نور تريندز / التقارير الاقتصادية / هل تمهد أرباح القطاع المالي لحالة من الركود؟
الاقتصاد العالمي، كورونا، الركود

هل تمهد أرباح القطاع المالي لحالة من الركود؟

استهل موسم الأرباح أعماله بالنتائج المالية للقطاع المالي الذي  يُعد الأهم بين القطاعات الاقتصادية المختلفة وأحد أهم ركائز الاقتصاد الأمريكي.

وحتى الآن، تظل أغلب المجموعات المالية والمصرفية الأمريكية في الجانب الآمن بعد أن حقق أغلبها أرباحا تفوق توقعات الأسواق.

كما حققت تلك الشركات ومجموعات الأعمال العاملة في القطاع المالي والمصرفي إيرادات فاق أغلبها توقعات الأسواق في الربع الثاني من العام الجاري.

لكن من الملاحظ أنه رغم تجاوز الأرباح توقعات السوق، أن تلك المجموعات المالية العملاقة تعرضت لهبوط في مستويات الأرباح ربع السنوية في نهاية يونيو 2022 لتراجع حاد مقارنة بالأرباح التي تحققت في نفس الفترة من العام الماضي.

ويحمل تراجع الأرباح على أساس سنوي رسالة غير مباشرة للأسواق، والتي قد تتضمن إشارات إلى أن الاقتصاد العالمي يقترب من حافة الركود.

ومن الملاحظ في توقعات الأسواق أنها تعكس كيف أن المستثمرين والشركات تفادوا المبالغة فيما يأملون تحقيقه من أرباح ومكاسب وسط بيئة اقتصادية تتسم بارتفاعات حادة في معدل التضخم في دول الاقتصادات الرئيسية.

وبالفعل بدأت النتائج المالية في الظهور لتعكس تجاوز أرباح وإيرادات أغلب الشركات توقعات الأسواق، لكنها لا تزال تشير إلى تراجع في الأرباح مقارنة بالمستويات التي تحققت في نفس الفترة من العام الماضي.

ونرجح أن التراجع في الأرباح والإيرادات مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي قد يكون السمة المميزة لتقارير الأرباح التي تظهر عن أداء الشركات في الربع الثاني من 2022.

ويأتي هذا التراجع نتيجة لتوافر بيئة غير صديقة لنمو الشركات بعد أن بدأت البنوك المركزية الرئيسية، في مقدمتها الفيدرالي، في رفع الفائدة، مما يؤدي إلى ارتفاع تكلفة الاقتراض ومن ثم الحد من قدرة الشركات عليه بينما كانت تعتمد على القروض في تحقيق المزيد من النمو.

ومن الطبيعي أن يؤدي تراجع نشاط الاقتراض إلى تراجع نمو الشركات، وهو ما قد يؤدي إلى تباطؤ اقتصادي يتحول إلى ركود بمرور الوقت.

جيه بي مورجان

قال بنك جيه بي مورجان تشيس اليوم الخميس الماضي إن أرباح الربع الثاني تراجعت مع قيام البنك ببناء احتياطيات للقروض المعدومة بمقدار 428 مليون دولار.

فقد سجلت أرباح البنك 2.76 دولار للسهم، وكان التقدير وفقًا لرفينيتيف 2.88 دولارًا للسهم. وسجلت الإيرادات 31.63 مليار دولار، مقابل 31.95 مليار دولار المتوقعة.

وعليه، ستتم مراقبة بنك جيه بي مورجان، وهو أكبر بنك أمريكي من حيث الأصول، عن كثب بحثًا عن أدلة حول أداء الصناعة المصرفية خلال ربع العام الذي تميز باتجاهات متضاربة.

مورجان ستانلي

أصدرت مجموعة مورجان ستانلي المالية الجمعة الماضية تقارير الأداء المالي للربع الثاني من العام الجاري التي ألقت الضوء على أن أرباح الشركة لم تتمكن من تحقيق المستويات التي أشارت إليها توقعات السوق. 

وقالت مورجان ستانلي إنها حققت أرباحا سحلت 2.5 مليار دولار أو 1.39 دولار للسهم الواحد في الربع الثاني من 2022 مقابل أرباح نفس الفترة من العام الماضي التي سجلت 3.51 مليار دولار أو 1.85 دولار للسهم الواحد. 

وجاءت أرباح المجموعة العملاقة دون توقعات الأسواق التي أشارت إلى 153 دولار للسهم الواحد. كما ارتفع عائد الشركة إلى 13.13 مليار دولار مقابل توقعات السوق التي أشارت إلى أرقام أعلى عند 13.48 مليار دولار. وتراجع العائد أيضا مقارنة بالمستويات التي تحققت في نفس الفترة من العام الماضي التي سجلت 14.8 مليار دولار.

بانك أوف أميركا

سجلت أرباح بنك أوف أمريكا الاثنين انخفاضًا بنسبة 34 ٪ تقريبًا في أرباح الربع الثاني اليوم الإثنين، متأثرًا بتراجع عائدات الخدمات المصرفية الاستثمارية حيث كان نشاط إبرام الصفقات أقل من المستويات القياسية للعام الماضي.

وانخفضت أسهم بنك أوف أمريكا، التي تراجعت بنحو 28٪ حتى الآن هذا العام، بنسبة 1.2٪ في تداول ما قبل السوق.

في نفس السياق، قفز صافي دخل الفوائد لبنك أمريكا، وهو مقياس يقيس الفرق بين الفائدة المكتسبة على القروض والمبلغ المدفوع على الودائع، بنسبة 22٪، أو 2.2 مليار دولار، إلى 12.4 مليار دولار.

جولدمان ساكس

تفوقت أرباح بنك جولدمان ساكس على توقعات المحللين على خلفية نتائج تداول السندات بشكل قوي وصعود الأسهم بنسبة 4٪.

فقد بلغت أرباحه 7.73 دولار أمريكي للسهم مقابل 6.58 دولار أمريكي للسهم، وفقًا لتقديرات Refinitiv. فيما سجلت الإيرادات 11.86 مليار دولار مقابل 10.86 مليار دولار.

وانخفضت أرباح الربع الثاني بنسبة 48٪ إلى 2.79 مليار دولار، أو 7.73 دولار للسهم، مدفوعة بانخفاض إيرادات الصناعة المصرفية. ومع ذلك، كانت النتائج أعلى بأكثر من دولار واحد من متوسط ​​تقديرات المحللين التي أوردتها Refinitiv.

وتراجعت الإيرادات بنسبة 23٪ لتصل إلى 11.86 مليار دولار، بزيادة قدرها مليار دولار عن تقديرات المحللين.

سيتي جروب

أعلنت مجموعة سيتي جروب المالية نتائج الأداء المالي التي حققتها في الربع الثاني من 2022، والتي أشارت إلى تجاوز أرباح الشركة توقعات الأسواق.

وسجلت أرباح سيتي جروب ارتفاعا إلى 2.19 دولار للسهم مقابل التوقعات التي أشارت إلى 1.68 دولار للسهم.

كما ارتفعت الإيرادات إلى 19.64 مليار دولار  في نفس الفترة مقابل التوقعات التي أشارت إلى 18.22 مليار دولار.

وارتفعت أسهم الشركة بحوالي 13% بعد نشر تقارير الأرباح أثناء جلسة التداول الاثنين في بورصة نيويورك.

ورغم تجاوز أرباح المجموعة المالية العملاقة التوقعات، إلا أنها أظهرت تراجعا مقابل الأرباح المسجلة في نفس الفترة من العام الماضي عندما سجلت 2.85 دولار للسهم، مما  يشير إلى تراجع في الأرباح الفصلية بواقع 27% من 6.19 مليار دولار إلى 4.55 مليار دولار. 

ويلز فارجو

لم تتمكن ويلز فارجو، المجموعة المالية الأمريكية العملاقة، من تحقيق الأرباح التي أشارت إليها تقارير الأرباح الصادرة الاثنين.

وتراجعت أرباح المجموعة إلى 74  سنت للسهم مقابل التوقعات التي أشارت إلى 80  سنت للسهم. وهبطت الأرباح التي حققتها ويلز فارجو في الربع الثاني من 2022 إلى 3.12 مليار دولار مقابل الأرباح التي حققتها في نفس الفترة من العام الماضي عند 6.04 مليار دولار.

وتراجعت إيرادات الشركة أيضا في نفس الفترة إلى 17.03 مليار دولار مقابل الأرقام التي أشارت إليها التوقعات عند 17.53 مليار دولار.

وتوقع المدير التنفيذي للمجموعة تشارلي شارف أن تشهد “الخسائر الائتمانية” زيادة في الفترة المقبلة مقارنة بالمستويات شديدة الانخفاض التي تستقر عندها في الوقت الحالي.

تحقق أيضا

باول

باول: الأداء القوي للاقتصاد الأمريكي يساعد الفيدرالي في مهمته

قال جيروم باول، رئيس مجلس محافظي بنك الاحتياطي الفيدرالي، أثناء المشاركة في مؤتمر المنظور العالمي …