وقف عدد من العوامل وراء الاتجاه الصاعد المستمر للدولار الأمريكي؛ أبرزها البيانات الاقتصادية، وتصريحات أعضاء مجلس محافظي البنك المركزي الأوروبي.
وبعد تلقي دفعة قوية في الاتجاه الصاعد في الأيام القليلة الماضية من تصاعد توقعات رفع الفائدة الأوروبية، واصل اليورو الصعود مقابل الدولار الأمريكي بدفعة من البيانات التي عززت توقعات برفع الفائدة في الاجتماع المقبل من البنك المركزي الأوروبي.
وجاءت البيانات الاقتصادية منقسمة إلى قسمين؛ الأول بيانات سلبية من شأنها أن تؤدي إلى ارتفاع اليورو، وهي بيانات التضخم التي كلما أظهرت ارتفاعا كلما تصاعدات توقعات رفع الفائدة الأوروبية التي تدفع بالعملة الأوروبية الموحدة في الاتجاه الصاعد.
كما تصب البيانات الإيجابية أيضا في صالح اليورو لأن العملة الأوروبية الموحدة تنتمي إلى فئة أصول المخاطرة التي تستفيد من الإيجابية في أسواق المال العالمية.
وأظهرت أحدث البيانات الصادرة عن مكتب الإحصاء الأوروبي الأربعاء ارتفاع مؤشر أسعار المستهلك لمنطقة اليورو بنسبة 9.1٪ في أغسطس مقابل 8.9٪ في يوليو. فيما كانت توقعات السوق مسجلة 9.0٪.
كما قفزت قراءة المؤشر بقيمته الأساسية، أي باستثناء أسعار الغذاء والطاقة، إلى 4.3٪ على أساس سنوي في أغسطس بالمقارنة مع التوقعات 4.1٪ و 4.0٪ المسجلة في يوليو.
وعلى أساس شهري، تسارع مؤشر أسعار المستهلك لمنطقة اليورو إلى 0.5٪ في أغسطس مقابل 1.1٪ المتوقع و 0.1٪ سابقًا.
وارتفع اليورو/ دولار إلى 1.0064 مقابل الإغلاق اليومي الماضي الذي سجل 1.0015. وهبط الزوج إلى أدنى مستوى له في يوم التداول الجاري عند 0.9971 مقابل أعلى المستويات الذي سجل 1.0079.
وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، سجل مؤشر ثقة المستهلك النهائي لمنطقة اليورو -24.9 في أغسطس مقابل -24.9 المسجل سابقًا، وفقًا لأحدث البيانات الصادرة عن المفوضية الأوروبية. تطابقت البيانات مع توقعات السوق عند -24.9.
في غضون ذلك، انخفض مؤشر الثقة الاقتصادية للكتلة لشهر أغسطس إلى 97.6 مقابل 98.0 المتوقعة و 98.9 السابقة.
وتدهورت المعنويات في قطاع الصناعة مسجلة 1.2 نقطة من 3.4 في أغسطس وبالنسبة للخدمات، أكبر قطاع في الاقتصاد، فقد وصلت إلى 8.7 من 10.4 في يوليو.
أعضاء المركزي الأوروبي
وأظهر عدد من أعضاء مجلس محافظي المركزي الأوروبي في مقدمتهم كلاس نوت دعمهم لرفع الفائدة بـ 75 نقطة. وأكد نوت الثلاثاء الماضي أيضا على أن العودة إلى الأوضاع النقدية الطبيعية يُعد مرحلة أولى “ضرورية” بينما يرى أن تباطؤ الاقتصاد الذي يتوقع أن يشهده اقتصاد المنطقة الأوروبية في وقت لاحق من العام الجاري يُعد “حتميا”.
وقالت إيزابيل شنابل، عضوة مجلس محافظي البنك المركزي الأوروبي السبت الماضي إن “البنوك المركزية معرضة لخطر فقد ثقة الجمهور ولابد من أن تتحرك بقوة لمكافحة التضخم حتى ولو أدى ذلك إلى الزج بالاقتصادات إلى الركود”.
قال عضو مجلس إدارة البنك المركزي ورئيس البنك المركزي الألماني يواكيم ناجل الأربعاء إن البنك المركزي الأوروبي “يحتاج بشكل عاجل إلى التصرف بشكل حاسم الأسبوع المقبل”.
وأضاف ناجل “نحن بحاجة إلى زيادة قوية في سعر الفائدة في سبتمبر”.
وفي سياق منفصل، قال المستشار الألماني أولاف شولتز إن الحكومة ستقدم حزمة الإغاثة التالية قريبًا.
وعلى خلفية هذه التصريحات، لا يزال زوج اليورو/ الدولار الأمريكي تحت الضغط دون مستوى تعادل القيمة، منخفضًا بنسبة 0.18٪ خلال اليوم.
أزمة الطاقة
وظهر تطور إيجابي على صعيد أزمة الطاقة في أوروبا، إذ يتوقع على نطاق واسع أن يحقق الاتحاد الأوروبي هدف مخزونات الغاز الطبيعي قبل الموعد المحدد له بشهرين على الأقل وسط مخاوف نقص إمدادات الغاز الطبيعي الروسية.
وقالت شبكة بلومبرج الاقتصادية إن الاتحاد الأوروبي حقق 79.4% من هدف ملء خزانات الغاز الطبيعي في 27 أغسطس الجاري بينما كان يفترض أن يحقق التكتل 80% من هدف الملء في الأول من نوفمبر المقبل، وفقا لبيانات المخزونات الصادرة عن هيئة البُنى التحتية للغاز الطبيعي في أوروبا.
وأسرع الاتحاد الأوروبي من وتيرة الملء وسط مخاوف حيال تكرار ما حدث العام الماضي عندما أظهرت مخزونات الغاز الطبيعي هبوطا في أوروبا، خاصة في مستودعات ألمانيا التي تتحكم في ملأها شركة غازبروم الروسية للغاز الطبيعي.
وزادت دول أوروبا من وتيرة الملء بهدف التغلب على مخاوف تناقص الإمدادات الروسية والارتفاع المستمر في أسعار الطاقة على مستوى العالم.