الاقتصاد الأمريكي.    

وقالت إحدى أعضاء مجلس محافظي بنك الاحتياطي الفيدرالي، الثلاثاء إن البنك المركزي على المسار المتجه إلى خفض الفائدة إذا توافق أداء الاقتصاد الأمريكي مع توقعاتها، لكنها لم تذكر أي تفاصيل عن توقعاتها للتوقيت الذي قد يتخذ في الفيدرالي هذا الإجراء.

وأضافت: “سياستنا النقدية في موقف جيد في الوقت الراهن لاتخاذ ما يلزم من إجراءات استجابة لأي تغيرات قد تطرأ على النظرة المستقبلية للاقتصاد”، مؤكدة أنه “مع إحراز تقدم كبير على صعيد خفض التضخم بينما تتراجع أوضاع سوق العمل تدريجيًا. وسوف يكون من الملائم في وقت ما أن نقلل مستوى السياسة النقدية (نخفض الفائدة) من أجل تحقيق التوازن الصحي اللازم لأداء الاقتصاد.

وأشارت إلى أن “توقيت هذا الإجراء سوف يعتمد على مدى ما يظهر الاقتصاد من تطورات وما تتضمنه هذه التطورات من إشارات إلى النظرة المستقبلية للاقتصاد وتوازن المخاطر”.

وارتفع مؤشر الدولار، الذي يقيس أداء العملة الأمريكية مقابل سلة العملات الرئيسية، إلى 105.61 نقطة مقابل الإغلاق اليومي الماضي الذي سجل 105.47 نقطة. وهبط المؤشر إلى أدنى مستوى له في يوم التداول الجاري عند 105.37 نقطة مقابل أدنى المستويات الذي سجل 105.78 نقطة.