نور تريندز / التقارير الاقتصادية / نتائج التجديد النصفي قد لا تحقق صالح أسهم وول ستريت
الحزب الديمقراطي والحزب الجمهوري

نتائج التجديد النصفي قد لا تحقق صالح أسهم وول ستريت

أشارت النتائج الأولية لانتخابات التجديد النصفي للكونجرس الأمريكي التي ظهرت حتى الآن إلى نجاة الديمقراطيين من هزيمة نكراء في هذه الانتخابات، وهو ما أدى إلى حلة من الارتياح لدى الرئيس الأمريكي جو بايدن وإدارته وحزبه لما ظهر من نتائج حتى الآن.

وجاء هذا الارتياح رغم عدم حسم مسألة السيطرة على غرفتي الكونجرس الأمريكي – مجلس الشيوخ ومجلس النواب – لصالح أي من الحزبين حتى الآن، وفقا للنتائج الأولية التي أشارت إليها الأصوات التي تم فرزها حتى الآن.

وقال الرئيس الأمريكي جو بايدن، في مؤتمر صحفي عقده للتعليق على انتخابات التجديد النصفي وما وصلت إليه من نتائج حتى الآن: “إنه يوم رائع للديمقراطية على ما أعتقد، ويوم رائع للولايات المتحدة”.

وأضاف: “خضعت ديمقراطيتنا لاختبار في السنوات القليلة الماضية. لكن بأصواتهم، استطاع الشعب الأمريكي أن يقول كلمته وأنا يثبت أننا والديمقراطية شيء واحد”.

ولدى سؤاله من جانب الصحفيين، أثناء المؤتمر الصحفي الذي انعقد على خلاف التقاليد المتعارف عليها في البيت الأبيض بخصوص الإجراءات التي تتخذها الإدارة الأمريكية أثناء انتخابات التجديد النصفي، عن نيته الترشح لولاية ثانية، أشار بايدن إلى أن لجية “نية” لإعادة الترشح، لكنه لم يعط إجابة محددة، معلنا إرجاء هذا القرار إلى أوائل العام المقبل.

ومقابل ارتياح بايدن والديمقراطيين لنتائج الأولية، بدا أن الأمور لا تسير على ما يرام بالنسبة للرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب ونيته الترشح للرئاسة الأمريكية 2024، إذ تمكن رون ديسانتيس، عضو الحزب الجمهوري وحاكم ولاية فلوريدا من الفوز بالانتخابات، وهو المنافس الأقوى على الإطلاق لترامب في الترشح للرئاسة الأمريكية عن الحزب الجمهوري.

وخالفت النتائج التوقعات التي أِشارت في الأيام القليلة الماضية إلى أن سيطرة حزب الجمهوري على مجلس النواب الأمريكي أمر شبه محسوم بسبب عدم رضا الناخب الأمريكي عن أداء إدارة الديمقراطيين لملف الاقتصاد وسط الارتفاع الحاد في التضخم الأمريكي، وارتفاع معدل الجريمة، وملف الهجرة. لذا يبقى أمر السيطرة على الأغلبية في مجلس النواب غير محسومة لأي من الحزبين حتى الآن.

ويبدو أنه مقابل العوامل التي تغضب الناخبين من إدارة ترامب على مستوى الاقتصاد والهجرة والجريمة، توجد مقابلها عوامل تؤثر سلبا على أداء الحزب الجمهوري في انتخابات التجديد النصفي. ويرجح أن الديمقراطيين أحسنوا استغلال غضب الأمريكيين من قرار المحكمة العليا الذي حرمهم من الحق الدستوري في الإجهاض من خلال دعم مرشحي الحزب الحاكم لمساعي من شأنها إصدار قرارات ترجع لهم هذا الحق في المستقبل. يُذكر أن منظور الناخبين في الولايات المتحدة للحق في الإجهاض يتعارض تماما مع وجهة نظر ترامب في هذه القضية.

وقال بايدن أثناء المؤتمر الصحفي الذي انعقد الأربعاء في البيت الأبيض: “ليس لدي ضمانات لأن نتمكن من التخلص من الارتفاع الحاد للتضخم، لكني أعتقد أننا يمكننا أن نقوم بذلك”.

وأضاف: “أعتقد أن الاقتصاد سوف يتمكن من تحقيق الهبوط المرن”، مرجحا أن اقتصاد الولايات المتحدة لا يزال بعيدا عن الركود في ضوء قراءات النمو.

وتشير أغلب التوقعات، في ضوء ما ظهر من نتائج حتى الآن، إلى أنه حال نجاح الجمهوريين في السيطرة على مجلس النواب الأمريكي، فسوف يكون ذلك بهامش ضئيل جدا لا يسمح لقيادات الحزب الجمهوري بالحصل على تنازلات من أعضاء الحزب الديمقراطي فيما يتعلق بالأولويات التشريعية، التي تتضمن الإنفاق الحكومي، ورفع سقف الدين لتفادي التعثر، والاستمرار في تقديم المساعدات العسكرية والاقتصادية لأوكرانيا.

وظهرت توقعات في الأيام القليلة الماضية رجحت أن المستثمرين في أسواق المال يفضلون الوصول إلى سيناريو الحكومة المنقسمة بعد الانتخابات لأنه سيوفر فرصة لتدخل الجمهوريين في الشأن الاقتصادي، وهو ما يذكر الأسواق بالفترة الإيجابية التي حققت فيها الأسهم الأمريكية مكاسب كبيرة في عهد الرئيس الجمهوري السابق دونالد ترامب.

ويتضمن سيناريو الحكومة المنقسمة سيطرة الجمهوريين على مجلس النواب، وهو ما يعطي فرصة أكبر للجمهوريين لتأثير على الأولويات التشريعية، خاصة الاقتصادية منها، وهو ما من شأنه أن يصب في صالح قطاعات اقتصادية هامة في الولايات المتحدة، أبرزها قطاعات الدفاع والرعاية الصحية والطاقة.

لكن في ضوء النتائج التي ظهرت حتى الآن، قد لا يتحقق هذا السيناريو، مما ينعكس سلبا على الأسهم الأمريكية وغيرها من أصول المخاطرة ويحقق صالح الدولار الأمريكي في المقابل.  

تحقق أيضا

بيانات التوظيف

بيانات التوظيف الأمريكية تشير إلى تراجع كارثي في نمو الوظائف

سجل مؤشر التغير في توظيف القطاعات غير الزراعية الأمريكية ارتفاعًا بـ12000 وظيفة فقط في أكتوبر …