في مقابلة على شاشة تلفزيون دبي، صباح اليوم الاثنين، علّق محمد حشاد، رئيس قسم الأبحاث والتطوير في نور كابيتال وعضو الجمعية الأمريكية للمحللين الفنيين، على أهم تطورات أسواق المال العالمية في اليوم الأول للتعاملات خلال هذا الأسبوع، وأبرزها اجتماع مجلس الاحتياطي الفيدرالي الذي يستمر على مدار يومين غدًا الثلاثاء وبعد غد الأربعاء.
توقعات قرار الفائدة.. الاحتياطي الفيدرالي
حول توقعات الأسواق بقرار رفع سعر الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس، وردًا على سؤال حول ما إذا كان ذلك يعني أن البنك المركزي الأمريكي يتجه لبدء إبطاء وتيرة رفع سعر الفائدة، أجاب حشاد: “يبدو أن الأسواق بدأت بشكل كبير تتبنى موقفًات استباقيًا تجاه قرار الاحتياطي الفيدرالي المنتظر وتتحسب الأسواق لقيام المركزي الأمريكي بإبطاء وتيرة رفع سعر الفائدة حيث تتوقع الأسواق رفع الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس بدلاً من المرات السابقة التي شهدت رفع سعر الفائدة بمقدار 75 نقطة أساس”.
يعتقد حشاد أن الباب لا يزال مفتوحًا أمام المزيد من رفع سعر الفائدة، بل وأمام رفعه بمقدار 75 نقطة أساس حتى الربع الأول من العام 2023، فسوق العمل في الولايات المتحدة لا يزال قويًا، وهو أمر لا يرغب فيه رئيس الفيدرالي جيروم باول، وخلال الجمعة الأولى من ديسمبر الجاري، كان الاقتصاد الأمريكي قادرًا على إضافة 263 ألف وظيفة كدليل إضافي على استمرار قوة سوق العمل كما أن الأجور مستمرة في الارتفاع ولا يزال التضخم أبعد عن المستوى الذي يستهدفه الفيدرالي عند علامة 2%، ويعتقد حشاد أن الأمر قد يستغرق المزيد من الوقت ولن يتراجع التضخم ولن تتراجع الضغوط التضخمية إلا بعد أن تشهد الأسواق تراجعًا حقيقيًا في مستويات الطلب، وبشكل عام، وفقًا لحشاد، يتماشى هذا المسار مع سياسات البنوك المركزية في الاقتصادات الكبرى، التي من الواضح أنها على استعداد لأن تضحي بحدوث تباطؤ للنشاط الاقتصادي في سبيل إحراز الانتصار في معركتها لاحتواء التضخم.
أسباب الأداء الإيجابي للدولار الأمريكي
فيما يتعلق بأداء الدولار الأمريكي الملاحظ تقدمه بشكل ملحوظ، وما إذا كان السبب الرئيسي وراء ارتفاعه يتمثل في بيانات التضخم الصادرة مؤخرًا، أم أن هناك عوامل أخرى تتدخل في ظهور الأداء الإيجابي الحالي للدولار، أجاب حشاد قائلاً: “ثمن عدة عوامل تكاتفت معًا لدعم العملة الأمريكية، وعلى رأسها مؤشر أسعار المنتجين، من أهم بيانات التضخم الأمريكية، الذي حقق نموًا في قراءته الصادرة الأسبوع الماضي بمقدار 0.3، مدعومًا بقطاع الخدمات وهذا دليل على استمرار الضغوط التضخمية، كما استفاد الدولار الأمريكي كذلك من ارتفاع عائدات سندات الخزانة بشكل كبير بمختلف آجالها، بما في ذلك عائدات سندات الخزانة لأجل 10 سنوات مسجلةً مكاسب بمقدار 1.5%، علاوة على المخاوف حيال الركود الاقتصادي واحتمالات انجراف النمو العالمي نحو المزيد من التباطؤ مما يجعل من الدولار أحد أدوات الملاذ الآمن، المفضلة لدى المستثمرين، وبالتالي، شهد الدولار ارتفاعًا خلال تعاملات الأسبوع الماضي ومع افتتاح تعاملات الأسبوع الجاري، اليوم الاثنين.
أسبوع حافل بالأحداث والبيانات الاقتصادية
من الواضح أن لدينا أسبوع حافل بالبيانات الاقتصادية وأهمها البيانات التي يجب أن يتابعها المستثمرون، وعن ذلك يقول حشاد: “يبدو أن لدينا أسبوع حاسم بالنسبة لأسواق العملات والسلع، ويترقب المستثمرون والأسواق قرار الاحتياطي الفيدرالي برفع أسعار الفائدة كما يترقبون المؤتمر الصحفي الذي يلي إعلان قرار السياسة النقدية من قبل FOMC، وكذلك تعليقات جيروم بأول علاوة على البيانات الاقتصادية المنتظرة، وأقصد بيانات مبيعات التجزئة الأميريكية، هذا فيما يخص الاقتصاد الأمريكي، وعلى الجانب الآخر، بالنسبة للاقتصاد البريطاني، ينتظر المستثمرون بيانات مهمة وقرار سعر الفائدة من قبل بنك إنجلترا، يوم الجمعة، وبيانات التضخم.
تراجع أسعار النفط
ردًا على سؤال حول ما إذا كان نزيف الخسائر الذي تشهده الأسواق في أسعار النفط سيستمر، وما هي الأسباب التي أدت إلى تراجع أسعار النفط، أساسًا، أجاب حشاد: ” يبدو أن النفط مستمر في تحقيق الخسائر مسجلا أكبر انخفاض أسبوعي له منذ شهر، ويتداول حول 70 دولار أمريكي للبرميل، ولا تزال المخاوف من تباطؤ النمو الاقتصادي العالمي تمارس ضغوطها السلبية على أسعار النفط، وسط ارتفاع حالات الإصابة بعدوى كوفيد-19 في الصين، ما يؤدي إلى تأثير سلبي على الاقتصاد الصيني، ثاني أكبر مستورد للطاقة في العالم، ويعتقد حشاد أن النفط مرشح لمزيد من التراجع خاصة بعد أن شهدت الأسواق اليوم السماح بعبور الناقلات النفطية عبر تركيا، وبالتالي أدى هذا التطور إلى تراجع المخاوف بشأن الإمدادات ويعتقد حشاد أن تداول النفط قد يهبط خلال الأسبوع الجاري إلى ما دون 70 دولار، وقد يسجل 68 أو 67 دولار للبرميل.
إلى أين يتجه الذهب؟
ردًا على سؤال حول الذهب وإلى أين يتجه في ظل كل هذه التطورات، أجاب حشاد قائلاً إن الذهب لا يزال حائرًا بين ارتفاع مستويات التضخم باعتباره ملاذًا آمنًا، ولكن استمرار ارتفاع الدولار الأمريكي يزيد من تكلفة حيازة سبائك الذهب مقارنة بالاحتفاظ بالعملات الأخرى، لذا إذا شهدت الأسواق قرار الفيدرالي برفع سعر الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس فقط وبالتالي إذا تراجع الدولار كنتيجة لمثل هذا القرار، الذي يشير في الوقت نفسه إلى إبطاء وتيرة رفع سعر الفائدة، فقد نشهد ارتفاع أسعار الذهب ليم تداوله عند 1800 دولار للأونصة.
نور تريندز / تعلم التداول والاستثمار / اللقاءات المصورة / نور كابيتال | لقاء محمد حشاد على شاشه دبي – 12 ديسمبر 2022
كلمات دلاليةأسعار المنتجين الاحتياطي الفيدرالي البيانات الاقتصادية التضخم الدولار الذهب الصين النفط رفع سعر الفائدة قطاع الخدمات
تحقق أيضا
هبوط عائدات السندات الأمريكية بعد بيانات التضخم
تراجعت عائدات السندات الأمريكية الحكومية متأثرة بتصاعد توقعات تشير إلى أن الفيدرالي قد لا يتوقف …