في مقابلة على شاشة تلفزيون دبي، علّق محمد حشاد، رئيس قسم الأبحاث والتطوير في نور كابيتال وعضو الجمعية الأمريكية للمحللين الفنيين، على أبرز تطورات الأسواق المالية، وأبرزها ما يلي:
النفط
تطرق محمد حشاد – بداية – للحديث عن اتفاق مسؤولي الاتحاد الأوروبي بشأن وضع شقف سعري للنفط الروسي في حين لا تزال روسيا تعارض القرار وتعتبره تدخلاً غير آمن العواقب لزعزعة الأسواق، وأشار حشاد لاعتقاده بأن قرار الاتحاد الأوروبي الذي دخل حيز التنفيذ اليوم الاثنين، 5 ديسمبر، ينسجم مع توجه قرارات مجموعة السبع، للدول الصناعية الكبرى لوضع سقف سعر 60 دولار للبرميل الواحد على كافة شحنات لنفط الروسي المنقولة بحرًا ومن أجل ضمان تطبيق هذا القرار، الذي يعد بمثابة عقوبة إضافية تستهدف ما تجنيه موسكو من عائدات تصدير النفط، تم منع شركات الشحن وشركات التأمين وشركات إعادة التأمين من التعامل مع أي شحنات نفطية روسية فوق هذا المستوى السعري، في جميع أنحاء العالم، وكان الهدف الرئيسي من مثل هذه العقوبة الإضافية هو تقييد صادرات روسيا النفطية وحرمان موسكو من إيرادات تلك الصادرات، وإيرادات بيع النفط الروسي، ويعتقد حشاد أنه قد يكون لدى الجانب الروسي آليات لمواجهة تأثير القرار الأوروبي وقد تتضح معالم تلك الآليات وستشهدها الأسواق خلال الأيام المقبلة، ولكن ثمة اعتراض روسي على القرار لأن موسكو تعده مخالفة وانتهاكًا لقوانين منظمة التجارة العالمية، وأن أسعار النفط من المفترض أن يترك تحديدها لمستويات العرض والطلب دون تدخلات سياسية.
ويعتقد حشاد أن القرار الأوروبي سيترتب عليه آثار سلبية على الجانب الروسي، وقد تضطر موسكو إلى خفض إنتاجها النفطي بنحو مليوني برميل يوميًا حتى نهاية الربع الأول من العام 2023، بل وقد تضطر كذلك إلى خفض إنتاجها حتى دون المستويات المتفق عليها مع منظمة الأوبك، وقد تشهد الأسواق خلال الساعات أو الأيام المقبلة منع تصدير النفط الروسي إلى أوروبا ويرجخ حشاد أن تبدأ روسيا رحلة البحث عن شركاء جدد في أسواق النفط.
ردًا على سؤال حول مدى تأثير هذه العوامل إجمالاً على أسعار النفط وأسواق الطاقة، بشكل عام، رجح حشاد أنه من المفترض أن تتلقى أسعار النفط دفعة من الدعم في أعقاب هذه التطورات لأنها تؤدي بشكل مباشر إلى تراجع إمدادات النفط ولكن من الواضح حتى الآن أنه على الرغم من ارتفاعات النفط بأكثر من 2% إلا أن أسعار النفط عمليًا لم تتجاوب بشكل سريع مع الأخبار ذات الصلة بالقرار الأوروبي.
وتعليقًا على توقعات أسعار النفط وفقًا لـ”بنك أوف أمريكا” التي أشارت إلى أن سعر النفط الخام قد يرتفع إلى 110 دولار للبرميل الواحد خلال العام 2023، وما إذا كان ذلك محتمل الحدوث، أجاب حشاد: “مع استمرار التوترات السياسية والجيوسياسية وتداعياتها على الأسواق، قد يكون ارتفاع سعر النفط إلى 110 دولار للبرميل أمر محتمل، ولكن ينبغي عدم نسيان وجود تخوفات كبيرة بالأسواق من معضلة تراجع الإمدادات ولكن يجب الأخذ بعين الاعتبار حقيقة التباطؤ الذي تمر به الاقتصادات الكبرى في الوقت الراهن، وهذا التباطؤ من شأنه أن يحد من ارتفاع أسعار النفط ولكن لا يزال من الوارد أن نشاهد سعر برميل النفط فوق 110 دولار.
مسار قرار الاحتياطي الفيدرالي المقبل بشأن سعر الفائدة
وحول توقعاته لاجتماع مجلس الاحتياطي الفيدرالي واجتماعه للشهر الجاري، وما إذا كان سيقرر رفع سعر الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس، رجح حشاد، وفقًا لكافة المعطيات الحالية وفي ضوء الأوضاع الاقتصادية الراهنة، أن الباب لا يزال مفتوحًا أمام زيادة سعر الفائدة بمقدار 75 نقطة أساس، وذلك في ضوء عدة حقائق محددة من بينها أن سوق العمل الأمريكي لا يزل قويًا ومن بينها أن الاقتصاد الأمريكي استطاع إضافة 263000 وظيفة في قراءة جاءت أقوى من التوقعات وحافظ على معدلات البطالة عند 3.7 كما أن هناك نمو واضح في الأجور وهذه العوامل مجتمعةً يعتقد حشاد أنها قد تدفع الاحتياطي الفيدرالي إلى رفع الفائدة بمقدار 75 نقطة أساس من أجل احتواء التضخم، وعلى الرغم من تراجع الضغوط التضخمية خلال الشهر الماضي، إلا أننا لا نستطيع بناء حكمنا على التضخم على أساس قراءة شهر واحد فقط، ومن ثم علينا الانتظار حتى إصدار قراءة أسعار المنتجين خلال أسبوع التداول الجاري، والتي تعتبر الأهم على الإطلاق.
كما يعتقد حشاد أنه في حالة لم يستجب التضخم لسلاح رفع أسعار الفائدة، قد يمتد مسار رفع أسعار الفائدة منبل الاحتياطي الفيدرالي مع بداية العام المقبل، من أجل الوصول بالتضخم إلى المستوى المستهدف عند 2%.
الذهب
تقترب أسعار الذهب من ذروة 5 أشهر، وحول رد فعل أسعار الذهب على قرار الفيدرالي المحتمل برفع أسعار الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس تقريبًا، وفي ضوء ما يعرف جيدًا حول تأثير سعر الفائدة المنخفضة في دعم أسعار الذهب، أشار حشاد إلى توقعاته بأن يتم تداول الذهب فوق 1850 دولار للأونصة، لأن تراجع أسعار الفائدة يؤدي إلى ضعف الدولار وبالتالي يقلل من تكلفة صناعة وحيازة الذهب مقابل الدولار مقارنة مع حاملي العملات الأخرى كما قد تشهد الأسواق مستويات جديدة للذهب فوق 1850 دولار للأونصة.
اتجاه الدولار الأمريكي
ردًا على سؤال حول المسار المتوقع للدولار الأمريكي، وإلى أين سيتجه وسط توقعات رفع سعر الفائدة وهو القرار المنتظر خلال اجتماع البنك المركزي الأمريكي في وقت لاحق من ديسمبر، أشار حشاد إلى أن هناك معطيات كثيرة تحكم تحركات سعر الدولار الأمريكي، من بينها قرار الفيدرالي في اجتماعه المقبل الذي تنتظره الأسواق، وكذلك مستويات التضخم التي لا تزال مرتفعة، لذا يعتقد حشاد أن الدولار الأمريكي لا يزال أمامه المزيد من الارتفاعات خلال الفترة المقبلة، وقد تشهد الأسواق ارتفاع الدولار في أعقاب أي هبوط يسجله، وفقًا للتحليل الفني، أما العامل الرئيسي الذي قد يتراجع الدولار بسببه فيتمثل، وفقًا لحشاد، في إبطاء وتيرة رفع أسعار الفائدة، عندئذ قد تشهد الأسواق تراجع الدولار الأمريكي.