نور تريندز أخبار وتحليل فني وأدوات تعليمية وتوصيات
بدأ الاحتياطي الفيدرالي رسميًا دورة التيسير النقدي، حيث خفض نطاق سعر الفائدة على الأموال الفيدرالية بمقدار 25 نقطة أساس ليصل إلى ما بين 4.00% و4.25%. هذه الخطوة، التي كانت متوقعة بالكامل من قبل الأسواق، تمثل تحولًا مهمًا في السياسة النقدية. ومع ذلك، لا تكمن القصة الحقيقية في القرار نفسه، بل في التوقعات الاقتصادية الجديدة التي أصدرها البنك، والتي تقدم لمحة عن رؤيته للسنوات القادمة.
التفويض المزدوج للفيدرالي ومسار المستقبل
أوضح رئيس الاحتياطي الفيدرالي، جيروم باول، خلال مؤتمره الصحفي، أن القرار يأتي في سياق اهتمام البنك بالجانبين من تفويضه المزدوج: استقرار الأسعار والوصول إلى أقصى حد من التوظيف. تُظهر البيانات الأخيرة صورة معقدة، فبينما تباطأت مكاسب الوظائف وارتفع معدل البطالة بشكل طفيف، إلا أنه لا يزال عند مستوى منخفض. في الوقت نفسه، عادت معدلات التضخم للارتفاع، لتظل “مرتفعة بعض الشيء”. هذا التوازن الدقيق يمثل تحديًا، حيث يسعى الفيدرالي لدعم الاقتصاد المتباطئ دون إثارة الضغوط التضخمية مرة أخرى.
ترسم التوقعات المحدثة للبنك صورة أوضح لنواياه. يتوقع المسؤولون الآن أن يصل نطاق سعر الفائدة على الأموال الفيدرالية إلى 3.6% بحلول نهاية عام 2025، وهو انخفاض ملحوظ عن التوقعات السابقة البالغة 3.9%. هذه النظرة الجديدة تشير إلى مسار تيسيري أكثر قوة، حيث توحي التوقعات بخفض إضافي بمقدار 50 نقطة أساس قبل نهاية العام.
آفاق منقسمة ورد فعل الأسواق
بالتعمق في التوقعات، يتضح وجود انقسام بين صناع السياسة. فـ”مخطط النقاط” المحدث يظهر أن غالبية المسؤولين – تسعة من أصل تسعة عشر – يعتقدون أن خفضين إضافيين مناسبان لعام 2025، بينما يرى اثنان فقط خفضًا واحدًا، ويقترح ستة مسؤولين عدم إجراء أي تخفيضات إضافية على الإطلاق. هذا التباين يسلط الضوء على النقاش الداخلي المستمر داخل الفيدرالي حول الوتيرة المناسبة للتيسير وموازنة المخاطر الاقتصادية.
في أعقاب الإعلان، كان رد فعل السوق فوريًا. شهد الدولار الأمريكي عمليات بيع حادة، مما أدى إلى تراجع مؤشر الدولار الأمريكي (DXY) إلى مستويات جديدة. يشير هذا التفاعل إلى أن الأسواق فسرت توقعات الفيدرالي على أنها أكثر تيسيرية مما كان متوقعًا، مما يمهد الطريق لتقلبات في قيمة الدولار، وقد يؤثر على الأصول الأخرى.
جيروم باول
